> روسيا: أهم ما يحتاجه اليمن من المجتمع الدولي وقف العدوان ورفع الحصار
كتب /رئيس التحرير
غابت جرائم الابادة الوحشية وجرائم الدمار الشامل التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي الاميركي منذ اكثر من عامين في اليمن عن وقائع مؤتمر المانحين الذي نظمته الأمم المتحدة لدعم خطة الاستجابة الانسانية ليختتم المؤتمر اعماله في العاصمة السويسرية جنيف ببروبغاندا علاقات عامة منحت دول تحالف العدوان المزيد من الدعم الدولي وتنظيف صورتها المشوهة بوصفها المتصدرة لجهود مواجهة التدهور الانساني الحاصل في اليمن.
وكشفت الكلمات التي القاها الأمين العام للأمم المتحدة ومساعده للشؤون الانسانية ومسؤولون دوليون آخرون عن مؤشرات تدهور مروع للوضع الانساني في اليمن بأرقام افصحت عن كارثة انسانية غير أن سائر التقارير التي قُدمت للمؤتمر استمرت في نهجها بالحديث عن الكارثة الانسانية المروعة دون الاشارة إلى أسبابها المتمثلة بالعدوان السعودي الاميركي الهمجي على اليمن المستمر منذ أكثر من عامين والمتزامن مع حصار بري وبحري وجوي خلف آثارا انسانية كارثية طاولت بآثارها أكثر من 20 مليون نسمة.
وقياسا بهيمنة جملة سياسية واحدة ذهبت إلى توجيه رسائل للعالم بأن ما يدور في اليمن ليس سوى صراع داخلي خلت وقائع المؤتمر من أي مبادرات دولية أو أممية أو انسانية حقيقية تدعو الى الوقف العدوان الهمجي على اليمن ورفع الحصار غير القانوني المفروض على الشعب اليمني تحت ضغوط التبرعات الخليجية لتنصرف سائر الخطب والكلمات والتقارير كليا حتى عن هذا المطلب الانساني العادل مكتفية بالحديث عن ازمة انسانية متفاقمة لم يعرها العالم انتباها في ظل تعمد تغييب مسبباتها الاساسية التي فتحت الباب أمام الاحرار في العالم للسؤال بصوت واحد عما إن كانت نزلت من السماء أم نبتت من الأرض، أم لها اسباب اخرى مغيبة.
وبدا واضحا في فعاليات المؤتمر استغراق ممثلي المنظمات الأممية الانسانية في تجاهل حقيقة ساطعة يعبر عنها الشعب اليمني لأكثر من عامين ونيف، وتكمن في رفضه الفضلات التي تجود بها القصور الخليجية وحكام الامارات النفطية والتي لا تمثل بالمعيار الاقتصادي 1 % من حجم الاضرار والخسائر والخراب الذي احدثه العدوان السعودي الهمجي على اليمن.
كما بدا واضحا هيمنة اللوبي الأميركي البريطاني السعودي الخليجي على فعاليات مؤتمر جنيف والتحكم بمساره وفق اجندات مرسومة افلحت في انتاج منابر لتقديم الذرائع للعدوان السعودي الاماراتي وتقديم الأنظمة الضالعة في العدوان بوصفها منقذا انسانيا في ظل تجاهل فج للجرائم والانتهاكات التي ترتكبها دول تحالف العدوان السعودي بدعم واسناد اميركي مباشر ومعلن، بما افضى اليه من جرائم ابادة جماعية طالت عشرات الآلاف من المدنيين الذين يقتلون كل يوم بأسلحة تقليدية ومحرمة تصدرها بانتهاك للقوانين الدولية والانسانية عواصم الهيمنة العالمية لعواصم العدوان بصورة مستمرة في ظل صمت استراتيجي عالمي حيال ما يتعرض له الشعب اليمني من مجازر ابادة ودمار شامل.
وقياسا بحجم وخطورة الرسائل التي وجهها مؤتمر جنيف إلى العالم بشأن ملف الأزمة اليمنية بدا المعطى السياسي مثخنا بالانحياز وغياب البعد القانوني والسياسي والانساني في ظل حضور الأمم المتحدة بأرقامها ومؤشراتها المروعة التي شكلت مظلة واقية للعدوان وجرائمه، بعدما ارغم نفوذ اللوبي السعودي الاماراتي منظمي المؤتمر في الامم المتحدة على حضور ممثلي حكومة عملاء الرياض في غياب كامل للتمثيل الوطني ممثلا بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ الوطني والتي لم تخل من رسائل على استمرار الأمم المتحدة في دعم ذرائع تحالف العدوان السعودي في عدم الاعتراف بالنظام السياسي الذي تشكل من ارادة الغالبية العظمى للشعب اليمني المناهض للعدوان السعودي الاميركي، والرافض لتدخلات قوى الوصاية في فرض اراداتها ومصادرة ارادة اليمنيين في الحرية والحياة والعدالة والسيادية.
