لا عقل .. لا قلب.. ولا ضمير ..!

 

عبدالله الصعفاني

دونما تهويل أو مبالغة ..
نحن في زمن قتل الشعب اليمني وتدمير مقدراته المنجزة عبر عقود من الزمن .
نحن في زمن العقوق الوطني واستئساد ثعالب الخارج العربي بعد أن تمكنوا من استباحة السماء بطائرات سياسات مصالح اقتصادية أمريكية وصهيونية ترتكز على طاقة ذهنية جشعة .. عديمة الأخلاق .. بلا قيم إنسانية أو ضمير آدمي .
هذا ما حكته وتحكيه سلسلة الجرائم البشعة في حق المدنيين في تجمعات الأفراح والأتراح المجتمعية التي كان أخيرها وليس آخرها جريمة قصف الطيران السعودي للقاعة الكبرى في صنعاء، استهدافاً ممنهجًا للآلاف داخل القاعة وخارجها .
عدد الشهداء بالمئات ومثلهم أو أكثر مصابون بإصابات خطرة تنذر بالمزيد ، وهو حال يدركه من يعرف مخاطر قصف قاعة لا يحتمي روادها بأكثر من سقف بسيط وديكور وتفاصيل تحولت إلى أعمدة من اللهب والحرائق التي فعلت فعلها المتوحش تجاه شعب عزيز تلفه مشاعر الإحساس بالظلم والقهر من شذاذ الآفاق وخونة الأوطان .
جريمة فاحشة وهمجية ما بعدها همجية واستباحة لدماء يمنيين أبرياء مسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
ولا سبب حقيقيا سوى أن الفاعلين أرادوا وعمدوا عبر التاريخ غير البعيد أن يعيش الشعب اليمني بلا قرار ، بائسا بلا تطلع، يفرضون عليه التمزق والفرقة بما في ذلك تمزيق الأجساد في قاعات الأفراح والأتراح على النحو الذي رأيناه في الحديدة والمخا وسنبان وصنعاء، وسلسلة الجرائم طويلة.
لقد كانت جريمة قصف جموع المعزين في القاعة الكبرى بأمانة العاصمة هي الأكثر شراسة ، وكشفت كيف أن من قاموا بها مسكونون بإرادة ذلك الذي يريد أن يقتل أكثر ويستمتع بأشلاء ودماء وجثث وصراخ وأحزان أكثر وأكبر، غير مهتم حتى بإخراج ما يرتكبه من مجازر.
وإذا كان الشعب اليمني قد خبر نظام القتل والتدمير ومنظمات اللعب الخطير، عربية وإسلامية وإقليمية وأممية ممن يدعمون ويباركون جرائم من لا يترك بارقة حياة إلا ودمرها فإن من يتصدر معاول الصدمة هم هؤلاء الذين لم يتركوا لأبناء جلدتهم مساحة للحيرة بين الصواب والخطأ ، وهم يحرضون على تدمير بلادهم وكأنها ضرورة وطنية أو عقيدة قومية أو انتماء ديني بمنطق شديد التخلف .. شديد الجهل .. وشديد الظلم .
والأوقح من كل وقاحة أن يعززوا ذلك بالدفاع عن القتل الجماعي والتدمير المتوحش بل والابتسام ببلاهة القاتل الوغد .
أعرف أن للسياسة أوباشا ، وللاسترزاق أوغادا وحمقى ولكن .. هل يمكن أن تبلغ الشيطنة لبعضنا حدا ينطبق عليه القول: وكنت فتى من جند إبليس فارتقى .. بيَ الحال حتى صار إبليس من جندي .
ودائماً .. حسبنا الله ونعم الوكيل .

قد يعجبك ايضا