المشروع القرآني والهوية الجامعة

طه الحملي
في شهر عظيم هو شهر رمضان المبارك سألت الله أن يوفقني لكتابة هذا المقال كتذكرة للمؤمنين، وأيضاً كبيان ليفهم الجميع عظمة هذا المشروع الإلهي الرباني العظيم من عظمة الله.
– المشروع القرآني المتمثل من مكوناته (المنهج والقيادة والأمة) هذه مكونات مشروع الله منهج من الله وقيادة يختارها الله وأمة تتبع الهدى الذي هو من الله رحمة للبشر وإنقاذا لهم (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) وأيضاً القيادة هي مختارة من الله (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) السابق بالخيرات من دائرة آل محمد ورثة القرآن مثلما “أعلام الهدى في كل زمان وفي زماننا هو السيد عبدالملك الحوثي سلام الله عليه”.
وأمة تتبع (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) أمة تتبع هذا الهدى لتبنى على أساسه، لتتربى ولتزكى ولتهتدي وتتحرك بهذا النور كأمة وليس كل فرد لوحده وان كانوا قليلا فقد وعدهم الله بأن ينصرهم ويجعلهم أمة تنجذب إليها كل البشرية لتهتدي هم يكونون أمة ونماذج تشهد لله على عظمة دينه.
مثال
في زمن فرعون عندما طغى واستكبر تدخل الله بأن يصطفي رجلاً يتحرك بمشروع الله وهو موسى عليه السلام وتحرك من مرحلة الاستضعاف حتى أظهر الله دينه وأهلك فرعون واستخلف المؤمنين في الأرض وكذلك مع كل الأنبياء عندما يتحرك ويستشري الباطل يتدخل الله.
-ففي هذا الزمان بعد أن وصل اليهود والنصارى إلى مرحلة كبيرة من الإفساد في الأرض والسيطرة وإضلال وتخنيع البشرية بما في ذلك أمتنا الإسلامية التي وصلت إلى مرحلة من الشتات والضعف والفرقة والذلة والخزي والتفرق الديني والسياسي والفئوي وأيضاً الانحراف الأخلاقي والقيمي وكان ذلك مساعدا لأعدائها على أن يستغلوا هم أي اليهود استغلوا سنن الله وتدبيره في ضرب الأمة أي أنها ليست محصنة ولا معها قوة بل ومغضوب عليها من الله نتيجة التنصل عن واجباتها والعصيان كما فعلت أمم قبلها (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون).
أمة لم يعد لديها توجه عملي امة منحطة امة حذت حذو بني إسرائيل امة تراجعت حكامها تراجعوا أمام اليهود وعلمائها صرحوا أنهم عاجزون عن فعل ما يجب عليهم وشعوبها تائهة.