وبعيدا عن ضجيج التبرعات التي خلص اليها المؤتمرون في جنيف ورسائلهم المجتزأة عن حقيقة الوضع الانساني ومسبباته والتي لم تضف للوعي والضمير العالمي سوى المزيد من الارباك، فقد افصحت اعمال المؤتمر الذي حضرته دول تحالف العدوان السعودي بكل تفاصيله وجزئياته، عن محاولات محمومة للبحث عن منبر دولي قدمت فيه رؤيتها بصوت مسموع للعالم في الكلمات التي القاها الفار المطلوب للعدالة احمد عبيد بن دغر، والمندوب السعودي الذي حظي بمنبر أممي لاستعراض الأكاذيب عن مزاعم العمل الانساني للنظام السعودي في اليمن.
ورغم التخطيط العميق الذي نجح فيه النظام السعودي هذه المرة في استخدام الامم المتحدة منبرا لاخفاء جرائمه الوحشية في اليمن على مدى عامين من العدوان إلا أنه في المقابل افصح عن نيات مبيتة للعدوان في حشد الدعم الدولي لتوجيهه لصالح حكومة عملاء الرياض وكياناتها السرطانية ممثلة بالمليشيا المسلحة وكتائب التنظيمات الإرهابية التي يعتزم تحالف العدوان من خلال هذا المؤتمر ضمان خزينة مالية تشارك فيها عواصم العالم تحت مسمى المساعدات الانسانية.
اكثر الكلمات التي القتها الوفود الدولية المشاركة في المؤتمر لم تخرج عن كونها انشاء راعى إلى حد كبير شروط اللوبي في الحديث عن الازمة الانسانية،، سوى ما جاء في كلمة نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الذي أكد أن أهم ما يمكن أن يقوم به ا لمجتمع الدولي لليمن هو “وقف الحرب المجنونة ورفع الحصار” وأن استمرار الحرب في اليمن سيكون الرابح فيها “داعش والقاعدة” فضلا عن تأكيده بأن شن هجوم على ميناء الحديدة غير مقبول.
يضاف لذلك الاشارات التي حملتها كلمة المسؤول النرويجي وكذلك رئيسة الوزراء السويدية والتي اكدت الحاجة للتضامن مع الشعب اليمني ومطالبتها بأن يكون محور احترام القوانين الدولية الانسانية حاضرا في المؤتمر وضرورة عدم نسيان أن المخرج الأنسب في اليمن هو الحل السياسي لتحقيق السلام فضلا عن دعوتها لتمكين المنظمات الدولية من العمل الاغاثي داخل اليمن بغض النظر عن الانتماء المناطقي وتأكيدها على ابقاء ميناء الحديدة آمنا .
محاولات سعودية يائسة
قلل شأن هذا المؤتمر محاولات امارات النفط الخليجية واللوبي الأميركي والبريطاني بالتنسيق مع فريق مرتزقة العدوان السعودي في المنظمة الدولية، تحويله برنامجا للعلاقات العامة لتحسين صورة الأنظمة الخليجية المشوهة المتهمة بارتكاب جرائم ابادة جماعية وجرائم حرب في عدوانها المستمر على اليمن والتي كانت موضوعا حيويا في تقارير العديد من المنظمات الانسانية الدولية والاممية.
وبدا ذلك واضحا في انصراف العديد من عواصم العالم عن المشاركة في هذه الفعالية الدعائية التي فشلت بنسبة 90% وفق المؤشرات التي اعلنها أمين عام الأمم المتحدة والذي اكد أن حصيلة التبرعات لم تتجاوز الــ 13 % من الهدف المأمول منها.
ويؤكد سياسيون يمنيون أن استمرار الأمم المتحدة في تنظيم المهرجانات الدعائية لتحالف العدوان السعودي ومشاركتها في تبيض السجل الأسود لهذه الانظمة، لن يقدم جديدا في انهاء المشهد الدامي في هذا البلد، خصوصا وأن ما يحتاجه اليمنيون اليوم من المنظمات الانسانية هو وقف العدوان السعود الهمجي وتداخلاته في الشأن اليمني، ووقف المجازر المروعة التي ترتكبها طائرات تحالف العدوان بحق المدنيين من اعمال قتل جماعية وفردية وحشية وتدمير للمنازل والمصانع والمشافي والمدارس والطرق واستهداف كل مظاهر الحياة في هذا البلد.
ويؤكد هؤلاء أن ما يحتاجه اليمنيون هو يقظة عابرة للضمير الانساني العالمي لارغام النظام السعودي ومن خلفه القوى الكبرى وقف سياسة التجويع والحصار المفروضة على الشعب اليمني والتي اضافت سلاحا جديدا للعدوان في ابادة كل شيء حي لم تقتله غارات العدوان السعودي وقنابله المحرمة.