التاريخ والوجود هو من ينتصر .. !

عبدالخالق النقيب  
a.alnageeb@yahoo.com
أخبروهم أن التاريخ مر منها ..! وأن الشمس ما عادت قادرة على الشروق قبل أن تتحسس ملامح الإنسان اليمني ، وتشعر بنخوته الضاربة في عمق هذه الأرض … أخبروهم أن عجلة التاريخ التي تدور هي من أجبرهم على الرضوخ وطلب السلام ..!!
بالأمس غادر الوفد الوطني صنعاء بمعية ولد الشيخ لاستئناف مشاورات الكويت بينما أصدر ممثلو الرياض بيانا” يرفضون فيه المشاركة في المشاورات ،ليس ذلك من قبيل المناورة فالأمر ليس بأيديهم فمن يقتات عيشه من ولي أمره فمن الصعب عليه عصيانه ، المملكة غارقة تتخبط ، نلمح تخبطها العشوائي في عيني عسيري حين خرج على روسيا اليوم وقد تراجعت لكنته الحاده وقفز متشعبا” في قضايا عشوائية لم يفهمها أحد ، أمثال هؤلاء لا يمتلك جرأة وشجاعة رجولية كافية لننتظر منه أن يقر بالحقيقة بينما العالم يسمع وهو يقول لنا: أن خطط التحالف قد سقطت وتحطمت رهاناتها على صلابة وإرادة الإنسان اليمني ، وعلينا الآن أن نسلك معه خيار السلم ، كان أعجز من مواراة خجله فتحول إلى مدرس جغرافيا يرغم طلابه على فهم التضاريس الحدودية وقد صارت أشبه بنظريات فيزيائية فيما لا يفهم الطلاب شيئاً مما قاله .
لازلنا موجودين وسنرحب بالسلام الذي رضخت له قوى التحالف في النهاية ، دون حاجة لنا أن نذكر “عسيري” بالأشياء التي قالها، سنذهب لاتفاقات سعودية يمنية دون أن نضع على الطاولة مقارنة حمقاء بين تاريخنا ووجودنا وبين ترسانة الأسلحة والضمير العالمي والإعلام وكل ما حشدته المملكة ضدنا نحن اليمنيين ، لعلها الآن قد فهمت أن التاريخ والوجود هو من انتصر، وأنه ليس لأحد أن يفرض هيمنته على بلد اسمه “اليمن”.
سنحتفي بصلابتنا وصمود أبطالبنا ، وقد يتعرف علينا العالم مجددا” ونحن نرى حريتنا المنتصرة وهي تتسرب من بين ثنايا حرب ظالمة وإنسانية متثلجة تكدست بالظلمة والتناقضات ، سنساند السلام ولن نلتفت للانفعال السعودي الذي لم يتنبه للحظة  ، لكننا سنذكر أبناء جلدتنا ممن جلبوا الحرب أنه لم يحدث في تاريخ أمة أن يتحول عدوها التاريخي فجأة إلى منقذ .. لكننا انتصرنا في النهاية وقد احتفظنا بشرفنا وشرفكم الذي خسرتموه ..!!
ضحينا بالكثير .. وبقي الإنسان اليمني وبإمكان هذه الأرض البقاء أيضاً ..!!

قد يعجبك ايضا