التحرير.. إلى أين.؟

د.أسماء الشهاري

منذ أكثر من عام وثمانية أشهر ونحن نملأ الدنيا بخطاباتنا التي يتأثر منها الجماد ويبكي لها الحجر.. غير أن البشر هم الوحيدون الذين لم تحرك في مشاعرهم وإنسانيتهم شيئاً..
خاطبنا العقول.. الضمائر.. وعلى الرغم من حديثنا بكل اللغات الإنسانية لكنها لم تجد أي صدى رغم أن الصورة تنطق من نفسها ولا تحتاج إلى كثير من الكلام أو التعبير.!
لقد جعلني ذلك أفكر ملياً أين تكمن المشكلة؟
هل الخطأ في هذا العالم الكبير أم فينا أم في خطاباتنا ولماذا لا تصل؟
لكنني اكتشفت أن كثيرا من المصطلحات المتعارف عليها منذ قديم الزمن قد تغيرت معانيها وخبا تأثيرها.. فذات مرة كنت أحمل بين يدي قنبلة سوداء قبيحة الفعل والمنظر.. دخلت بها مهرعة إلى القضاة والمعنيين رعاة السلام والمدافعين عن حقوق الإنسان.. كنت أصرخ من شدة الألم وأنا أحكي لهم ما حلَّ بي وبمنزلي وأرضي من لؤمٍ وإجرام..
لكنني تفاجأت أن الكل من حولي كانوا يقولون عن القنبلة أنها حمامة بيضاء ويستغربون من صراخي!
عبثاً كنت أحاول إقناعهم فقد كانوا منهمكين بِعَدِّ أوراقٍ بينَ أيديهم تفوح منها رائحة النفط التي تملأ المكان.. وإلى جوار القاضي كان من ألقى عليّ الحمامة البيضاء بزعمهم ينظر إلي بتهكم وسخرية وهو يشعر بالنشوة بينما هم غارقون في عدِّ ريالاته.!
عرفت حينها أنَّ عليّ أن أتحدث بلغة يفهمونها تكون قريبة من منطقهم..
قاطعتهم جميعاً وقلت:سيدي القاضي..رعاة حقوق الإنسان الكرام.. كما لا يخفى عليكم أنكم تبنيتم عملية تحرير لبلدي على لسان المتحدث باسم تحالفكم وأنكم قمتم بهذه اللفتة الكريمة وحملتم ذلك على عاتقكم دون أن نطلبه منكم..
وقد أتيت اليوم لكي أطلعكم على نتائج أكثر من عام وثمانية أشهر من جهودكم الجبارة المضنية والتي أنفقتم خلالها المليارات والمليارات من الدولارات في سبيل تحريرنا..
فقد رأت جارتنا الكبرى بأن تتحمل مسؤوليتها الدينية والإنسانية والتاريخية وبداعٍ من الحب والأخوة والشفقة وحسن الجوار لبت الدعوة في أن تدخل في تحالف بقيادة الدول الكبرى وبمباركة دول العالم بين مشارك ومؤيد ومتفرج على كل ما يحصل..
لقد كانت ملامح هذا التحرير واضحة منذ أوائل عملياته..ولا يمكننا الحديث عن كل تفاصيلها وجزئياتها والتي قد تظل حديث الأجيال البشرية وشغلها الشاغل حتى آخر الزمان..
سادتي إن نتائج عملية التحرير لخمسمائة وتسعون يوما والتي لا تزال مستمرة حتى الآن ولا نعرف نهايتها كالآتي :
لأجل دعم اقتصاد هذا البلد وتواصله مع دول العالم فقد تم تحرير 15 مطار و12 ميناء،
وحرصا من قوات التحالف على المواطن اليمني وبسبب معرفتها بمخاطر الكهرباء فقد تم تحرير 148 مولداً ومحطة كهرباء،
وحفاظا على الإنسان اليمني من أضرار المياه فقد تم تحرير 226 خزاناً وشبكة مياه.
ولتسهيل عملية التنقل في الطرق وبين المحافظات والأماكن المختلفة فقد تم تحرير 1226 طريقا وجسراً، و2285 وسيلة مواصلات و215 ناقلة وقود و287 محطة وقود.
ولترشيد استخدام وسائل الاتصالات المختلفة فقد تم تحرير 269 شبكة ومحطة اتصالات.
