فاقد الكهرباء تجاوز ‮٠٤‬٪‮ ‬ والمديونية ‮٠١ ‬مليارات ريال


عدن/نبيل الجنيد –

‬مع اقتراب الصيف بموجاته الخانقة بأتت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي‮ ‬بصورة متكررة بمحافظة عدن أمرا‮ ‬يؤرق المواطنين وقلقاٍ‮ ‬يهددهم أكثر جراء تدهور وتهالك معدات محطات التوليد الكهربائي‮ ‬وانتهاء فترة صلاحياتها‮.‬
وهو الأمر الذي‮ ‬يجعل الجهات المسئولة بإدارة كهرباء عدن محتارة أمام هذا الواقع المؤلم وتبحث عن حل‮ ‬يمكن من خلاله مجابهة الصيف الذي‮ ‬يداهم مدينة عدن بموجات حارة دون استئذان من أحد‮.‬
ولمعرفة الوضع القائم هناك كان لـ»الثورة‮« ‬أن زارت عدداٍ‮ ‬من مرافق الكهرباء بعدن والتقت عدداٍ‮ ‬من الفنيين المواطنين واستمعت إليهم عن أهم التحديات وما تخلفه من معاناة نفسية للمواطن بمحافظة عدن خصوصا مع اشتداد درجة الحرارة وكانت قد خرجت بالتالي‮:‬

البداية كانت مع المهندس خليل عبدالملك مدير عام الإدارة العامة للكهرباء بمحافظة عدن والذي‮ ‬أكد أن ما تتطلبه المحافظة في‮ ‬الوقت الحالي‮ ‬صيانة الشبكة الكهربائية بحيث تستطيع الدفع بالعمل إلى الأمام‮ .. ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أنه لا توجد شبكة نظيفة تواكب العمل ولا أي‮ ‬تحديثات ولا ترميم لمحطات التوليد الكهربائي‮ ‬التي‮ ‬وصل بها الأمر الى التهالك بسبب طول العمر وانتهاء صلاحياتها‮.‬
موضحاٍ‮ ‬أن من أهم التحديات التي‮ ‬تواجهها إدارة الكهرباء بعدن عدم توفر الطاقة والتي‮ ‬كان قد وعد بها مجلس الوزراء بحكومة الوفاق الوطني‮ ‬بإعطاء عدن‮ (٠٣١) ‬ميجاوات بالإضافة إلى‮ (٠٧) ‬ميجا بصيانة لمحطتي‮ ‬خور مكسر والمنصورة‮ ‬‮ ‬إلا أن مجلس الوزراء اتخذ قراراٍ‮ ‬آخر بتعطيل وعرقلة كل الإجراءات التي‮ ‬كانت قد اتخذت بهذا الشان‮ ‬وتم إرجاع الطاقة المعتمدة‮ ‬إلى‮ (٠٩) ‬ميجاوات من أصل‮ (٠٣١) ‬الأمر الذي‮ ‬ينعكس بدرجة‮ ‬رئيسية على الموطن الذي‮ ‬يتكبد كل ماسي‮ ‬حرارة الصيف‮.‬
وقال إن هناك مشاريع لم تنفذ إلى‮ ‬يومنا هذا‮ ‬رغم أنه قد تم رسم الخطط لتلك المشاريع منذ عام‮ (٤٩‬م‮) ‬واعتمادها المالي‮ ‬متوفر منذ‮ (٧٩٩١)‬م ولم نتمكن من معرفة الأسباب التي‮ ‬تقف عائقاٍ‮ ‬أمام تلك المشاريع‮ ‬ومنها على سبيل الذكر مشروع النقل‮ (٢٣١) ‬كيلو فولت ما بين محطة الحسوة والمنصورة والعريش وكذا مشروع شبكة نقل التيار والبالغ‮ ‬تكلفته بـ(‮٠١٣) ‬ملايين دولار والمرسومة بالخطة المقررة من عام‮ (٥٠٠٢ – ٥١٠٢‬م‮) ‬وها نحن الآن في‮ ‬عام ‮٣١٠٢‬م ولم تتم أي‮ ‬إنجازات أو أي‮ ‬تقدم اطلاقا بسبب المركزية الشديدة رغم أن هناك قراراٍ‮ ‬لمجلس الوزراء بمنح مكاتب عدن صلاحيات الوزارات لكن للأسف صار القرار حبراٍ‮ ‬على ورق‮.‬
ومن ضمن الخطة المرسومة ايضاٍ‮ ‬هو إنشاء محطة تقدر بـ(‮٠٠٥) ‬ميجاوات‮.‬
واستطرد قائلاٍ‮: ‬إن عرقلة المشاريع وعدم القدرة على توفير الطاقة للمستهلك جعلتنا نقف مكتوفي‮ ‬الأيدي‮ ‬أمام الديون المتراكمة عند المستهلكين لأننا لانستطيع أن نضغط على المواطن بالتسديد ونحن لم نوفر له الطاقة لكن في‮ ‬حالة وفرنا طاقة كهربائية وخدمات مستمرة سوف نكون أقوياء أمام أي‮ ‬شخص‮ ‬يتخلف عن تسديد الفواتير‮ ‬حيث إن إجمالي‮ ‬المبالغ‮ ‬للمديونية تقدر بـ»‮٠١« ‬مليارات ريال منها‮ (٦) ‬مليارات ريال لدى المرافق الحكومية والمركزية و‮ (٤) ‬مليارات ريال لدى المواطنين الذين لم‮ ‬يسددوا بسبب السخط القائم تجاه خدمات الكهرباء بالمحافظة وذلك لما تتعرض له من اعتداءات متكررة بمحافظة مارب وبعض المناطق ويتحول الحمل إلى محطات التوليد بعدن بالإضافة إلى تهالك المعدات لمحطات التوليد‮.‬

