هيكلها ولا تلجنها

د. محمد النظاري

للاستاذ حسن زيد الوزير الجديد للشباب والرياضة، سعدت جدا بما ورد عنكم وسعيكم لإعادة هيكلة الوزارة ، نظرا لتوسع مهامها والاستحداثات التي دخلت على قطاعاتها وفروعها ومنشآتها الواسعة ، والتي اصبح عددها كبيرا ما بالنا بموظفيها.
ايضا مسألة التعيينات والتوظيفات التي ارهقت كاهل الوزارة في الفترة الماضية، والتي تعود الى كون كل وزيراو نائب او وكيل ياتي من خارج الوزارة ومعه مجموعة كبيرة من الذين يتم فرض توظيفهم، فيما المتعاقدين الذين لهم سنوات كثيرة لم يتم توظيفهم، ولكن ما زاد من عناء كاهل الوزارة هم من أتوا من خارجها.
على الاخ الوزير السعي الجاد لهيكلة الوزارة وليس لزيادة تلجينها وتقطيعها وتفصيلها بحسب الاهواء، وتحت مسميات واهية، كالاسطوانة المشروخة بأن كل تلك الخروقات تتم بسبب الوضع الحالي للبلد.
ان اي هيكلة يراد لها النجاح لابد لها ان تتم وفق رؤية صحيحة ويراعى فيها ان تكون بعيدة المدى، وغير مرتكزة على الشخصنة، بمعنى انه من المعيب ان يتم استحداث قطاع بكامله من أجل س او ص من الناس.
نؤيد توجيه بن زيد لإلغاء كافة قرارات الازدواج في الاعمال الادارية في الوزارة او ملحقاتها او هيئة المستشارين او الاندية والاتحادات، فكيف نتحدث عن اصلاح القطاع الرياضي ، والوزارة نفسها كجهة اشرافية كبار من فيها يترأسون او يشرفون على هيئات رياضية،
وهو ما الغى المحاسبة وارسى المجاملة.
لا يعقل ان تعج كشوفات الصندوق باسماء مكررة في اعمال ادارية، وبعضها يعمل في الوزارة والهيئات الادارية للاتحادات والاندية، وبعضهم مستشارين ويعملون في الهيئات الرياضية، بل ان بعضهم يعمل في اكثر من اتحاد رياضي، اذا لم يلغ بن زيد كل هذا فلا فائدة من اصلاحاته، بل سيصبح تواجده مجرد نكتة.
ان نظام الحوافز مختل داخل الوزارة، فالفئات القليلة المرتفعة رواتبهم، تجد ان حوافزهم عالية السقف ولاكثر من عمل، فيما صغار الموظفين يهمشون في الحافز، ليقعوا بين تهميش مركب، فلا انصفهم الحافز ولا هم يعملون كغيرهم اكثر دور بالوزارة وخارجها.
ثق ان اي اصلاح لا يشمل صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة، سيبقى عملا تجميليا فقط، فداء الرياضة المستفحل في السنوات الاخيرة يأتي من الصندوق، فإن اردت النجاح فكن نصيرا للرياضيين بإعادة صندوقهم إليهم، اما ان عالجت الامور بالمراضاة ،فلن تختلف كثيراً عن سابقيك، وستجد نفسك مع الايام تشرعن لما انت ضده اليوم .

قد يعجبك ايضا