عبدالفتاح علي البنوس
في ظهيرة يوم رمضاني شاق ومرهق ذهبت للصلاة في الجامع الكبير بصنعاء , صليت الظهر والعصر جمعا وقصرا واتجهت للكشك لشراء الصحف في طريقي إلى فرزة السيارات للسفر إلى ذمار وبالتحديد مدينتي معبر وهناك شاهدت مجموعة من الوحوش الآدمية هناك في فرزة صنعاء -ذمار وهم يمارسون صنوف الإذلال والتسلط والبلطجة على السائقين ويفرضون عليهم قوانينهم الهمجية وإتاواتهم المجحفة تحت مسمى (حق الفرزة) حيث شاهدت بعضهم وهم ينهالون بالضرب على سائق سيارة هايلكس لأنه رفض أن يدفع لهم الجزية مقابل السماح له بنقل الركاب في مشهد يبعث في النفس الحسرة والأسى .
وبينما كنا ننتظر أن يتحرك بنا الباص الذي كنا على متنه تداعى وحوش الفرزة على الباص كما تتداعى الأكلة على قصعتها ,صور مفجعة لوحوش مفترسة في صورة بني آدم كل واحد منهم معه (قعشة) أطول من حق المجنون ( معاش) الذي يقيم في مدينتنا ,كل واحد يشتي (زلط) وهذا ( يهزر)السواق وهذا (يدكمه) وهذا (يطبق) الباص بيده , وهذا يجلس أمام الباص مانعا تحركه حتى يدفع السائق (حق ابن هادي ) وهات يا (نخيط )و( عنتره )على السائق وعلى الركاب مما دفع بالركاب إلى مغادرة الباص تفاديا وتحاشيا من الاشتباك مع وحوش الفرزة , كل ذلك يحدث في قلب العاصمة صنعاء وعلى مرأى ومسمع الجهات الرسمية ذات العلاقة ولا أعلم هنا لماذا لا يتم ردع مثل هذه العناصر وتسليم الفرزة لموظفين رسميين تابعين لمكتب النقل بالعاصمة ويتم تحصيل رسوم الفرزة بسندات رسمية منعا للتلاعب بالإيرادات ووضع نهاية للممارسات التعسفية التي يتعرض لها أصحاب السيارات والباصات على يد أفراد العصابة التي تهيمن على الفرزة الكائنة جوار القبر الأبيض .
لا نريد دعمه ومماطلة وتسويف ولامبالاة في هذا الجانب كون الوضع يتفاقم وهذه الوحوش المفترسة تزداد عتوا ونفورا وبلطجة غير آبهة بأحد وكأنها تعيش في غابة وهي من تتحكم في كل شؤونها ,ثقتنا كبيرة جدا في السلطات الأمنية وأنصار الله بأمانة العاصمة بالتفاعل مع هذا الموضوع والتدخل العاجل والسريع لترتيب أوضاع الفرزة وتنظيفها من الوحوش الآدمية المفترسة التي تعيث الفساد وتمارس الظلم والتسلط والتجبر على المساكين والمستضعفين وهو ما قامت ثورة21سبتمبر للقضاء عليه ووضع حد للظلمة والمتسلطين والمتجبرين وترسيخ قيم المساواة والعدالة الاجتماعية وسيادة النظام والقانون وبناء الدولة المدنية الحديثة التي لا مكان فيها للعصابات والشللية والوحوش الآدمية المفترسة .
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطارا شهيا .