مجتمع منقسم!!

عبدالله الأحمدي

دالمجتمع في مملكة آل سلول هو مجتمع منقسم، ومتناحر. فهناك انقسام مذهبي بين وهابية وشيعة اثناء عشرية في المناطق الشرقية، وشيعة إسماعيلية في المناطق الجنوبية وخاصة في نجران، وهناك جماعات مالكية. ثم هناك انقسام مناطقي وخاصة مناطق الجنوب اليمنية المحتلة والتي يعامل مواطنوها وكأنهم من درجة أدنى، ويعيرون بيمنيتهم، وهناك الانقسام الطبقي وهو الأفدح، إذ تتركز الثروة في أيدي القلة من أسرة الحكم السعودي، ومن يشايعهم.
هناك من يملكون المليارات، وآخرون يمشون حفاة الأقدام، وخاصة فئة العبيد الذين يمتهنون الشحذ، وتجميع القناني والمخلفات، وتجد بعضهم ينامون تحت الجسور في المدن، يفترشون الكراتين، ويتدفأون بما يجود به المؤسرون. وفي كل جمعة تجد النساء والأطفال والعجزة يتكومون أمام المساجد من أجل طلب الإحسان من المصلين.
هذا الانقسام الاجتماعي عكس نفسه على الحياة العامة، فالشيعة يعاملون بقسوة، ويكفرون من قبل أئمة المذهب الوهابي الحاكم، بل ويحرمون من الوظائف في الجهاز الإداري للدولة، ولا تجوز شهادتهم أمام المحاكم، وليس للمخابرات السعودية أي شغل غير مراقبة السكان الشيعة المعارضين لآل سعود. أما سكان الجنوب (جيزان ونجران وعسير) فيشتغلون بالأعمال الدنيا، كالحراسة، والسياقة. الانقسام ليس فقط اجتماعيا، بل سياسيا، فهناك جماعات معارضة في الخارج، مثل جماعة سعد الفقيه والسديريين، ووصل الانقسام الى داخل الأسرة الحاكمة، بإقصاء الأمير متعب بن عبد العزيز من ولاية العهد، والعهد بها إلى محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، أي الانتقال بالحكم إلى أبناء الأبناء وتجاوز أبناء سعود الباقين على قيد الحياة.

قد يعجبك ايضا