إبن اليمن البار

عبد الحميد الغرباني

مع توالي الأيام والأحداث نلمس تغيرات كثيرة يصنعها الصمود الشعبي في مواجهة العدوان وايضا المجاهدون الذين يواجهونه بشكل مباشر على الارض في مختلف الجبهات .. عندما اعتدي على اليمن كان العدو يعتبرها معركة خاطفة وسريعة أطلق عليها يومها «عاصفة الحزم » وسريعا ما كسر جموحه واستبان له انه يواجه إعصارا يمنيا ارهقه عسكريا واقتصاديا وسياسيا وحتى إعلاميا ولقد مرغ اليمنيون انف النظام السعودي في التراب وأسقوه مرارة عسكرية مدوية في 6/6/2015 عبر استهداف القاعدة الجوية بخميس مشيط بصاروخ باليستي حقق نجاحا هائلا وأنهى حياة الكثير من العسكريين السعوديين بينهم قادة كبار وخبراء صهاينة .. الضربات الصاروخية الباليستية توالت وبعد أن ملأ العسيري _ناطق العدوان _ الدنيا ضجيجا بتدمير القوى الصاروخية والصواريخ الباليستية التي يمتلكها اليمن ولقد كان مجرد الإطلاق للصواريخ الباليستية صاعقا بالنسبة للعدو أما تحقيقها للأهداف الموضوعة في الحسبان فكان كارثة ارقت قوى العدوان وأوصلتهم إلى درجة مخزية ومذلة وصلت ذروتها عندما أوعزوا الى المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ مطالبة رئيس اللجنة الثورية العليا بوقف الضربات الباليستية وكأن مقاتلات العدوان تقذف على اليمنيين الزهور لا القنابل العنقودية وصواريخ الموت .. الجديد اليوم بعد عام وثلاثة أشهر هو منظومة صواريخ الزلزال 3 الباليستية ذي الصناعية اليمنية و الجودة العالية والرأس الحربي الذي يزن نصف طن ويصل عدد شظاياها المتفجرة إلى عشرة آلاف ويبلغ مداها65 كم وفي المعلومات أيضا أن العمليات التجريبية للزلزال 3 أظهرت نجاحا في ضرب الأهداف المرسومة بدقة عالية وقدرة تدميرية عالية ، كما أن ذات الأمر وهو المهم تحقق في استهداف تجمعات قوى الغزو والمرتزقة في فرضة نهم ومعسكر تدواين بمارب الأسبوع الماضي .. عسكريا وسياسيا يعني الكشف عن منظومة صواريخ الزلزال 3البالستية اموراَ عدة منها أن عنصر المفاجأة في المعركة ما يزال يمنيا وأمر اَخر هو أن التصنيع في مثل هذا الظرف الصعب سيخلق لدى العدو هزيمة نفسية تكمل أركان اليأس لديه من إحراز تقدم على الشعب اليمني .. أضف إلى ذلك ان قدرة التصنيع حاليا تنهض وهذ ايرل على أن المستقبل واعد ليس عسكريا وحسب لا بل واقتصاديا وعلميا وتنمويا فمن يراكم الخبرات ويحدث التطوير ويصل إلى التصنيع في مثل هذه الحرب الكونية على وطنه المحصار سيسير به إلى غد مختلف في الظروف الطبيعية طالما وقد أحبط سعي العدوان في صناعة الحواجز المنيعة بين اليمن والتقدم والنهوض .. الزلزال 3 الصاروخ الباليستي الأول ذي الصناعة اليمنية سيُحفَظ مكانه في التاريخ امر لاشك فيه ففي الفترة الماضية لفت انتباهي تصريح لأحد المواطنين عبر قناة المسيرة الفضائية وبعد الضربات المسددة لصاروخ توشكا مفاده (( ان صاروخ توشكا بات الاخ الشقيق لليمنيين )) من هنا يمكن القول إن الزلزال 3 سيكون إبن اليمن البار أو قل سيحجز مكانه في الوجدان اليمني والذاكرة اليمنية على هذه الشاكلة من الاحتفاء .. المبالغة لاتأخذنا ونحن نكتب عن الصاروخ الباليستي اليمني الأول فهو يعني الكثير والكثير ! في واقع ينشغل الأعراب بمسابقات الطيور والابل و تنفيذ أجندات الغرب في المنطقة رهبا وارتهانا !! ولأن كان الشعور بالهزيمة أمام الغرب يتملك عقالات الخليج فإن في اليمن شعب عظيم يكافح ويقاوم الحرب المفتوحة مستحضرا معادلة واحدة أو ارادة واحدة هي رفض ان يكون في موقع من يهيمن عليه ويخطف قراره السياسي وموقعه الجغرافي ومقدراته بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2015.. معادلة يستحضرها أمام أمراء النفط والحشيش وأمام الغرب المتسلح بمخزون نووي هائل وبأحدث الوسائل الحربية من بوارج وغواصات وطائرات وصواريخ عابرة للقارات وأقمار صناعية وطائرات تجسس والخ . فالشعب اليمني يدعم خياراته عبر الإعداد عدة وعتادا وتصنيع زلزال 3 ضرب من ذلك وخطوة على طريق مواصلة معركة التحرر حتى دفع المعتدين إلى جدار الفشل والهزيمة وما النصرُ الا من عند الله .. ولا يمكن أن نغفل انه مر ما يقارب العام والنصف من عمر العدوان على اليمن ولم تتوقف خلاله معسكرات التدريب ورفد الجبهات يوما واحدا عن المهام المناطة بها وفي ظل طيران التجسس والرصد والتقنية العالية والأسلحة الذكية والخ ؟ فشلت كل تقنيات الحرب الحديثة و نجح المجاهدون في كسر هذه المعادلات ! كيف؟ يكفي القول إن البناء عسكريا في اليمن على إيمان مطلق بالله وثقة به .

قد يعجبك ايضا