الحديدة/ يحيى كرد
تعتبر جمعية منتجي الألبان بمحافظة الحديدة واحدة من أهم الجمعيات التعاونية الحيوانية فاعلية في مجال تقديم الدعم والرعاية الفنية والبيطرية والعلاجية والغذائية لمربي الأبقار والمواشي المنتسبين إليها، وتواجه كثيراً من الصعوبات والعراقيل نتيجة الحرب العدوانية والحصار الجائر والتي أثرت وبشكل كبير على تربية الثروة الحيوانية وإنتاج مختلف الألبان واللحوم الحمراء بالمحافظة وكبدتهم خسائر مادية فادحة , في ظل غياب الوزارات والجهات المختصة والمسئولة عن توفير كافة متطلبات تربية الأبقار والمواشي.
“الثورة” التقت عبدالله الريمي أمين عام جمعية منتجي الألبان الذي تحدث عن الخدمات التي تقدمها الجمعية لمنتسبيها من مربي الأبقار والمواشي والصعوبات والعراقيل التي تواجهها وغيرها من القضايا نتيجة غياب الدعم حكومي لهذا القطاع الاقتصادي الهام.. فإلى الحصيلة:
في البداية حدثونا عن أهداف ومهام جمعية منتجي الألبان بمحافظة الحديدة؟
– تم تأسيس جمعية منتجي الألبان بمحافظة الحديدة في عام 1993م من القرن الماضي وكانت الفكرة إيجاد مجمع لزرائب الأبقار والمواشي في المحافظة حيث كان يوجد 56 حوش وزريبة أبقار في داخل المحافظة موزعة في الأحياء والحارات السكنية تضم خمسة آلاف رأس من الأبقار الحلوبة يمارس مربوها نشاطهم بصورة فردية محدودة يعيل كل فرد زريبته أو حوشه بطرق بدائية بسيطة جدا على ضوء ذلك تم إشهار الجمعية التي من أهدافها توفير بعض احتياجات الأبقار من تحصين ضد الأمراض وتوفير المواد الداخلة في تغذيه الأبقار وكان في حينه نخالة القمح التي يشتريها مربو الأبقار من مطاحن البحر الأحمر هي الداخلة الغذائية ولكنها كانت غير كافية وهنا بدأت الجمعية بالتحرك للمطالبة بحصة تكفي تغذية كافة الأبقار التي تعتني بها الجمعية، بالإضافة إلى توفير بعض الاحتياجات الأخرى مثل الأكياس الحرارية الخاصة بحفظ الحليب لبيعة على الجمهور مباشرة كما تقوم الجمعية بتنفيذ الدورات التدريبية والإرشادية والتوعوية لرفع المعرفة والطرق الحديثة لتربية الأبقار ورفع آلية الإنتاج والنهوض بها إلى مستوى أفضل وكذلك توفير الرعاية البيطرية واللقاحات وحماية الأبقار من انتشار الأمراض والحفاظ على قطيع الأبقار من النفوق كونه يمثل اللبنة الأساسية والرئيسية للاقتصاد الوطني.
كافة الخدمات
ماذا تقدم الجمعية لمربي الأبقار من دعم؟
– الجمعية تقوم بتوفير الكثير من احتياجات أعضائها ومن أهمها تسويق منتجاتهم من الحليب لبعض شركات الألبان الوطنية التي استوعبت الحليب منذ عام 2000م.. ومنها زاد عدد القطيع من الأبقار الحلوب والمنتجة وإيجاد اللقاحات والقيام بعملية التحصين الدوري للأبقار ضد الأمراض وبحسب القدرات المتوفرة والمتاحة.. والجمعية ساهمت بشكل كبير في توفير الموقع الحالي الخاص بزرائب الأبقار الواقع شرق مدينة الحديدة وتوفير المياه والكهرباء والرعاية البيطرية بقدر المستطاع والتخفيف عن كاهل أعضاء الجمعية من أي صعوبات قد تواجههم لأجل زيادة إنتاج الألبان أو اللحوم الحمراء والأسمدة بما يعود بالمنفعة على مربي الأبقار والمواشي والوطن.
3437 رأساً من الأبقار
كم عدد الأبقار التي يمتلكها منتسبو الجمعية وكم إنتاجها من الألبان وهل يغطي احتياجات السوق المحلية بالمحافظة؟
– عدد الأبقار التي يمتلكها منتسبو الجمعية من مدينة الحديدة وضواحيها فقط أكثر من ثلاثة آلاف و437 رأساً وتنتج في الوقت الحالي من الألبان أكثر من 20 ألف لتر من الحليب يوميا منها ما يذهب لشركات الألبان ومنها ما يغطي احتياج السوق المحلية من خلال بيعه بصورة مباشرة على المواطنين في أرجاء المدينة، ونهدف من هذا الإنتاج إيجاد نوع من الاكتفاء الذاتي من الألبان ورفد الاقتصاد الوطني بالموارد.
