
الثورة نت/ محمد السيد –
كشف المناضل والسياسي الكبير يحيى العرشي جوانب مهمة في مسيرة الوحدة اليمنية والإخفاقات التي رافقت ما بعد هذا المشروع الوحدوي حيث حاكم في حوار هام أجراه معه الزميل صادق هزبر ونشرته اليوم صحيفة الثورة ضمن ملفها الوثائقي بمناسبة العيد الـ23 للوحدة اليمنية حاكم جوانب القصور والسلبيات و بعض الأخطاء التي رافقت هذا الانجاز التاريخي. كما فتح ذاكرة اليمن الوحدوية- بحسب وصف الزميل صادق هزبر له في – ملفات شائكة أثارتها الثورة”الصحيفة” لأول مرة في هذا الحوار. حيث يشير العرشي إلى أن نظامي صنعاء وعدن تعاملا مع الوحدة اليمنية تعاملا”تكتيكيا” إما خشية أن يفقد كل نظام وضعه وهذا بطبيعة الحال يحدث في كل البلدان بأن أي نظام لم يكن ما فيه من الملائكة يتعاملون مع هذه القضية بحرص على البقاء وهذا ما دفع للمواجهات دون تبرير وما دفع كذلك لأن يطول الحوار حول الوحدة اليمنية والكلام ما يزال ليحيى العرشي الذي يؤكد في نفس الوقت على أن خيار الحوار ظل إرادة يمنية سليمة. وقال” وما ساعد على تعزيز خيار الحوار هي الأحداث الدامية التي حدثت للأنظمة في الشطرين حدثت للأنظمة في صنعاء وسقطت رؤوس القيادات وحدثت للأنظمة في عدن وسقطت رؤوس القيادات بمعنى حتى الأنظمة وجدت نفسها مضطرة لأن تدخل في الحوار من أجل الوحدة اليمنية لأن في الوحدة اليمنية إنقاذاٍ لها وحينما وجدت هذه الوضعية في الوحدة اليمنية وسيلة إنقاذ لها وصلت إلى مستوى أن الوحدة اليمنية هي المخرج لتأمين النظامين فتمت الوحدة اليمنية وهو إنجاز عظيم لم نستوعب بعد ما لهذا الإنجاز من عظمة واستكثرنا على أنفسنا أننا توحدنا والأصعب منه أيضاٍ أخطاؤنا و سلبياتنا وفسادنا وتهميشنا لكل ما هو دستوري وقانوني ونظام ونقول بأن هذه هي الوحدة اليمنية وحملناها أخطاءنا وكان علينا أن نتجنب الأخطاء والسلبيات احتراماٍ لعظمة الوحدة ونؤكد أننا نعتز بها وأهل لهذا المنجز الكبير نؤكد أيضاٍ أن تشتتنا وتشطيرنا لم يكن بفعل اليمنيين بل إنه بفعل العامل الخارجي والتخلف الداخلي بهذه المناسبة أيضاٍ أجد أن وحدة الوطن كانت المناخ القوي لأن تحدث المتغيرات في الساعة التي بدأت تهب من تونس ومرت بليبيا ومصر واليمن ولولا أن اليمن كان قد توحد وهذه الأحداث التي حصلت العام 2011م لكانت الكارثة شاملة ولكانت النيران في عدن والنيران في صنعاء ستلتهم الأخضر واليابس ولولا الوحدة ما احتكمنا للبحث عن حل ولولا الوحدة اليمنية لما كان هناك توازن في التعامل مع المتغيرات في التوجه نحو الحل وتوصلنا إلى الآلية التي كنت أتمنى أن تكون في الداخل حتى لا توضع الحلول اليمنية في الاحتكام إلى العامل الخارجي ولكن بكل احترام ينبغي النظر لكل أحوال اليمن ونقول بأن من مهمة أبناء اليمن البحث عن الأسباب المؤدية إلى المشاكل والإخفاقات ووضع المعالجات لها ولكن تحت مشروعية الوحدة اليمنية التي أسهمت في هذا الدور الفاعل بدءاٍ من التعدد الحزبي الذي عشناه على مدى 23 عاماٍ في اليمن لأول مرة وربما أفضل من أي بلد عربي آخر هذا التعدد الحزبي بكل سلبياته لكن أيضاٍ وبإيجابياته التي توجد كحقيقة لا مناص منها لأنها الضامن للوحدة اليمنية والتعدد الصحفي الضامن كذلك للرأي والرأي الآخر من أجل الوحدة اليمنية وبفضل الوحدة اليمنية هذا المناخ التعددي الحزبي والصحفي هو الذي بلور لنا الاحتكام إلى الحوار وجعلنا ندخل بتكافؤ وتوازن وبتعدد الآراء وبتعدد المشاركين وتعددت التوقيعات في الآلية لأنه تعددت الرؤى والأحزاب وهذه صورة جلية جاءت بفعل الوحدة اليمنية والاتفاق على التعدد الحزبي بدلاٍ عن الحزب الواحد الشمولي وبدع تحريم الحزبية في صنعاء هذا هو الوضع الذي احتكمنا إليه وأنقذنا من مأزق بعدما تواجهت البنادق مع نفسها وحدث ما حدث في العاصمة وحي الزراعة في صنعاء في 2011م وكان بالإمكان أن تشتعل في أماكن أخرى لكن إنجاز الوحدة اليمنية في التعددية الحزبية وتعدد الصحف والاحتكام الصحيح بكل المسارات المتعلقة بنظام الدولة خفف من وطأة ما كان سيحدث”.
