للأسرى في الإسلام حقوق عظمية وفي شتى الجوانب الإنسانية والاجتماعية والمعيشية لا يجوز انتهاكها تحت أي مبرر كان، وما حدث مؤخراً من عملية تبادل الأسرى خطوة إيجابية، غير أن الأسير اليمني لا زال يعاني من تلك التصرفات السيئة التي يلقاها في سجون الإرهاب السعودية، حيث يفتقد الأسير إلى أبسط حقوقه تحت وطأة الظلم والجبروت والمعاملة اللاإنسانية .. علماء ودعاة أوضحوا تلك الحقوق في الإسلام في سياق الاستطلاع التالي:
استنكر العديد من العلماء ما تلقاه الأسرى اليمنيون في السجون السعودية من تعذيب وبمختلف أشكاله من كوي بالنار وخلع الأظافر والجلد، واعتبروا ذلك انتهاكاً لحقوق الأسرى وهو عملا لا يمت للإسلام ولا للأخلاق القيمة ولا القيم الإنسانية بصلة.
وهو ما تحدث عنه العلامة عبدالله الهمداني والذي ضرب أمثلة ومواقف من تعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الأسرى ،مستشهداً بموقف فتح مكة الذي قابلوه بالعداء والقتال والتكذيب إلا أنه امتثل إلى الصفح والعفو عنهم فقال لهم: (ما ترون أني فاعل بكم، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء).
وقال الهمداني: إن الرسالة الإسلامية جاءت رحمة للعالمين وأن الأسير هو في ذمة المأسور لديهم ويجب أن يراعو حق الله فيه وحق آدميته ولا يبطشوا ويتجبروا باعتباره الكائن الضعيف بينهم فلا سلاح لديه ولا زاد ولا ملاذ، وأي انتهاك بحقه هي جريمة تجرمها كل الأديان السماوية والقوانين الدولية.
وهو ما تحدث عنه فضيلة العلامة مصطفى الريمي والذي قال: بين لنا أهل العلم أن الحكمة من اتخاذ الأسرى هو الحرص على إنهاء الحرب بأقصى سرعة ممكنة حتى لا تطول فتهلك الحرث والنسل ولهذا فالأسير هو في حكم الحماية حتى تضع الحرب أوزارها كما بين ذلك وشرحه القرآن الكريم، ولهذا يجب أن يلقى الأسير حماية تليق بإنسانيته وبإسلامه من لطف وحسن تعامل كما في قوله تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا) فإذا كان الأسير الكافر دمه معصوم فما بالكم بالأسير المسلم الذي هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من استباحة دم امرئ مسلم.
وأضاف: إن هذه التصرفات الهوجاء وغير المسؤولة فاجعة تبين الحال الذي وصلت إليه ضمائر وقلوب وأين أصبحوا من الدين وشرائعه ونهجه حتى صاروا يقتلونا ويعذبوا أسرانا وباسم الدين وينتهكوان أبشع الجرائم وباسم الدين أيضا.. إننا بحاجة ماسة إلى العودة الصادقة لكتاب الله وسنة نبيه والاحتكام إليهما لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، ويعم الأمن والاستقرار ربوع بلادنا وينجينا من آل سعود وتحالفهم الشيطاني.
ويؤكد العلامة إبراهيم العلفي أن للأسرى في دين الحبيب حقوقاً كفلها لهم ولا يستهان بها كالحق في المعاملة الحسنة والطعام والكسوة ,حيث يقول صلى الله عليه وآله وسلم: استوصوا بالأسارى خيراً، حيث كان يطلق سراحهم بلا فداء امتثالاً لقوله تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) ولنا في الصحابة مثالاً على ذلك في المعاملة الطيبة للأسرى ,حيث يقول لمصعب بن عمير، وكنت في نفر من الأنصار فكانوا إذا قدموا غذاءهم وعشاءهم أكلوا التمر وطعموني البر، لوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول أبو العاص بن الربيع (كنت في رهط من الأنصار جزاهم الله خيراً كنا إذا تعشينا أو تغدينا أثروني بالخبز وأكلوا التمر والخبز معهم قليل، والتمر زادهم حتى أن الرجل تقع في يده كسرة فيدفعها إلي)، وكان الوليد بن المغيرة يقول في ذلك: (وكانوا يحملوننا ويمنعون) .
وتساءل : يا سبحان الله أين نحن من تلك الأخلاقيات والقيم الإسلامية التي دعا إليها إسلامنا، فما حدث اليوم من انتهاك لحقوق الأسرى وفاجعة بحقوق الحقوق الإنسانية للأسير اليمني من انتهاكات في سجون السعودية من تعذيب بمختلف أشكاله من كوي بالنار وخلع الأظافر والجلد وحرمانهم من الطعام والشراب وغيره من أنواع التعذيب .. فاتقوا الله في هؤلاء الابرياء وعودوا عودة صادقة إلى كتاب الله وسنة رسوله واقتدوا بنهجه.