ن …والقلم.. ((الحَمَا)) يُوحٍدنا !!
عبدالرحمن بجاش
صهيري وصل إلينا الثالثة صباحا, لم أحس به لحظة أن تسلل إلى البيت, أفقت عند الثامنة للمرة الثانية لأجده أمامي, رحبت به: ما سرًنا ؟ عرض أمامي ساعده الأيمن, أثر الحما باد للعين !!!, قلت: كيف ؟ قال: الحديدة جهنم, هناك من يسقط في الشارع بسبب الحما!! .
الصديق الجميل صاحب القلم الأجمل حسن عبدالوارث كتب يقول: إن اثنين من زملاء الحرف ويعانيان مشاكل في القلب توفيا بسبب الحما في عدن !!, البسباس قريبي كتب لي من تعز رسالة سريعة عبر الواتس تقول: ((عشرات العوائل نزحت من عدن دخلت منطقة الحوبان هربا من الحر !!! حللتم أهلا ونزلتم سهلا)), هو من ذيًل رسالته بالترحيب, من وحيها أقول لمن يهرجون بالانفصال:أنظروا ما أجمل ترحيب الإنسان بالإنسان, كيف نعمل هؤلاء الذين نزحوا إلى تعز ؟ هل نطردهم ؟ باعتبارهم من دولة أخرى اسمها عدن !!!, أو ستطالبون ألحاقا بالانفصال أن نقسم الحما والبرود !!, طيب ((البرود)) حقنا, ولن نقاسم فيه احد !! هل ستعتبرونه من المنهوبات التي نهبها أصحاب العربيات الشماليون ؟ الكلام موجه لمن هم وراء طرد الناس وهم من الشمال والجنوب على فكره, أقصد من قام بالطرد !!, من له مصلحة في هذه الهوجة التي لم تنته فصولا ؟ سأقول لكم: أعضاء منظومة الفساد من ترى الشمال والجنوب بقع أراض!!. لم أر في حياتي أغبى ممن يتحدث عن الانفصال ولا يدري كيف ؟ يظن أنها جلسة مقيل وكل واحد يصلح سيارته !!! .
الآن الناس تعاني من الحرارة التي لا تفرق بين شمال وجنوب, بل تضر الناس جميعا, والكهرباء كما هي أشياء كثيرة صارت ألغازا كما هي مشاورات الكويت التي لخصها أحدهم في الفيسبوك بأن صور ثلاثة رؤوسهم في سراويل بعضهم لا تدري من في سروال من !!! .
الكهرباء أصبحت حكاية شر البلية ما يُضحك تكرارا لتلك الأهزوجة: البقر يشتين حشيش, والحشيش في الجبل, والجبل يشتي مطر, والمطر عند ربنا !!!, المطر يرسله أرحم الراحمين رحمة بالأطفال والحيوانات والنبات, والحشيش يسرقه من يسرق دائما !!, والبقر لا مشكله, فبراميل القمامة مليئة بالقراطيس, لكن الإنسان أين يذهب !!! .
صهيري يفكر أن ينتقل إلى البرود في صنعاء, وأنظر إلى ما سيكون, حيث ستتلخبط حياته تماما, فدكانه هناك, وأولاده في مدارسهم, الله لا فتح على من أدخلنا في هذه الدوامة, من الحرب إلى الكهرباء, إلى تقاسم الحما والبرود !!!. طيب والفقراء في عدن ؟ كيف ؟ أين يذهبوا ؟ ما رأي الشرعية وسلطة الأمر الواقع ؟؟ .
رمضان على الأبواب والجيوب خاوية, الحما من جهة, والغلاء من أخرى والأحزمة الناسفة تحصد المساكين, والطائرات والمدافع تغلق الناقص !!, على فكره البترول ما يزال على حاله سعرا !!! برغم كل البيانات الرنانة !!, من للناس غيرك يا رب السماوات والأرض, اختنقت العبارة في فمي .
لله الأمر من قبل ومن بعد .