ويضيف المناضل الكبير في حواره مع الزميل صادق هزبر لصحيفة الثورة”
الإخفاق في أننا منذ 22 مايو 90م كان في إمكاننا أن نعيش تطورا مؤسسيا بحقيقته في الانتخابات وفي تجاربنا البرلمانية والحزبية وعدم توظيفها لمصلحة البقاء أو لمصلحة أشخاص أو لمصلحة النظام.. وكانت فرصة كبيرة في 22 مايو أن نبني مؤسسات وحدوية وأن ننجز مشروع دولة الوحدة وكان بالإمكان أن تكون تجاربنا في التنمية والانتخابات وتجاربنا الحزبية والإعلامية أفضل حالاٍ.. ولكننا لعبنا دورا سلبيا في تهميش هذه الأبعاد.. همشنا الجانب الديقراطي وأوصلنا من نريد إلى كرسي البرلمان وأوصلنا من نريد إلى كرسي المجالس التنفيذية وأوصلنا من نريد إلى المحافظين وعبر الانتخابات وكل هذا ساهم بأننا لم نعط للمواطن حقه في أن يختار من يريد وأن نعطي فرصة للتداول السلمي للسلطة.. كان الهدف الأساسي من توحد اليمن أن يتم التداول السلمي للسلطة وأن لا تتراكم سلبيات إلى عهد أو أي نظام أو أي فرد.. لو تم لنا هذا من بداية الوحدة لكانت أحوال قيادة البلاد أفضل من غيرها ولكانت التعددية قد نضجت أكثر مما هي عليه ولكانت التطورات التنموية أفضل حالاٍ لأننا كنا سنوجه الأموال إلى مصالح الشعب.. وقد تيسر لليمن على مدى الثلاثة العقود أو العقدين الماضيين إمكانيات ذاتية لو ضبطت بشكل محكم ووجهت بمكانها الصحيح كان يمكن لها أن تحدث تطورات هائلة على مستوى اليمن ولاستطاعت التنمية أن تخلق تطورا فاعلا ولكن شاءت الظروف أن نمر بمراحل فيها متاعب جمة ولكن دفعنا الثمن كذلك في أننا اليوم أعصابنا مشدوده للبحث عن حلول مرضية من أجل اليمن ومن أجل استقرار اليمن.
وحول كيفية اعادة الاعتبار للوحدة وقراءته لمستقبل هذا الانجاز التاريخي في ظل الحوار قال يحيى العرش إعادة الاعتبار للوحدة اليمنية يتمثل في الحوار القائم الآن على مستوى المؤتمر الوطني للحوار والذي يشكل نموذجا رائعا ويجب أن تكون مخرجات الحوار ناجحة وأن تقف بمسؤولية أمام إصلاح أوضاع اليمن.. سواءٍ إصلاح دستوري أو إصلاح قانوني وتشريعي أو إصلاحات تنموية وأن يعمل على إيجاد بناء مؤسسي مستقبلي لليمن في إطار العنوان المهم لليمن ووحدة اليمن وأن يقف بمسؤولية لبناء شكل الدولة مستقبلاٍ واختيار آلية نظام الحكم هل هو رئاسي أم برلماني ومن اختيار ما يتناسب مع اليمن وأن لا ينجروا مع التجربة السابقة سواءٍ أكانت في صنعاء أو في عدن كما أن علينا أن لا نعول كثيراٍ على بعض التجارب السابقة في بعض البلدان وعلينا دراستها ومن ثم نختار وهم معنيون باختيار مستقبل نظام الحكم وعليهم أن يدركوا واقع اليمن بل علينا الاسترشاد ببعض التجارب الناجحة سواءٍ بماليزيا أو أوروبا توظف ما يصلح لنا ونحتكم لما يصلح لنا ولدينا اليوم فرصة تاريخية كبيرة وأشبهها بفرصة 22 مايو 1991م كون 22 مايو هيأت لنا أن نبني دولة مؤسسية وأن نبني مستقبل اليمن.. للأسف اخفقنا في بناء مشروع دولة الوحدة ومستقبل اليمن وواجهنا ما واجهنا في حرب صيف 4991م اليوم لدينا هذه التجربة في الحوار فلنحتكم إليها لأن هذا الواقع المعاش خصوصاٍ لدينا المشكلة الجنوبية ولدينا مشكلة صعدة ولدينا مشاكل أخرى كل تلك المشاكل من هو الذي أوجدها وأوجد هذا الواقع المؤسف إذن هناك أسباب لهذه المشاكل فما هو الحل.. وعلينا ترجمة الحلول ليس بالعواطف فقط ولا بالانجرار للعودة إلى شتات وإعطاء مسميات عجيبة.. وعلينا أن نوظف الإيجابيات ونستخلص التجارب وبالتالي نعمل من أجل مشروع اليمن”.
تفاصيل الحوار الذي أثار جملة من القضايا الهامة تجدونها على هذا الرابط .
https://www.althawranews.net/pdf/main/2013-05-22/26.pdf
https://www.althawranews.net/pdf/main/2013-05-22/27.pdf
