الوطن سفينة النجاة
علي محمد قايد
لكل منا اسمه واسم أسرته وعشيرته والجميع يفتخرون بذلك، والجميع يعود أصلهم لليمن الحبيب وهذا ما يجب أن نفتخر به ونمشي مرفوعي الرؤوس، فاليمن يستحق أن نفتخر به ونحافظ عليه ونحرص على مصالحه ونقف جميعنا كالأسود في وجه كل من يحاول الإساءة إليه .
إننا جميعنا ننتمي لهذا الوطن وقد كرمنا الله برسالة الإسلام وبنبي الرحمة محمد صلى الله عليه واَله وسلم وكرمنا بالعقل وكرمنا بوطن واحد يضمنا جميعا على السراء والضراء والشدة والرخاء فالله سبحانه وتعالى جعل لنا وطنا ولم يجعله جنة عامرة ولو كانت حياتنا سعادة ونعيماً لما أخرج الله أبونا آدم وأمنا حواء من الجنة إنما أنزلهم إلى الأرض ليكون الإنسان خليفة الله في أرضه يبني ويعمر ويشقى ويسعد والوطن اليمني هو جزء من هذه الأرض ونحمد الله على هذه النعمة وبالتالي وكما ذكرت سابقا فالوطن ليس جنة عامرة إنما يجب علينا أن نجعله جنة عامرة بحبنا له وحفاظنا عليه وحرصنا على مصالحه وبذل الغالي والرخيص من أجله ومن أهم مقومات الوطن وتقدمه وازدهاره أن يكون الجميع كذلك الجسد الواحد الذي أخبرنا عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) نعم يجب أن نكون كذلك طالما ونحن مسلمون ننتمي لهذا الوطن المسلم والطيب ،يجب أن نكون إخوة كما وصفنا المولى سبحانه وتعالى بقوله(إنما المؤمنون إخوة )، ويأمرنا ديننا الإسلامي الحنيف بالوحدة لقوله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ).
ومن هنا يجب علينا أن نحمد الله على نعمة الإخاء ونعمة التأليف بين قلوبنا ونعمة الوطن فالوطن هو الوعاء الذي يجمعنا وهو السفينة التي تبحر عليها جميعا ويجب أن تكون تلك السفينة على طريق آمن وأن يكون جميع الراكبين عليها كقلب رجل واحد يعيشون بسلام ووئام وتكافل اجتماعي وكل فرد يعرف واجباته ومسؤولياته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه والأهم أن ندرك التحديات والمخاطر التي تحيط بتلك السفينة والتي تهدف إلى إغراقها وإغراق من فيها فهناك قراصنة هدفهم تفريق وتقسيم من على السفينة وغرس بذور ثقافة الأحقاد والكراهية وإشعال نيران الفتنة حتى يتسنى لهم الاستيلاء عليها وإغراق من فيها وهذا ما نشاهده ونعيشه في واقعنا المعاش وكيف عمل أعداء الوطن والدين على تفريقنا تحت مسميات حزبية وسياسية وطائفية ومناطقية وجعلوا من الأخ عدواً لأخيه ويحرص على قتله .
إن الواقع المر الذي نعيشه شاهد على ذلك وما يجب علينا هو الحفاظ على تلك السفينة حتى تصل بنا إلى بر الأمان فإن غرقت غرقنا جميعا.