زمن كشف الحقائق
كمال الكبسي
لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون أحداث أوائل القران الواحد والعشرين في العالم كله جرس انذار وكاشفه لمن لم يدرك بعد السياسات الأمريكية الصهيونية وأدواتها من شعوب العالم تجاهها, وليكون بداية القرن الواحد والعشرين زمن كشف الحقائق لها لتعرف حقيقة كيفية التعامل معها للسيطرة عليها وإخضاعها وتدميرها وفي مقدمتها شعوب العالم الإسلامي ولتكون أحداث هذا القرن أيضا مذكرة لما قبلها من الأحداث لتكون شاهدة ومؤكدة لشعوب العالم على حقيقة هذه السياسات.
بل إن هذه السياسات قد أصبحت واضحة تماما بعد الحرب على اليمن .
حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تتحالف ضد من يخالف ولائها مع أدواتها وعملائها تحت مبررات مخالفة القوانين الدولية وتحرير الشعوب من حكامها وتغييرهم بآخرين حسب ما تقتضيه مصالحها ومكافحة الإرهاب الذي هو من صنيعتها وحماية الشعوب وغيرها من المبررات التي جعلتها في نفس الوقت مبررات لشعوب العالم تحت مضلة أدواتها المؤسسات العالمية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن والمعاهدات الدولية والمنظمات الدولية وغيرها لتمرير سياساتها وتحقيق أهدافها في التحكم والسيطرة وكما فعلت في الكثير من دول المنطقة لكي تكون في نظرة شعوب العالم هي الأم الحنون ورعاية الإسلام وجعلها راضية عما تفعله في العالم كله بل وجعل الشعوب تشاركها في تحركها تحت هذه المسميات وتحت إطار الشرعية الدولية ضد بعضها البعض ودون أن تعلم حقيقة سياساتها وإحكام السيطرة عليها والتحرك من خلالها لذلك وفقاً لمصالحها هي وأدواتها.
إن صمود شعبنا اليمني في وجه هذه السياسات كشفها وبوضوح تام بين حقيقة العدوان الوحشي لفرض الولاية الأمريكية وبوضوح وبشكل معلن بما يسمى شرعية هادي وزمرته على الشعب اليمني وبين حقيقة المؤسسات العالمية كمجلس الأمن وغيرها أنها أدوات لشرعنة السياسات الأمريكية والإسرائيلية بمختلف أساليبها وطرقها للسيطرة على شعوب العالم وضرب كل من يقف في وجهها وليس لما تتغنى وتتشدق به من احترام ومبادئ وقوانين لحماية العالم وسيادة الشعوب.
لقد بين صمود شعبنا اليمني لشعوب العالم حقيقة السياسات الأمريكية الصهيونية وأدواتها وعملائها أنها مجرد مسرحية للهيمنة والسيطرة عليها وعلى وجه الخصوص شعوب العالم الإسلامي والتي أصبحت مبعثرة وممزقة ومتناحرة نتيجة للسياسات الأمريكية الإسرائيلية وأدواتها وعملائهم حكامها المسرحية على شعوبهم الذين هيأوا ساحاتها من أجل أن تكون كذلك من خلال تمرير سياسات اليهود في أوساطها في كافة المجالات وإبعادها عن الاعتصام بحبل الله القرآن الكريم (الإسلام) وقرنائه لتكون ساحاتها بعد ذلك ساحات تحكمها سياسات وثقافات الملعونين من اليهود والنصارى وبسهوله تامة.
فحقيقة إن أحداث أوائل القرن الواحد والعشرين كشفت هذه السياسات ومسرحيتها وممثليها محددة بمسارين لا ثالث لهما ومقيمة الحجة على شعوب العالم في تحديد مسارها وموقفها الإنساني وعلى وجه الخصوص الشعوب الإسلامية المستهدفة من كل هذه السياسات والتي أصبحت معلنه، وبوضوح ضدها، فنحن في زمن كشفت فيه الحقائق وأعلنت فلا يجوز الصمت في وجهها أو حتى في بعضها.