لحظه يا زمن.. الشاعر.. والقصيدة
محمد المساح
الشاعر يمضي في مغامرته من دون أن يعرف إلى أين سينتهي،هو يكتفي بأن يحقق وجوده ومتعته ورغائبه بهذه المغامرة.
هموم الشاعر الحقيقي أبداً ودائماً تنحصر في الإصغاء إلى همسات الكينونة وتفسيرها.
إنه حارس الكينونة وراعيها، في فضاء قلبه دائماً يتجمع الغيم، ويسقط المطر،وحين ينعدم الغيم في سمائه لا برق،لا رعود،لا رياح، يتحول الشاعر إلى حكواتي، إلى نجمة تضئ المسرح،إلى مسرحية للتسلية.
حياة الشاعر سفر مستمر إلى الأبعد من البصر،من الأفق، لن يصل،لا بأس المهم هو السفر،لا النتيجة.. النتائج كلها خاسرة.
تماماً مثل المغامر الذي يتسلق الجبال ليصل إلى القمة، قد يصل وقد يموت في الطريق لكنه يحقق وجوده.
التجربة هي ما يستحق لأن الطريق إلى الشعر لن يوصل الشاعر إلى نجمته.
نحن دائماً في ضوء نجمة الشعر، ربما يراها الشاعر وسط الغيوم، ويطلبها فلا تأتي،لهذا عليه أن ينتظر ويصبر ويمعن في الترقب إنه حارس الأفق وعليه، أن يجلس منتظراً نجمته في العتمة،والضباب،والرياح، عليه أن ينتظر البرق الآتي، الشاعر حارس الكلمة، حارس التحولات، الساهر الأبدي لتحقيق هذه التجربة البرقية بالكلمة هذا الشعر يتخطى بالطبع شعر المناسبات والإيديولوجيات.
أطن أن الشاعر الحقيقي مثل الأرض تتنفس باستمرار وفي كل الفصول، كذلك الشاعر يظل يتنفس الشعر إلى آخر حياته.
لكن تمر على الشاعر أوقات يعتقد فيها أنه يكتب آخر قصائده، أو آخر نصوصه، ولن يكتب بعدها، ثم فجأة كما يطلع الضباب، من بطن الوادي ثم يرتفع ويتكاثف ويغطي التلال ينبت ضباب القصيدة في داخله ويكبر ويتكثف ثم يسقط ندى من الكلمات، من أين تأتي هذه؟ لا أعرف.
على صعيد التحليل النفسي، لا أستطيع أن أفهم كيف تأتي هذه الغطيطة من الداخل لتبحث عن جسدها في الكلمات، لا تفسير لديَّ..!
“فؤاد رفقه”