الثورة نت /
يعد نقل الأعضاء طريقة لا تقدر بثمن لإنقاذ حياة الكثيرين من الناس، عند فشل أحد أعضاء جسدهم، ولكن نقص الأعضاء، قوائم الانتظار، والعقاقير القوية التي تحتاجها أجسام مستقبلي الأعضاء الجديدة حتى تساعدها في قبول هذه الأعضاء ، هي بعض الصعوبات التي تقف في وجه عمليات نقل الأعضاء. لكن ماذا لو كانت هنالك طريقة أخرى لاستبدال الأعضاء، طريقة أقل اعتماداً على المصدر الرئيسي أي – نقل الأعضاء الحية من أجساد أشخاص آخرين؟ حقق علماء من الولايات المتحدة تقدما نحو إنتاج قلوب بشرية في المختبرات، من خلال الهندسة البيولوجية، وذلك عن طريق تجديد عضلة قلب بشرية.
في هذه الحالة، فإن الإجراء لايزال يتطلب عضوا حيّا من أحد المتبرعين، على أن يتوافق العضو هنا مع خلايا الشخص المستقبل. تنطوي هذه التقنية على إعادة زرع عضو منزوع الخلايا – مجرد من خلايا المانح- بأنسجة قلبية منماة من خلايا جذعية محفزة مأخوذة من المستقبل المحتمل.
في الواقع، هذه التقنية هي تجريد قلب المانح من المكونات التي من شأنها أن تثير استجابة مناعية واستبدالها بأنسجة أخرى من خلايا المستقبل. إعادة بناء قلب كامل هو بالتأكيد هدف طويل المدى لعدة سنوات، ولكننا الآن نعمل على هندسة أنسجة معينة من القلب، تلك التي تتضرر بفعل الصدمة القلبية أو فشل عضلة القلب، واستبدالها بأنسجة أخرى.
هذا ما قاله الباحث جاكويز جويته من مركز الطب التجديدي بمستشفى ماساتشوستس العام. هذه الدراسة الجديدة التي نشرت في موقع (circulation research)، تحت إشراف الجراح هارولد أوت، الذي طور مؤخراً عملية عزل الخلايا من أجل عزل خلايا حية من أعضاء الفئران قبل إعادة زرعها في أعضاء الجسد. في هذه الدراسة، فإن تلك العملية متعددة المراحل قد اختبرت و أجريت على قلب الإنسان.
وقال جويته أيضاً : إن توليد خلايا قلبية فعالة سيواجه العديد من التحديات، تشمل مثلاً توفير الهيكلية القادرة على دعم وظيفة القلب، وتأمين إمداد من خلايا القلب، و توفير بيئة داعمة للخلايا المزروعة، لإعطائها القدرة على التعامل مع وظائف القلب المعقدة. في هذه الدراسة التي أجريت على 73 قلبا بشريّا بإذن من منظمة البحوث العلمية، قام الباحثون بتحفيز 500 مليون خلية جذعية لتصبح خلايا عضلية (عضلة القلب)، ثم قاموا بزراعتها في أنسجة قلوب منزوعة الخلايا.
بعد عدة أيام، تطورت الخلايا الجذعية وتعقدت إلى أنسجة عضلية معقدة، وهذا ما وصفه العلماء على أنه أول تجديد لعضلة قلب الإنسان من خلايا جذعية محفزة، أو مصفوفة القلب البشري فيما بعد، نبتت الخلايا في نظام أتمتة حيوي، وهذا النظام يقوم بتوفير المحاليل المغذية للعضلات وتوفير ظروف الاستنساخ للخلايا المحفزة داخل القلب. هذا البحث قد يبدو مروعاً قليلاً، فالفريق بعد كل هذا يكاد يكون قريباً من إعادة رسم الأعضاء البشرية، ولكن التقنيات المستقبلية للأجهزة الصحية (إستنبات الأعضاء في المختبرات) تحمل وعودا كبيرة، إذ يقول جويته: “من بين الخطوات التالية، سيكون الهدف هو تحسين وسائل استنبات خلايا القلب، فإنتاج قلب بشري واحد وزرعه يتطلب عشرات المليارات من الخلايا الجذعية، وتعتمد التقنيات على تحسين الخلايا لتلائم وظائف أنسجة القلب هندسيا ودمج الأنسجة لتفعيلها في قلب المتلقي.”