هنا تدخل الله
واصطفى رجلا من آل محمد وهو السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه ليعيد الأمة الى جادة صوابها بمشروع الله (كمنهج وقيادة) قدم هدى الله هدى القرآن الكريم ونبذ كل التفرق والانحراف والثقافات المغلوطة وربط الأمة بالقرآن لترتبط بالله عبر سننه وعبر هديه لتكون هي مؤهله أن تكون معه.
هدى الله الذي قدم لهذه الأمة بداية من محاضرة يوم القدس العالمي والصرخة في وجه المستكبرين ودروس رمضان وحوالي مائة وعشرين محاضرة.
من أسس هذا المشروع انه ربط الأمة بمعرفة الله العملية انه هدى الأمة إلى أن تزكى في نفسياتها ومواقفها لتكون مؤهلة لحمل المسؤولية في مواجهة أمريكا وإسرائيل وأيضا إنقاذ الأمة الإسلامية من كل أنواع الضلال والشرور.
هذا المشروع القرآني من تحرك على هديه تلاشت عنده كل الأوطر والحواجز المذهبية والطائفية وحملنا قاعدة هي أن الحق من الله (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين).
أصبحت امة تتلقى الهدى من الله وهذا واقع الإسلام وواقع الدين هو لله وهو الذي يجب أن نتبعه لا أن نتبع أهواء بشر أو اجتهادات الدين ليس محصورا في شخصية عالم أو شخص قدم أو عكس نفسيته وضعفه باسم الدين.
دروس معرفة الله جعلت من كل فرد في هذه المسيرة يثق بالله ويعرفه من خلال نعمه ويعرفه من خلال وعده ووعيده يمجد ويعظم الله فتلاشى كل خوف وكل محبة سوى الله.
هذا المشروع القرآني هو الحل كما قال عنه قائد ومؤسس هذه المسيرة (المرحلة التي نحن فيها هي مرحلة القرآن الكريم كل شيء قد جرب فأخفق في مواجهة اليهود مذاهب جربت فأخفقت أحزاب جربت فأخفقت أنظمة جربت فأخفقت لم يبق إلا القرآن ونحن هنا في اليمن من أولى الناس بالتحرك به ).
المشروع القرآني مشروع مرتبط بالله فمن يتحرك فيه يؤمن بأهمية أن نتبع ما انزل الله وان الإيمان الحقيقي والدين الحقيقي ان تقبل النور من الله وبهذا لو وجدنا واقع الأمة المختلف واعتبروا اختلافها ديناً وقال الله (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات )وقال (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ).
وأيضا من يقول (السكوت حكمة) واعتبرها ديناً والله قال (يأيها الذين امنوا كونوا أنصار الله ) وقال (يأيها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ).
في الوقت الذي توجه الأمريكي والإسرائيلي بحرب صليبية على الإسلام والمسلمين تحت مسمى الإرهاب هذا المشروع القرآني هو الوحيد بقيادته في عام 2001هو الوحيد نعم الوحيد من صرخ في وجه أمريكا وإسرائيل وفضحهم إلى يومنا هذا.
هذا المشروع بنى امة تحمل أرقى ثقافة وأعظم وعي وأقوى نفوس هي وعد الله في هذا الزمن بنى نفسيات لا تنكسر بني نفسيات لا يمكن أن يضلها أي طرف في العالم قدم هدى ونور لا يمكن أن يثبت أمامه أي باطل .
صنع رجالا ونساء وحتى أطفالاً.. أطفال لهم موقف أعظم من قادة وعلماء بعض الشعوب تجاه أمريكا وإسرائيل.
هذا المشروع القرآني هو مرتبط بتدبير الله ورعايتة المعنوية ومدده ونصره وكل من ارتبط به فعليا وليس شكليا تجد نفسه عالية وإيماناً عالياً وقوياً وعملياً تجد روحه معطاءة وزكية تجد روحه محسنة وسيقدم كل شيء من اجل هذه الأمة.
-هذا المشروع القرآني هو الذي اختار الله له امة تنقذ العالم جميعا من باطل اليهود والنصارى وتجد منهجه وثقافته جامعة للأمة ومن أهم أسسه العودة إلى القرآن الكريم ونواجه أعداء الإسلام أمريكا وإسرائيل.
هذا المشروع حذر الأمريكي والإسرائيلي منه كما حذر فرعون وملأه من موسى ومن معه.
هذا المشروع القرآني نتحرك من أساسه في سبيل الله من الله والى الله ونتوكل عليه ونثق به ونسير على هديه ولا نخشى أحداً سواه في سبيل الله بعيداً عن أي مسمى آخر وطني أو قومي أو فئوي.
-اليهود خافوا من هذا المشروع فأعلنوها حربا عليه من الوهلة الأولى وشنوا حروباً ست وحروبا متفرقة وأخرها هذا العدوان السعودي والصهيو أمريكي والذي استخدموا فيه كل أوراقهم وهزموا.
-هذا المشروع القرآني برز عالميا وامميا أصبحت امة يهابها كل الطغاة تنامي من مرحلة اللاوجود إلى أن برز عالميا حاول أعداؤه أن يطفوه إعلامياً وعسكرياً وتضليليا وأنفقوا ترليونات الدولارات ولكن خسروا وكانت عليهم حسرة وسيغلبون.
هذا المشروع القرآني أيها الإخوة السبب في قوته وثباته وانتصاره هو أن من أهم الأسس التي نتحرك عليها هي ولاية الله جل في علاه.
فنحن نتولى الله نحبه ونخافه ونطيعه ونلتزم بهدية نتبعه أي هذا التولي ضبط مسار حياتنا فنحن في كل توجهنا ومواقفنا نتوجه من خلالها عل أساس أوامر وهدي الله.
فأسأل الله ان يكتب لنا اجر ما نتحرك به وان يقبلنا وان أكون في هذا المقال الصغير قد استطعت أن أقدم صورة وتذكرة عن هذا المشروع وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب..
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

قد يعجبك ايضا