> مخاوف من ألاعيب العدوان ومرتزقته لدفع المانحين إلى التخلي عن مساعدة اليمن
الثورة نت /تقرير/ أحمد الطيار
حذر خبراء اقتصاد من مغبة تزايد العراقيل الميدانية أمام قوافل الإغاثة التي تُسيرها منظمات الأمم المتحدة في اليمن في الوقت الذي قال مدير برنامج الغذاء العالمي في اليمن إن المانحين يضغطون بشدة للتخلي عن اليمن وبدأوا في وضع شروط ومعايير جديدة هدفها الأول الحصول على تبريرات لخروجهم من اليمن وترك ملايين اليمنيين بدون إغاثة في الوقت الذي تعمل حكومة الفار هادي للضغط على المنظمات الدولية لنقل مقراتها من صنعاء إلى عدن واتخاذ الجانب الإنساني والاغاثي كورقة سياسية للضغط كما فعلت بموضوع البنك المركزي.
ومن المعروف أن أكثر من 20 مليون يمني يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي في مرحلتي الأزمة والطوارئ كما تؤكد وثائق وبيانات الأمم المتحدة ومنسقها للشؤون الإنسانية في اليمن نتيجة للعدوان السعودي على اليمن والحصار المفروض برا وبحرا وجوا منذ أكثر من 600 يوم.
وأفصحت المنظمات الدولية عن عراقيل واضحة للعيان تواجه قوافلها وطواقمهم في الميدان ويخشى مراقبون أن تكون هذه العراقيل جزء من ألاعيب العدوان ومرتزقته حيث تتعرض القوافل الإغاثية الرسمية التي تنظمها الأمم المتحدة ومنظماتها لعراقيل تمنعها من الوصول لوجهاتها في الوقت الذي لا يعرف من يدير تلك العراقيل والصفة التي يحملها رغم التنسيق الأمني والميداني مع الجهات الرسمية كما قال السيد جيمي ماكغولدريك المنسق المقيم وممثل الشؤون الإنسانية في اليمن في اجتماع رسمي مع الجهات الحكومية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي .
ويعاني اكثر من نصف السكان 51% أي حوالي (14 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي إما في مرحلة الأزمة (المرحلة الثالثة ) أو في مرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة ).
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقدر عدده بحوالي 14 مليونا و119 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي أو عدم كفاية الغذاء للأكل منهم (1.7 مليون في مرحلة الأزمة ) و(7 ملايين في مرحلة الطوارئ ) وذلك يعادل 51% من السكان في اليمن بزيادة 9.4% على نتائج التصنيف المتكامل للأمن الغذائي لشهر يونيو 2015م .
وإضافة إلى ذلك يفتقد حوالي 19.4 مليون شخص لإمكانية الحصول على مياه نظيفة وخدمة صرف صحي ويعيش 14.1 مليون بدون خدمات رعاية صحية ملائمة وذلك وفقا لخطة الاستجابة الإنسانية للعام 2016م والصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة .
وتطالب منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الخاصة بالاغاثة والعاملة في بلادنا كافة الجهات المسؤولة بسرعة اتخاذ الإجراءات لتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية في جميع المحافظات.
جيمي ماكغولدريك المنسق المقيم والمنسق للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بصنعاء كان أكثر جرأة حين أطلق تحذير الأمم المتحدة من وزارة التخطيط والتعاون الدولي قبل أيام قائلا إنه إذ لم يتم الإفراج عن القوافل الإغاثية التي أرسلتها الأمم المتحدة للإغاثة في محافظتي إب وتعز فسيتم الإعلان فورا عن توقف عمل المنظمات الإغاثية في اليمن وتوقف نشاطها الإنساني تماما.
وأضاف السيد جيمي في الاجتماع الذي رأسه القائم بأعمال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور مطهر عبد العزيز العباسي وبحضور القائمين بأعمال وزارات الخارجية والإدارة المحلية والتربية والتعليم والصحة العامة والسكان وحقوق الإنسان أن المنظمات التابعة للأمم المتحدة في اليمن وغيرها من المنظمات الدولية التي تهدف لمساعدة الملايين من اليمنيين تواجه تحديات جمة في الوقت الراهن.
لافتا إلى أن المنظمات جاءت لليمن لتعمل مع الشعب اليمني وإغاثته في الحالات الطارئة ،مؤكدا أن المنظمات الدولية لا تعمل في سياق تنموي بل تعمل في سياق طوارئ وهذا يتطلب من الجهات الحكومية فهم عمل المنظمات الدولية واتخاذ كافة الإجراءات لتسهيل أعمالها بعيدا عن البيروقراطية والتدخلات التي تتسبب في إعاقة أعمالها الإغاثية في الميدان بشكل كبير جدا .
لكن الممثل المقيم لبرنامج الغذاء العالمي كان الأكثر توضيحا لما تتعرض له منظمات الإغاثة من ضغوط من المانحين حيث أشار إلى إن لقاء جمعه مع المانحين في روما خلص لتوصيل رسالة واحدة مفادها انه إذا كانت الظروف غير ملائمة لتطبيق المعايير الدولية للمناطق الطارئة في اليمن فإن توقيف الدعم سيكون هو الحل .
محذرا الجهات المسؤولة من أنها إما أن تتخذ الإجراءات لتطبيق المعايير الدولية للإغاثة مقابل حصولها على المساعدات الإنسانية أو أنها ستخفض من مستواها الحالي مما سيجعل اليمن يفقد كثيرا مما يتم التعهد بها من مجتمع المانحين ،وفي ذلك إشارة للنوايا السيئة التي تخالج قلوب المانحين تجاه الشعب اليمني المظلوم والذي يتعرض لعدوان سعودي غاشم منذ حوالي 19 شهرا.
وقال :إن العالم اليوم يواجه أزمات غير مسبوقة وهناك طلب كبير على المساعدات وعلى أساس أن من يلتزم بالمعايير والاشتراطات الدولية هو من سيحصل على المساعدات ،مما يحتم على اليمن فهم تلك الاشتراطات وتطبيق المعايير لأنه مهم جدا فمن خلاله يمكن لمنظمات الأمم المتحدة الاستمرار في عملها ومساعدة اليمن.
إلى ذلك ويقول الخبراء والمراقبون إن المانحين وبضغوط مباشرة من قبل العدوان السعودي هم وراء العراقيل التي تستهدف منظمات الإغاثة من اجل تبرير انسحابها من الميدان خصوصا في المناطق التي تقع خارج سيطرة قوات الاحتلال والغزو ،فيما تنشط منظمات خليجية ودولية في المناطق التي تقع تحت الاحتلال في المحافظات الجنوبية وتسرح وتمرح فيها دون علم او رقابة من وزارة التخطيط والتعاون الدولي الجهة المسؤولة عن الإغاثة الدولية في اليمن المخولة بالتصريح والتوقيع على التعاون مع تلك المنظمات.