ولعلمها بأن اليمن مصنف بأنه من الدول الفقيرة ماديا غير أنه غني بكل مقوماته الأخلاقية والإيمانية والذي صرحت به وسائل إعلامهم مراراً وتكراراً فقد كان التركيز كبيراً على عملية تحرير البنية التحتية والاقتصادية وتم صرف مليارات المليارات في سبيل ذلك.
قامت دول التحالف التي تمتلك ناطحات السحاب وثروة اقتصادية هائلة بتحرير 1542 منشأة حكومية، 712 مدرسة ومعهداً و108 منشآت ومبنى جامعي وهو يصب في اهتمام التحالف بتحرير التعليم والعملية التعليمية كذلك.
ويتضمن ذلك الحرص الشديد للجارة الكبرى ودول التحالف على تحسين المستوى المعيشي والتخفيف من معاناة المواطن اليمني ولأجل ذلك فقد تم تحرير 5163 منشأة تجارية، 514 سوقا ومجمعا تجاريا، 638 مخزن غذاء، 473 ناقلة غذاء، 242 مصنعاً.
والذي ساهم بشكل كبير وملموس في تحرير الدخل وفرص العمل للآلاف والآلاف من الأسر اليمنية..
ولاهتمامها الكبير بالمقدسات وحرمتها والإعتناء بزخرفة دور العبادة, فقد قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين ومن تحالف معها من دول الخليج وغيرهم بتحرير 673 مسجدا. ً
كما لم يغفل التحالف عن الاهتمام بالجانب الرياضي حيث تم تحرير 100 ملعب ومنشأة رياضية.
الآثار هي الأخرى نالت جانبا كبيراً من تركيز التحالف واهتمامه، فقد قامت الدول المدنية وتاريخ السراويل بتحرير حضارة عمرها مئات وآلاف السنين حيث تم تحرير 201 موقع أثري رافقه تحرير 199 منشأة سياحية.
ودعماً منها للزراعة وحتى لا تبقى اليمن مجرد سوق استهلاكية لها ولبقية الدول فقد تم تحرير 1352 حقل زراعياً رافقه تحرير 174 مزرعة دواجن ومواشي.
ولتخفيف معاناة المرضى خاصة الحالات المزمنة والحالات التي أحدثتها عمليات التحرير الأخرى والتي لا تمتلك القدرة على السفر للخارج خاصة مع تحرير المطارات فقد تم تحرير 263 مستشفى ومرفقا صحياً.
وللاهتمام البالغ بالجانب الإنساني فقد تم تحرير 379691 منزلا تم تحريرها كاملا أو جزئيا.
والأهم والأكبر من كل ذلك وكحصيلة ونتيجة لكل عمليات التحرير السابقة والتي نال الإنسان اليمني الحظ الأوفر منها الذي يشغل كل هذه الأهمية لديهم والذي أنفقوا كل هذه المليارات لأجله..
30455 إنسان يمني بين كبير وصغير وطفل وامرأة طالتهم عمليات التحرير كالتالي :
11252 مدنيا تم تحريرهم بشكل كامل( 2441 طفلاً_1802 امرأة_7009 رجال)قتلا
والذين نالتهم عمليات التحرير بشكل جزئي 19203 مدنيا ( 2242 طفلا_1902 امرأة_15059 رجلاً)جريحاً
ولتسهيل عمل الإعلام وتغطيته لهذه المنح والعمليات وإيصالها للخارج فقد تم تحرير 20 منشأة إعلامية.
و طبعا فإن عمليات التحرير هذه قائمة ومستمرة على قدم وساق إلى يومنا هذا تحرير المنشآت والمنازل من الوجود وتحرير المدنيين الأبرياء من الحياة, فهذه عملية التحرير المقدسة التي يقوم بها التحالف منذ أكثر من عام وثمانية أشهر والتي لم نرَ غيرها إلى الآن..
وليس آخرها تحرير السجن في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة وهي من أفقر المناطق ومزدحمة بالسكان والتي سقط إثرها أكثر من 60 شهيداً و38 جريحاً..

ورسالتنا وصوتنا للإنسان وأخونا من بني البشر في العالم كل العالم..
التحرير.. إلى أين.؟

قد يعجبك ايضا