أدوات المؤامرة..مومس عمياء في مصب اللعنات
زكريا الشرعبي
يبدو أن إدارة المؤامرة الكبرى على الوطن العربي قد أجمعت أمرها على التوصل إلى حل عقد الصراع التي أنشأتها قبل خمس سنوات مقتنعة بفشلها أمام الإرادة الفولاذية للقوى الوطنية في اليمن وسورية وصمود الشعبين اليمني والسوري, راضية بالسلام كأعلى ما تستطيع الوصول إليه مقابل استعادة قليل من ماء وجهها أو أملاً في مصالح يخبئها المستقبل متخلية عن كل أدواتها المستخدمة خلال المرحلة الماضية ,معلنة انهزامها بالتخلي عما كانت تراه خيارات ضرورية وحتمية كرحيل الرئيس السوري بشار الأسد والاعتراف به رئيسا شرعيا لسورية وكذلك التخلي عن إعادة الفار عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء؛ والاعتراف بشرعية القيادة الثورية والأحزاب السياسية الرافضة للعدوان كممثل رسمي للشعب اليمني.
ماهي الأسباب التي قادت إلى هذا التغير في السياسة الغربية الأمريكية؟ ؛لا أظن أننا بحاجة لذكرها وإذا كانت سورية محور الارتكاز في قلب منظومة المؤامرة على ما تبقى من الشعوب العروبية واليمن محور الدوران في عملية الإطاحة بهذه المنظومة فتفاصيل خمسة أعوام من المؤامرة الكبرى على الجمهورية العربية السورية ونتائج حرب كونية غير مسبوقة المثل على اليمن كفيلة بأن تغير مجرى التاريخ ليس فقط السياسة الغربية الأمريكية .
يجدر بنا التوقف هنا قليلا ليس لنبحث عن ماذا بعد هذا التغير -الذي أنجزه الصمود اليمني السوري- بالنسبة للدول التي استهدفتها المؤامرة فملامح المستقبل لهذه الدول س ترسم –لاشك-بالانتصارات العظيمة التي عكست نتائج المعادلة التي راهن عليها العدو ومايجدر علينا التوقف من أجله هو أن نسأل عن موقع الدول والمشيخات وحتى الأفراد التي تآمرت مع الآخر على إخوانها وخانت وطنها وعروبتها لأجل تنفيذ مؤامرة تفتيت الشعوب العروبية وتمزيق نسيجها الاجتماعي.
ماهو موقع مملكة بني سعود التي راهنت على تمزيق سورية وكسر اليمن لصالح الصهيونية الأمريكية الأوربية؟ ماهو موقع العملاء اليمنيين والسوريين الذين ظنوا بالعدو حضنا خالدا لهم وارتموا فيه ليوجهوا البنادق والصواريخ على أهلهم وعشيرتهم. ماهو موقع مشيخة قطر, الإمارات , تركيا, السودان…إلى آخر القائمة من المصطافين ركوعا في محاريب العمالة. اليوم تتخلى إدارة المؤامرة عن كل هذه الدويلات الخائنة وتستسلم لفشلها راضخة لسلام يملي شروطه المنتصرون على هذه المؤامرة الصامدون في وجه صلفها منذ أعوام وستبقى هذه الدويلات منبوذة تلطخ أياديها دماء شعوب أغرقت في قتلهم وتطرفت في إشعال حقد قلوبهم .
أوباما بعد أن مد يده إلى إيران ووقع معها على الملف النووي رغما عن أنف السعودية ؛يعلن أن السعودية مصدر تمويل الإرهاب في العالم ,”ترامب” يهدد هذه المملكة,الصحف الأمريكية والأوروبية التي كانت تؤيد العدوان على اليمن تعري هذا العدوان وتحاكم جرائمه ,الإتحاد الأوروبي يمنع بيع السلاح إلى السعودية ,تونس ,الجزائر تنفض من دائرة الخنوع وترفضان إتباع المملكة بتصنيف حزب الله جماعة إرهابية. ,العالم كله يخضع لصمود الجمهورية العربية السورية ويوافق على حوار تملي شروطه القيادة السورية ,السعودية ومرتزقتها وحلفاءها أصبحت مثل مومس عمياء قضى الجميع منها وطره ثم رماها على قارعة الطريق فلا هي تستطيع العودة إلى أهلها ولا جمالها بالذي يغري أرباب العلاقة العابرة فيتهافتون عليها ولا سمعتها حسنة ليتصدق أحدهم بإيوائها. باختصار أصبح على كل من شارك في تنفيذ المؤامرة على العروبة أن يبحث له عن موقع في المستقبل فقد فشلت المؤامرة وتخلى عنه المتآمرون.