ربط عشوائي
‮❊ ‬من جانبه المهندس محسن سعيد ثابت مدير عام المنطقة الأولى بمحافظة عدن أشار إلى أنه تم التوقيع على اتفاقية مع وزارة الكهرباء على اعتماد الطاقة المعتمدة لعدن وهي‮ (٠٩) ‬ميجاوات إلى جانب‮ (٠٧) ‬ميجاوات وهذا الاتفاق بعد أن وافقت لجنة المناقصات على الوثيقة على أن‮ ‬يتم صيانة محطة المنصورة الجديدة لتغطية الفارق‮ ‬وأن الموافقة ستكون في‮ ‬حالة توفر المبالغ‮ ‬المالية المعتمدة لشراء الطاقة وصيانة المحطة‮.‬
وقال إن من أهم التحديات أمام وزارة الكهرباء وعلى مستوى محافظات الجمهورية الاعتداءات المتكررة وتأخير سداد الفواتير التي‮ ‬تجعل المديونية تتزايد‮ ‬يوما بعد‮ ‬يوم وبرقم‮ ‬غير ثابت والربط العشوائي‮ ‬من قبل البعض وخصوصاٍ‮ ‬مع الازمة القائمة التي‮ ‬يشهدها الوطن‮.‬

‮٠٤‬٪‮ ‬فاقد
‮❊ ‬المهندس زهير فهمي‮ ‬عبدالقادر مدير التوزيع بالمنطقة الأولى‮ ‬يقول إن إدارة الكهرباء تواجه تحديات كبيرة إلى جانب الضعف وتهالك المعدات والاعتداءات في‮ ‬الأحياء على الكابلات وسرقتها وبيعها من قبل ضعاف النفوس الذين لايهمهم حياة الموطن وحقوقه بالإضافة إلى الأحمال وطرق الربط العشوائية في‮ ‬بعض الأحياء‮ ‬مما‮ ‬يضطر القائمون بعملية الصيانة والربط إلى توريد كابلات رديئة الصنع لا تتحمل الضغط وحرارة التيار لفترات مؤقتة وعدم توفر أدوات ممتازة حسب المطلوب لأداء الغرض لأن الاعتداءات تتكرر والإيرادات بدأت تخف بسبب العزوف عن الدفع من قبل المستهلكين وتحمل المؤسسة العديد من أعمال الصيانة كل‮ ‬يوم‮.‬
موضحاٍ‮ ‬أن إجمالي‮ ‬الفاقد الفني‮ ‬والمحسوب للتيار الكهربائي‮ ‬تجاوز‮ (٠٤‬٪‮) ‬أضافة إلى الفاقد‮ ‬غير المحسوب وهو عبارة عن السحب المتناثرة من الشبكة بطرق عشوائية وهو مايؤدي‮ ‬إلى أحمال وأعباء‮ ‬ينتج عنها إحراق المحولات وإعطابها‮.‬
وقال‮: ‬إننا اليوم بحاجة إلى تعاون وتغليب مصلحتنا العامة لأن ما‮ ‬يؤسفنا جداٍ‮ ‬أنه تم في‮ ‬أحد الأيام إبلاغ‮ ‬قسم شرطة الشهداء بحي‮ ‬كريتر عن عملية سرقة وتخريب تعرضت لها كابلات ونتفاجئ عندما ذهب معنا أحد أفراد الشرطة أنه‮ ‬يطلب عشرة آلاف ريال مقابل النزول‮.‬
داعياٍ‮ ‬الجميع إلى عدم العمل بالسياسة التدميرية للقطاعات العامة ومنها كهرباء عدن‮ ‬محذراٍ‮ ‬في‮ ‬نفس الوقت أن الاستمرار في‮ ‬هذه الحالة سوف‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى توقف الخدمات الأساسية للمواطن بسبب بعض التصرفات‮ ‬غير المسئولة وكيف‮ ‬يتم ضبط المخربين والإبلاغ‮ ‬عنهم ورجال الأمن‮ ‬يبحثون عن فلوس‮ ‬غير مبالين بالمسئولية الوطنية الموكلة‮.‬

