منظمة التعاون الإسلامي وثلاجة السيسي
حسن الوريث
على سبيل المزاح حاول أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أن يتلافى غلطته الفاحشة على حد قوله بتسمية الرئيس التونسي الباجي السبسي بإسم السيسي عندما شعر الرجل بخطأه فأراد أن يحول الموضوع إلى مزحة لكنها كانت مزحة ثقيلة أودت به وأدخلته ثلاجة السيسي التي سخر منها في كلمته .
طبعا لمن لم يعرف سبب إقالة مدني من منصبه كأمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي فقد كان الثمن هو المقايضة لشراء موقف مصر في مجلس الأمن فتم الاتفاق بين السعودية ومصر على إقالة مدني مقابل انضمام مصر لمحور السعودية في مجلس الأمن لذلك كان ذلك الموقف الذي أعلنه مندوب مصر في مجلس الأمن وهذا الأمر سينكشف عما قريب ولن يتأخر لأن هناك ملفات أخرى تتعارض فيها السياسة المصرية مع السعودية وبالتالي فمهما حاولوا إخفاء الأمور فلن يكون ذلك لفترة طويلة وسيظهر أن ذلك الموقف كان مفتعلاً من إياد مدني لترتيب صفقة ما بين البلدين بعد أن كانت مصر بدأت تخرج قليلاً من التبعية للسعودية وتحاول أن يكون لها مواقف مستقلة بعد أن ظلت لفترة لا بأس بها مجرد تابع يأتمر بأمر نظام بني سعود.
تحاول السعودية شراء المواقف والذمم من الجميع إما عن طريق صفقات الأسلحة أو رفد الموازنات لبعض الدول أو الإعلان عن تنفيذ مشاريع وهمية كما حدث في بعض البلدان ومنها مصر والأردن والمغرب والسودان وموريتانيا كل هذا من أجل السكوت على جرائمها وتبريرها من قبل هذه الدول والمنظمات والشخصيات، وحين بدأ الموقف المصري يتغير حول بعض القضايا سواء في سوريا أو العراق أو اليمن سارع النظام السعودي إلى استخدام بعض أوراقه عبر الضغط السياسي أو المالي أو غيره وقد جاءت هفوة اياد مدني والسخط المصري عليه وعلى ما جاء في كلامه من إساءة لتمثل فرصة كبيرة للنظام السعودي لاستثمارها بشكل جيد فكانت المقايضة الشهيرة بحيث يتم إقالة مدني مقابل شراء الموقف المصري المخزي في مجلس الأمن والذي عبر عنه مندوبها في كلمته التي كانت تعبر عن وجهة نظر السعودية مائة بالمائة حيث تحول ذلك المندوب وكأنه مندوب للنظام السعودي وليس مندوباً لدولة اخرى ذات سيادة كانت في يوم من الأيام قائدة للعالم العربي وصارت تابعة لا حول لها ولا قوة .
بالتأكيد أن ما قاله سفير مصر في مجلس الأمن يدخل في باب البيع والشراء للمواقف وليس الموقف الحقيقي للشعب المصري الذي اعتقد انه يعاني من قيادته الحالية التي باعت نفسها وجعلت من مصر العروبة والقومية مجرد دولة لا حول لها ولا قوة تبيع وتشتري مواقفها ولو على حساب دماء الشعب اليمني أو الشعب السوري أو العراقي أو الليبي وبالتالي فعلى الشعب المصري الذي ننتظر منه الكثير أن يعرف أن قيادته هذه تتاجر بمواقفه وتجعل من مصر ألعوبة في يد الدول الخليجية كما أن عليه أن يقول لا لقتل الشعوب العربية والإسلامية ولا للمتاجرة بدمائها باسم مصر وشعبها العظيم الذي نكن له كل التقدير والاحترام ونحن على ثقة أنه سيقول كلمته وما نراه ونشاهده من مواقف بدأت تظهر لعلماء الأزهر والإعلاميين والناشطين يجعلنا نتفاءل بأن هذه الضغوط ستجعل الموقف المصري سيتغير وينحاز إلى قضية الشعب اليمني وقضايا الأمة العربية والإسلامية وتخرج مصر ومواقفها من ثلاجة السيسي .