دمها أغلى من دم اليمني

–
كانت تبحث عن شيء تأكله غير مهتمة أو مكترثة بالمركز الاجتماعي لمن هم حولها وإن كانوا يمثلون الشعب بأكمله وحتى وهي تنظر نحو الأسلحة المعلقة على الأكتاف لم تهتز لها شعرة واحدة من شعرها الأسود الكثيف , كانت يدي النائب سنان العجي نائب رئيس اللجنة الدستورية في البرلمان تتجه نحوها ” دمها أصبح أغلى من دماء اليمنيين ” تماسكت وهو يردد هذه الكلمات غاضبا◌ٍ وباحثا◌ٍ عن كائن يضعه بالمقارنة مع اليمنيين الذين تكاثرت عليهم المؤامرات وتكالبت عليهم أدوات الموت ليصبح دم القطة التي تتمشى في حوش مجلس النواب أغلى حسب وصف النائب المؤتمري الذي كرر تأكيده أنه أصبح غير مهتم بكل ما هو حزبي بقدر ما هو مهتم بالناس الذين يحتاجون إلى الأمن والاستقرار كي يعيشوا حياتهم.
كنت مسافرا خارج البلاد لكن شعوري وإحساسي نحو بلدي جعلني أعود لأقوم بدوري وأودي الأمانة التي أوكلها الناس إليø◌ِ, يفهم من كلامه الإشارة نحو كتلة المشترك المقاطعة للجلسات منذ أسابيع والمطالبة بإعادة الهيكلة ” قانوني ليس لهم حق تبقى سبعة أشهر إلى الانتخابات العامة والنصوص تقول إنه لا يجوز انتخاب رئيس مجلس إذا كان ما تبقى أقل من عام “.
تخلو عن مسؤوليتهم نحو الناخبين. ثم يزيد النائب سنان: لقد حدثت الكثير من المستجدات التي يجب أن نقف عندها وأن نتخلى عن سياسات أحزابنا ” سأورد لك مثلا ” قبل أيام طرح أحد الزملاء مقترحا جميلا لصالح قانون واتفقت معه أننا سندعم مقترحه بقوة لأنه يخدم البلد لكنه بعد أن تذكر موقف حزبه من جلسات هذه الأيام تراجع وقدم موقفه السياسي على مصلحة القانون وخرج دون أن يطرح المقترح .
في القاعة وقبل لحظات كان العجي قد انتقد وزير الكهرباء وطرح عددا◌ٍ من التساؤلات أبرزها المصير الذي يواجه أبناءنا الطلاب وهم يؤدون الامتحانات دون كهرباء كيف لهم أن ينجحوا أو يقدموا مستوى جيدا◌ٍ والظلام يحرمهم من المواجهة في الساعات الحاسمة .
في الجوار كانت القطة مازالت تحوم حولنا وكأنها تعلم حاجة البرلماني إلى استخدمها لضرب المثل مجددا◌ٍ ” دم اليمني صار أرخص من دمها ” مشيرا نحوها أثناء توقفها تحت ظل شجرة في الجوار .
كما أنهم لا يردون انتخابات يريدون تعيينا◌ٍ وتوافقا◌ٍ حول رئيس مجلس النواب واختيارا◌ٍ لنوابه من الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية¡ وهذا قد لا يصلح قانونا.. تنهي هذه العبارة الجلسة أمام القاعة البرلمانية .