عملية إجرامية
‮❊ ‬وعن معاناة المواطنين تحدث الشاب نبراس منصور الشرمي‮ ‬مديرية المنصورة طالب سنة رابعة كلية الحقوق بالقول إن حرارة الصيف لهذا العام ‮٣١٠٢‬م تذكره بوفاة والده رحمه الله الذي‮ ‬توفي‮ ‬العام الماضي‮ ‬بسبب ارتفاع ضغط الدم حيث كان‮ ‬يعاني‮ ‬مرض تصلب الشرايين وانسداد بالأوردة‮.‬
مشيراٍ‮ ‬إلى أن هناك من‮ ‬يعانون من أمراض مزمنة وبالذات المسنون والأطفال والنساء الحوامل ممن‮ ‬يسكنون البيوت في‮ ‬الأحياء الشعبية بالمحافظة والمناطق الساحلية والحارة‮.‬
وأكد الشرمي‮ ‬أن التعدي‮ ‬على خطوط الكهرباء عملية إجرامية‮ ‬ينتهجها مرضى النفوس لمعاقبة جماعية‮.. ‬مطالباٍ‮ ‬في‮ ‬نهاية حديثه وزارة الداخلية والدفاع وكل الجهات ذات العلاقة بملاحقة المجرمين وتنفيذ شرع الله بحقهم وكل من‮ ‬يرتكب أعمال الحرابة وقطع الطرقات وأن جزاءهم أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو نفيهم من البلاد لينعم المواطن بأمن واستقرار دون منغصات للحياة‮.‬
محمد عبدالله باصم الحضرمي‮ ‬عامل لبيع المواد الغذائية بمدينة كريتر أكد أن الانقطاع المتكرر للكهرباء ولساعات طويلة‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى إتلاف المواد الغذائىة المجمدة‮.‬
وطالب الحضرمي‮ ‬وزارة الكهرباء ووزارة الداخلية بالنظر للمدن الحارة وعلى رأسها عدن والحديدة وغيرها من المناطق الحارة واتخاذ الإجراءات الرادعة تجاه مرتكبي‮ ‬الجرائم والاعتداء على خطوط الكهرباء‮.‬
من جهته عمر محمد حسن الشبوطي‮ ‬طالب جامعي‮ ‬قال‮: ‬إن ما‮ ‬يؤرق القلب هو انقطاع الكهرباء لاسيما ونحن في‮ ‬بداية الصيف فكيف سيكون الحال بقادم الأيام ستشكل كارثة إن لم تتحرك وزارة الكهرباء لمعالجة الأخطاء الفنية وتفادي‮ ‬حالة الانقطاعات‮ .. ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أن الطلاب صاروا ضحايا الصراعات السياسية بين مطرقة العصيان وسندان الكهرباء في‮ ‬النهار عصيان لا تستطيع التحرك إلى الجامعة وفي‮ ‬الليل انقطاع كهرباء ولهذا نجد أن الطالب‮ ‬يواجه صعوبة وظروفاٍ‮ ‬قاسية وارهاقاٍ‮ ‬ذهنياٍ‮ ‬وجسدياٍ‮ ‬كيف‮ ‬يكون للطالب جو هادئ ولطيف وأن‮ ‬يستوعب المحاضرات أو‮ ‬يذاكر دروسه بسكنه مع ارتفاع درجة الحرارة‮.‬

اعتداء على الحياة
‮❊ ‬المعلمة دلال عبدالرزاق مديرية المعلاء هي‮ ‬الأخرى تعزي‮ ‬الحالة التي‮ ‬وصلت إليها كهرباء عدن وما‮ ‬يرافقها من أعمال وتخريب واعتداءات وتصفها بالمأساوية‮ ‬منوهة بأن الاعتداء على الكهرباء هو الاعتداء على الحياة والحركة بكل أشكالها ويعد اعتداء على المريض بالمستشفى والطالب بالجامعة والمدرسة والشيخ والطفل بالمنزل واعتداء على ضخ مياه الشرب‮.‬
وقالت إن على وزارة الكهرباء وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة بذل المزيد من الجهد تجاه عملية إصلاح التيار الكهربائي‮ ‬ومعالجة القصور بالجوانب الفنية وتزويد الطاقة للمحافظة‮.‬
بسام مسعد سعيد صيدلي‮ ‬يقول‮: ‬من أضرار انقطاع الكهرباء إتلاف العديد من الأدوية الهامة والتي‮ ‬تعتمد على الحفظ والتبريد كعلاج الضغط والسكري‮ ‬وغيرها علماٍ‮ ‬أن كل العلاجات تحتاج إلى درجة من البرودة والتي‮ ‬تقدر بـ‮٥٢ ‬درجة مئوية وحصول بعض من حالات الوفاة للأفراد الذين‮ ‬يعانون أمراضاٍ‮ ‬لا تحتمل الحرارة المرتفعة‮.‬

قد يعجبك ايضا