ن… والقلم.. لا نموذج ولا تجربة ؟ !

عبدالرحمن بجاش
يذهلك الأمر وأنت تذهب بناظرك إلى طول الخارطة العربية, وعرضها, النتيجة النهائية تقول: لا تجربة ولا نموذج, فما بالك بالشفافية, والحكم الرشيد, ومصفوفة حقوق الإنسان, التي أولها التداول السلمي للسلطة, حيث يكون بإمكان كل مواطن أن يحلم ويطمح ويصل !! . كم من الوقت أهدر في خطابات, وبيانات, واستنكار, وتنديد, ووعيد لإسرائيل تبين أنه لخدمتها !!, ومنذ اللحظة التي تخلصت فيه المنطقة العربية من الاستعمار وعهود ملكية بائدة, حتى تبين أن الاستعمار خرج من الطاقة ليعود من الباب, ويستقبل بكل حفاوة واحترام, وتبين أن ما أسميت بالعهود البائدة, ذهب ملوكها وأتى جنودها !!، لذلك انطبق ما قاله خوزيه ريزال أحد أبطال الفليبيبن القوميين على الحال في العالم العربي: (( لا نريد الاستقلال, لآن عبيد الأمس سيعودون حكاما مستبدين )), وخو سيه ريزال ستجدونه مذكور في رواية السنعوسي الكويتي في تحفته الأكثر من رائعة روايته (( ساق البامبو )) التي انصح إذا أنا بالفعل في موقع الناصح بقراءتها ممن يقرأون، وإذا قرأوا يفهمون، وإذا فهموا فليس كالعرب بالمقلوب، وأنظر فمن مغرب الوطن إلى مشرقه لن تجد تجربة ولا نموذجا يستحق أن يشار إلى احدهما أو كليهما !!، في الجزائر كان ثمة جنين بدأت ملامحه تتشكل فقضى عليه انقلاب الرفاق على الرفاق !!، وفي ليبيا أضاع العقيد في اغرب حكم عرفته المنطقة وربما العالم على ليبيا، التي تبحث الآن كيف تعود إلى بداية طريق السنوسي التي يبكي عليه الليبيون، وأغرب مشهد عرض أمام العالم مشهد العقيد وهو يتساءل مندهشا: (( شو في ))، بمعنى أنه كان مغيبا طوال الوقت لا يدري بما يدور حوله، ويظل يلت ويعجن حكاية (( حكم الشعب لنفسه )) . الملكيات في الوطن العربي أكثر استقرارا من أنظمة تقدمية لم تظهر تقدميتها إلا في استمرار رؤوس الأنظمة على الحكم سنين أطول من الملوك !!!، والملوك تمسكوا بكل شيء، فبرغم الأمن والأمان في بلدانهم لم يتقدموا خطوة واحدة تؤسس لنموذج وأحد أو تجربة فريدة في الحكم والتنمية وحقوق الإنسان، !!!، وشكل من أشكال التنمية (( دبي )) صحيح أنها منظومة ماليه طويلة عريضة لكنها لم تقدم تجربة ذات بعد فكري أو إنساني كماليزيا مثلا أو سنغافورة، ولذلك تجد الهاجس الأمني يتغلب على كل هواجس وقلق الكون !! ولم يتساءل أحد فيها أو يحتج على إيقاف مجلة (( دبي الثقافية )) !!!، ومصر يكون السؤال الأهم: ما السر في أن منجزات عبدالناصر جرفت بسيول !!!، فضرب القطاع العام، ونسيت ثورة يوليو، وعادت مصر دولة عادية بعد أن كانت قائدة ل 18 عاما، ألا يقول ذلك بضرورة إعادة القراءة ؟؟؟ . في العراق كان ثمة جنين آخر قتله الغرور الشخصي، حيث اختزل العراق العظيم بشخص، برغم أنه حقق الكثير، ليهدر اللبن في أشهر !! .
والكويت القومية ما تزال مذهولة، حتى مجلة ((العربي)) لم تعد جامعة للعرب كما كانت !!، واليمن ؟ أين اليمن ؟ . كل هذا العقم العربي، ما هو سره ؟؟ . لله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا