هذا الغنوشي !! أين أنتم ؟؟؟
ن …………والقلم
عبدالرحمن بجاش
ذات عام زار راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة بتونس, صنعاء, مازلت أحتفظ بنسخة من فيديو مسجل عليه كلمته في جامعة صنعاء, ومحاضرة في مركز الدراسات .
في الأولى يُسمع ضجيج طلاب اللون الواحد يصرخون, عندما قالها:(( اليهود أفضل منا )) والثانية يصرخون أيضا عندما قالها: (( الذي هلل لسقوط الاتحاد السوفيتي لا يفهم شيئا )), عن الأولى قال لهم: أنظروا إلى إسرائيل دولة…. الإنسان فيها حر, والأحزاب تنافس بعضها, وكلا له معتقده, لا أحد يعترض الآخر إلا بالقانون, وأنا حين أريد أن أقول رأيا علي أن أذهب إلى البيكاديلي وسط لندن لأقول ما أريد والبوليس يحميني !!, وفي بلدي أرمى في المعتقل لو أبديت رأيا معارضاً !!!, وعن الثانية قال: وجود الاتحاد السوفيتي يوازن العالم, الآن أمريكا ستبحث عن عدو وستجده في المسلمين, هنا يتناغم مع ما قاله هيكل أيضا عن أمريكا التي بحثت عن عدو فقدمنا لها المبرر بكل ممنونيه !!!, عن الثانية التقيت بالأخ عبدالصمد القليسي خارجا من قاعة مركز الدراسات ويسألني عن سعيد الجناحي ؟, كان يسأل عنه بإلحاح, قلت ماذا تريد منه ؟ قال: سأقول له أن هذا الرجل – الغنوشي – أفكاره متقدمة عن الحزب الاشتراكي !!! .
كان لـ (( بو عزيزي )) الفضل بإحراقه لنفسه أن تداعت الكره في تونس, ليعود الغنوشي بالنهضة إلى تونس, لتدور دورتها المخاض – كان الرجل عائدا من لندن -, يفوز النهضة بالانتخابات ويخرج منها بطلب من الشعب التونسي, لم يقل الغنوشي : بيننا وبينكم السلاح, أو سنحكمكم غصبا عنكم وباسم الله, بل قال: سمعا وطاعة, وعاد ليرى أين الخلل ؟ ليصحح حزبه, بعد أن قبل بقواعد اللعبة .
كان عليه هو بالذات أن يخرج بتونس من بحر العواصف الهائجة من حوله, فخرج بالنهضة وتونس, وهاهو النهضة في مؤتمره العاشر يعلن « الفصل بين العمل الدعوي والسياسي « .
يقول الغنوشي لـ « لوموند « الفرنسية: (( إن ما نؤكد عليه هو ضرورة التمييز بين النشاط السياسي والنشاط الديني, فالمسجد ليس مكانا للنشاط السياسي, المسجد هو مكان يتجمع فيه العموم, وليس من المعقول استعماله بهدف استغلاله في أنشطة لحزب واحد, نريد أن يكون الدين أداة توحد التونسيين وليس سبب تفرقهم, لذلك لا نريد أن يكون إمام مسجد ما قائدا سياسيا, بل لا نريد أن يكون حتى عضوا في أي حزب كان, نريد حزبا يتناول المشكلات اليومية ويناقش حياة الأسر والأشخاص, لا حزبا نتحدث فيه إلى هؤلاء الأشخاص والأسر والعائلات عن يوم الآخرة والجنة, ونريد أن تكون الأنشطة الدينية, في معزل عن الأنشطة السياسية, لأن ذلك سيكون في مصلحة السياسة حيث سنتفادى اتهامها باستغلال الدين لأغراض سياسيه, كما سيكون ذلك في مصلحة الدين الذي لن يبقى رهين السياسة, أو محتكرا من طرفها .
التصويت على الفصل بين السياسي والدعوي تم بنسبة 80% .
يقول الغنوشي لـ «لوموند» أيضا: لم يعد هناك مبرر لوجود إسلام سياسي في تونس, نخرج من الإسلام السياسي لندخل في الديمقراطية الإسلامية فنحن مسلمون ديمقراطيون, ولم نعد ندعو إلى الإسلام السياسي, خاصة وقد اسيئ للمفهوم بالتطرف .
عن موقف النهضة من مكتسبات تونس في حقوق المرأة, يقول الرجل: لقد وضع دستور 2014م حدا لهذا الجدل بالحفاظ والدفاع عن حقوق المرأة التونسية, ولم يعد هناك إشكالية تسمى « حقوق المرأة في تونس « المشكلة الوحيدة الآن هي المشاركة المحدودة للمرأة, سندعو في مؤتمرنا إلى الرفع من مشاركة النساء في الحركة .
أين نحن ؟ أين اليسار من هذا ؟ أما اليمين فعاده إلا طعم !!!, الإشكالية الكبرى أن تسيس الدين لأغراض حزبية أو مذهبية أو طائفية, أو تريد أن تعلمن بلد متخلف عاده إلى اللحظة لا يدري أين يضع قدميه .
خذوا الحكمة من الغنوشي والنهضة إذا أردتم يمينا ويسارا .
لله الأمر من قبل ومن بعد .