إعــــــــــــــــلام ومـــــــــــــــودة
حسن الوريث
لفت نظري أحد البرامج التي تقدمها الإعلامية مودة طه في إحدى الإذاعات المحلية بما يحتويه من تصوير مبسط للكثير من الظواهر والتصرفات السلبية في مجتمعنا وما زاد من تميز البرنامج هو الأداء الجيد للمذيعة التي تجتهد كثيراً في الدخول إلى عمق وتفاصيل القضايا اليومية للمجتمع وتحاول معالجتها بأسلوب بسيط وراق وشعبي بالتأكيد يصل إلى أعماق المواطن المتابع له.
وبالمقابل فقد كان هناك برنامج في إذاعة أخرى من الإذاعات المحلية تقدمه إحدى المذيعات لن أذكر اسمها لكني سأتحدث عن فحوى البرنامج الذي يتناول رسائل بين المستمعين والمذيعة وسلام وكلام دون أن يكون له هدف محدد سوى ما يحمله من كم كبير من الأسماء المستعارة للمتصلين والمتصلات وأصحاب الرسائل وبالتالي فلم أخرج من هذا البرنامج بأي حصيلة إطلاقاً .
بالمقارنة بين ما تقدمه الإعلامية مودة وبين ما تقدمه تلك المذيعة فهناك بون شاسع وفرق كبير بين الإعلام الهادف والإعلام الذي يقصد منه فقط الربح والربح فقط على حساب جودة ومضمون المادة الإعلامية التي يتم تقديمها فذلك يقدم مشاكلنا وقضايانا الاجتماعية بأسلوب متميز، ويعمل على وضع الحلول لها فيما الآخر لا يقدم أي شيء وبالتالي لابد من الإشادة بمن يعمل في برامجه على تقديم الإعلام الهادف المنطلق من أسس وقواعد صحيحة ليحقق أهدافاً سامية فيرقى بالإنسان في جميع الجوانب التي يحتاج إليها في مختلف المجالات .
بالطبع فإن البرنامج الإذاعي الذي تقدمه الإعلامية مودة طه يعيدنا بالذاكرة إلى البرنامج الإذاعي الشهير مسعد ومسعدة الذي كان يعده الإعلامي الكبير عبدالرحمن مطهر مع الإعلامية حبيبة محمد ذلك البرنامج الذي بالتأكيد وصل صداه إلينا جميعا وكان له تأثير كبير في معالجة الكثير من الظواهر السلبية في المجتمع نظراً لسلاسته وسهولة ألفاظه وبساطة من يقدمه فكان يدخل إلى القلب دون استئذان كما يقال ببساطته كما هو حالياً هذا البرنامج الذي نتمنى أن يكون هناك برامج مماثلة تسهم بدور إيجابي في معالجة الكثير من الظواهر السلبية في مجتمعنا ومما لاشك فيه أننا نفتقد كثيراً للإعلام الإيجابي الذى يلبي احتياجات المجتمع المختلفة بمهنية تعزز القيم الإيجابية وتسلط الضوء على مختلف القضايا والظواهر في المجتمع لنقد السلبي وتعزيز الإيجابي وخلق التأثير المناسب في تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للفرد أو المجتمع تجاه قضايا المجتمع والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا وتغير سلوك وأنماط المجتمع.
بالتأكيد أن أداء الكثير من القنوات التلفزيونية والإذاعات والمواقع كان له تأثير سلبي في مجتمعاتنا العربية وساهمت بشكل أو بآخر في تضليل الناس وإشغالهم بقضايا ثانوية واهتمامات لا ترقى إلى تطلعاتهم وبالتالي فإننا وسط كل هذه الضـوضاء السمعية والبصـرية نبحث عن البرامج الهادفة والمهمة التى تستطيــع بالفعل التأثير على حياتنا بشكـل إيجابي نظراً للتأثير القوي لوسائل الإعلام التي بالفعل هي قادرة على نشر الكثير من الأنماط السلوكية الثقافية والاجتماعية ومما لاشك فيه أن هذين البرنامجين نموذجان متضادان ومختلفان يؤكدان أن الإعلام سلاح ذو حدين من خلال قوة التأثير الإيجابي أو السلبي وهذا يدعونا إلى القول إننا بحاجة إلى إعلام مودة الهادف ورمضان كريم .