الوقاية والعلاج
ماذا عن الخدمات البيطرية التي تقدمها الجمعية لزرائب الأبقار؟
– نعتمد في الجمعية على بعض الفنيين والبياطرة وذلك لتغطية احتياجات الأبقار سواء في مجال الوقاية العلاجية والكشف المبكر عن أي أمراض أو أوبئة فيروسية أو غيرها قد تصيب الأبقار وعسر الولادة إلى جانب النصائح التي يتم تقديمها لمربي الأبقار في مجالات النظافة والتغذية والحفاظ على سلامة القطيع داخل الزرائب أو الأحواش من أي عوارض.
إجراءات احترازية
ماذا عن الإجراءات التي اتخذتها الجمعية لمواجهة الحمى القلاعية التي تصيب الأبقار؟
– هناك العديد من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الجمعية ومربي الأبقار لمواجهة كافة الأمراض التي تصيب الأبقار ومنها هذه الحمى، في حالة بدأ انتشارها أو بمجرد السماع بها يتم تحصين الأبقار باللقاحات المضادة لهذه الحمى وتم مؤخرا اللجوء إلى إحدى الشركات المحلية بالمحافظة بهدف إيجاد لقاحات الحمى القلاعية لعدم توفرها في أسواق البلاد بسبب الحرب الدائرة حاليا كما أن هذه الحمى التي تنتقل من القرن الأفريقي إلى محافظة الحديدة لا تنتشر بشكل وبائي وتكون محدودة وتتم السيطرة عليها في حالة ظهورها وبإمكانياتنا المحدودة.
مصادر اقتصادية
ما هي الجدوى الاقتصادية من تربية الأبقار والمواشي على مستوى المربين والدولة؟
– تربية الأبقار والمواشي بشكل عام تمثل بحد ذاتها مصدراً من المصادر الاقتصادية الهامة على مستوى مربي الأبقار والمواشي والدولة, فمعظم سكان المناطق الريفية للجمهورية اليمنية ومحافظة الحديدة على وجه الخصوص يعتمدون على تربية المواشي فهي تمثل مصدر دخلهم الرئيسي من خلال ما توفره من حليب واجبان ولحوم وأسمدة لمختلف الأسواق المحلية وأسواق بعض دول الجوار إلى جانب هذا توفر على الدولة الكثير من استنزاف العملة الصعبة لاستيراد الحليب واللحوم.
خسائر مادية فادحة
ما هي آثار الحصار والعدوان الغاشم على زرائب الأبقار ومنتوجاتها من الألبان ومشتقاته؟
– بكل تأكيد تكبدت الجمعية ومربو الأبقار والمواشي الكثير من الخسائر المادية والأسباب لا يخفى على أحد وأولها وأهمها الحصار البري والجوي والبحري الجائر والخانق على مختلف احتياجات ومتطلبات الأبقار ومنها المشتقات النفطية التي تعد بدورها الأساس المحرك لكل أنشطتنا وهي الركيزة الرئيسية للعمل في مجال إنتاج الأعلاف الخضراء التي تأكلها الحيوانات وتوفير مياه الشرب والعلاجات واللقاحات للأبقار والمواشي وجميع احتياجاتها وكذلك للتنقل لتسويق منتجاتها من الألبان واللحوم وغيرها.
العدوان يوقف المشاريع
هل لدى الجمعية خطط مستقبلية للتوسع في تربية الأبقار والمواشي حتى تحقق الاكتفاء الذاتي من الألبان واللحوم في الأسواق المحلية؟
– كان لدى الجمعية العديد من الخطط والبرامج التوسعية والتطويرية لمربي الأبقار والمواشي من خلال توفير المزيد من زرائب الأبقار وإنتاج الألبان بأحدث التقنيات وتوفير الخدمات البيطرية والاستشارية المتكاملة والعمل على ضم المزيد من مربي الأبقار والمواشي بسهل تهامة للجمعية بهدف زيادة إنتاج الألبان واللحوم للأسواق المحلية بما يحقق الاكتفاء الذاتي من هذه المنتجات الغذائية الهامة في أسواق محافظة الحديدة ومختلف المحافظات الأخرى، إلا أن الحصار والعدوان الغاشم أثر بشكل كبير على السعي لتنفيذ هذه الخطط وتجميدها إلى أن يتوقف العدوان الغاشم والظالم.
لا دعم
ماذا عن الصعوبات التي تواجه الجمعية ومربي الأبقار والمواشي بالحديدة؟
– أهم الصعوبات التي تواجه الجمعية ومربي المواشي عدم وجود دعم حكومي يذكر للجمعية أو مربي الأبقار والمواشي بالمحافظة وخاصة في مجال توفير الخدمات البيطرية والفنية والبيئية والتدريبية لمربي الأبقار والمواشي بالطرق الصحية لتربية المواشي وتوفير اللقاحات ضد الأمراض التي تصيب الحيوانات، لهذا نناشد وندعو وزارة الزراعة والاتحاد التعاوني وصندوق الدعم الزراعي والسمكي وكافة الجهات المختصة وكل وطني غيور يهمه مصلحة هذا الوطن والنهوض بالثروة الحيوانية , إلى الإسهام ومد يد العون من خلال تقديم الدعم للجمعية ولكافة مربي الأبقار والمواشي كما هو الحال في العالم حتى نستطيع الاكتفاء الذاتي من هذا الغذاء الأساسي من الزيادة في الإنتاج الحيواني في هذه المحافظة المعطاء التي تعتبر سلة اليمن الغذائية.