عام التفاؤل والانتصار

أحمد عبدالله الشاوش
مازلنا وسنظل في اليمن أكثر الناس تفاؤلاً بالعام الجديد ، رغم المآسي الكبيرة والجراح المثخنة والدماء المتساقطة والوطن المدمر والمؤسسات المشلولة والبنى التحتية التي تحولت إلى أطلال بفعل تحالف العدوان السعودي وحصاره الجائر وأدواته المخربة ومراكز القوى العابثة التي جرت اليمن أرضا وإنسانا إلى المجهول وعصفت بالمواطن دون رحمة.
ورغم التآمر الخارجي المسعور والدعم الأمريكي والتحريض البريطاني والتورط الإماراتي و بلاك ووتر ، وداين قروب ، وجنجويد السودان وغيرهم من غزاة الأوطان المفضوحة والمشفرة على مستوى الداخل والخارج ، إلا أن العام المنصرم جسد قمة صمود الجيش واللجان الشعبية بمؤازرة الشعب اليمني الثابت كرواسي جبال نقم وعطان وشماريخ شمسان وعيبان وان رياح التغيير العاتية في اليمن تعصف بقوى الشر وتُغربل على مدار الساعة .
ولذلك فإن العام الجديد 2017م، سيكون بإذن الله تعالى عام ” الانتصار” والعزة والكرامة المترجم للإرادة الصادقة والنوايا الحسنة والقضية العادلة بعد أن عبث بعض أبناء ” سبأ وحمير” ” من الانتهازيين ” باليمن السعيد وجلبوا وحوش وسفاحي العالم من الدول الإقليمية والعالم الخارجي لتحويل اليمن إلى مجازر لم تفرق بين الطفولة والنساء والشباب ، وبرك من الدماء ومقابر ، ورغم تلك المآسي فإننا بكل أمل وطموح وصبر وعزيمة سننتصر بالبندقة أو السلام العادل .
ولذلك فإننا معشر اليمانيين بعد كل هذه المآسي والأحزان والقتل وتشريد وتجويع وتهجير الملايين وظلم ذوي القربى ، لابد من تحكيم العقل وإعطاء مساحة كبيرة لحكماء الأمة لإرساء قيم التسامح والتعايش والاصطفاف الوطني وإعادة بناء ” الدولة ” وتفعيل مؤسساتها التي فيها عزة وكرامة وحياة اليمنيين ، مهما كانت الجروح العميقة والنفوس المصدومة والرواسب الخبيثة والنزعات الشيطانية والسموم القاتلة التي تلوثت بها عقولنا وتشربت أفئدتنا بفعل الشحن المناطقي والقروي والمذهبي والسلالي وغيرها من الدعوات المشبوهة التي تبنتها العديد من النخب الساقطة والأحزاب الكرتونية والمليشيات المتطرفة التي عملت على تدمير الفرد والأسرة والقرية والمدينة وهدم ما شيدته أيادي الخير وإدخال اليمن في المستنقع المجهول ، تحت يافطة الشرعية المقنعة والأحزاب المضروبة .
وبعد كل هذه الفتن والمآسي والأنين والدموع والجوع والدماء والدمار ، نكرر: كم نحن بحاجة إلى لغة ” التسامح ” و”التعايش” وترميم النفوس والمواطنة والسمو والإيثار وتقديم التنازلات لإعادة بناء البيت اليمني الآمن وصولاً إلى السلام ، فهل يعي الجميع الدرس؟.
وهل آن الاون للنظام السعودي الاحتكام إلى لغة العقل والدخول في سلام ” الشجعان” بوقف العدوان ورفع الحصار وتصفيد تجار الحروب وتقديم التنازلات بعيداً عن الغرور للنجاة من حروب الاستنزاف والمستنقع اليمني الذي تورطت فيه بفعل أدواتها البشعة التي تزف لها انتصارات وهمية أشبه بالسراب على مدار الساعة ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لإحلال الأمن والاستقرار والرخاء والتفرغ للبناء؟ .. أملنا كبير.

قد يعجبك ايضا