الساحل الغربي يلتهم الغزاة والمرتزقة
صولان صالح الصولاني
لقد قرَّر قادة قوى تحالف الشر والعدوان السعو صهيو أمريكي مؤخراً أن يجعلوا من السواحل الغربية للجمهورية اليمنية منطلقاً لحسم معركتهم الكبيرة والفاصلة بعد مرور أكثر من عامين على بدء عدوانهم الظالم والغاشم على اليمن وشعبه، والتي يسعون من ورائها -حسب زعمهم- إلى اجتياح وغزو الحديدة بغية السيطرة على مينائها البحري الهام، ليستنى لهم خنق أكثر من عشرين مليون يمني وممارسة الحصار والتجويع الممنهج على أصولها، عفواً أقصد على أصولهم الهجينة والقبيحة، بل والمنعدمة الضمير والمبادئ والقيم، وكلهم أمل هذه المرة في أن يحققوا ما عجزوا عن تحقيقه على مدى العامين الماضيين من عمر عدوانهم “اللعين” قبل أن يعززوه بثالث، وليظفروا في ما بعد الحسم والسيطرة على ميناء الحديدة، بتحقيق هدفهم الأساسي الحقير المتمثل بإركاع شعبنا اليمني الحر الثائر، غير مدركين لحقيقة أنهم يواجهون شعباً، الموت له عادة وكرامته من الله الشهادة، فضلاً عن جذوره الضاربة في أعماق التاريخ.
كما أنهم بالرغم ممّا تجرعته قواتهم الغازية وجحافل مرتزقتهم من هزائم منكرة وانتكاسات كبيرة لا حصر لها وخسائر فادحة في العديد والعتاد، منذ بدء عدوانهم حتى اليوم، إلا أن نشوة الشعور بالنصر مقدماً في معركة الساحل الغربي صارت هي اللغة السائدة لدى قادة دول العدوان “صهاينة العرب” والتي أيضا تترجمها وسائل إعلامهم وعلى رأسها الحدث والعربية والجزيرة الناطقة كذباً وزوراً وبهتاناً بل ونفاقاً يفوق بملايين المرات النفاق الذي كان يمارسه عبدالله بن أُبي كبير المنافقين في عصر الدعوة الإسلامية.
أما مصدر ثقة ملوك وأمراء العنجهية، بهذا النصر الوهمي وغير المحقق أصلاً فإنه يأتي انطلاقاً من الاعتماد على “الشيطان الأكبر” أمريكا، كقوة عظمى في العالم، يأتمرون بأوامرها وينفذون مخططاتها وتوجيهاتها الرامية إلى خدمة أهدافها الاستعمارية الخبيثة، وذلك من باب كونهم كملوك وأمراء يتربعون عروشاً زجاجية لممالك ودويلات تحيط بها وتحميها الأساطيل الحربية الأمريكية، ليسوا سوى مجرد عبيد وموظفين تابعين لأمريكا ودول الغرب.
ولأنهم لم يكونوا ليعتبروا – قط- من الدروس والعبر الماضية التي لقَّنهم إياها أبطال جيشنا اليمني البواسل ولجاننا الشعبية الفتية، وأذاقوا قواتهم وجحافل مرتزقتهم في مختلف جبهات القتال كؤوس المر والعلقم، هاهم ملوك وأمراء العهر الذين إذا دخلوا قرية أفسدوها، يجلبون لأنفسهم الذل والخزي والعار على مدى الأسابيع الماضية التي أعقبت الإعلان عن مزاعمهم الأخيرة المتعلقة بخوض ما أسموها معركة الساحل الغربي وذلك نتيجة التنكيل المستمر والهزائم الكبيرة والمنكرة التي تتعرض لها جيوشهم الغازية وجحافل مرتزقتهم بصورة مستمرة في سواحل المخا وباب المندب والعمري وسلسلة جبل النار بمديرية المخا والتي شهدت –لوحدها- خلال الأيام القليلة الماضية من الانتكاسات والهزائم بل والخسائر العسكرية الكبيرة والفادحة ما لم يكن يخطر على بال، تجرَّعها جحافل الغزو والمرتزقة تباعاً وبصورة لم يشهد لها التاريخ مثيلا من قبل، فمن يتأمّل في حجم التنكيل والدمار الذي يتعرض له الغزاة وآلياتهم العسكرية الكبيرة والضخمة يوميا بجبهات المعارك والمواجهات التي تدور رحاها في الساحل الغربي والتي يوثقها الإعلام الحربي صوتا وصورة، فإنه حتما سيصاب بالذهول وسيدرك مدى قوة وبأس وصلابة المقاتل اليمني الذي لم ولن تستطيع مجاراته والوقوف أمام بسالته وثباته وصموده كل قوى الأرض مادام معتمدا على رب السموات والأرض ومنطلقا من صدق المظلومية التي يدافع من أجلها.