أقول قولي هذا.. قضاء رمضان
عبدالمجيد التركي
* هذه الأيام تقوم النساء بقضاء ما عليهن من أيام رمضان الفائت، ليأتي رمضان وقد قضت النساء كل أيامهن التي أفطرنها بعذر شرعي..
إحداهن اتصلت لبرنامج فتاوى وتساءلت: لماذا تقضي المرأة الصيام ولا تقضي الصلاة، فسكت المفتي، وسكت المذيع وسكتت المرأة، دون أن تجد من يجيب على تساؤلاتها التي يعتبرونها تدخلاً، دون أن يسكتوها بإجابة صحيحة.
الصلاة ركن من أركان الإسلام، وكذلك الصيام.. لكن المفتي لم يكن مستعداً لمثل هكذا سؤال.. ولذلك لم يدرِ بماذا يجيب على هذه المرأة الريفية التي سألت سؤالاً فطرياً، لم ينتبه له من يدَّعون العلم والمعرفة والقرب من الله.
وحين يسألهم أحد عن هذا يقولون “لحكمة لا يعلمها إلا الله”، أو يوردون جواباً غير مقنع ويريدون أن يقتنع الناس دون دليل مقنع.
حين جاء أبو حنيفة النعمان إلى الإمام جعفر الصادق وسأله: أيهما أفضل، الصلاة أم الصيام؟ فقال أبو حنيفة النعمان: الصلاة أفضل، لأنها أول ركن من أركان الإسلام، ولأنها عبادة يومية، والصيام عبادة سنوية.. فسأله الإمام جعفر الصادق: فلماذا تقضي المرأة الحائضُ الصيامَ ولا تقضي الصلاة؟
وقد سأله: أيهما أطهر، البول أم المني؟
فقال له المني، لأننا خلقنا منه، فسأله الإمام جعفر: فلماذا يتم الوضوء من البول فقط، وأما المني فيوجب الاغتسال؟
فسكت أبو حنيفة النعمان وفضَّل أن يعود تلميذاً عند الإمام جعفر الصادق على أن يكون فقيهاً في العراق.. لأنه عرف قدر الإمام جعفر وعرف أن العلم لا يكون بالألقاب فقط، وبقي عنده سنتين يتزوَّد من علومه، وقال قولته الشهيرة: لولا السنتان لهلك النعمان.