بعد أن يؤدي الفنان المحترف دوره الإجراميّ في عمله الفني بإتقان.. يعود لمنزله مزهواً.. لكنه يفكر بردود أفعال الجمهور حول عمله.. ويحسب قيمة الخسارة التي يمكن أن يجنيها من جمهورٍ يحبه ، لكن لا يريد أن يراه في دورٍ عدوانيّ.
أما السياسي السلبيّ المحترف حين يؤدي فعله الإجراميّ بالمجتمع من حوله أو وطنه فإنه يدركُ في قرارة نفسه أنه مُذنب.. حتى وإن حافظ على تماسكه وهدوئه حال عودته لمنزله فإنه سيفكر كثيراً بنتائج جرمهِ على نفسه ومستقبله الشخصيّ.. لكنه وللأسف الشديد نادراً ما سيفكر بالنتائج السلبية من جريمته على الجماهير التي تزداد كُرهاً له.
تذكرتُ هذا وأنا أشاهد أحد أعمال ” الزعيم ” عادل إمام ، والذي يدرك جيداً كيف يحافظ على مئات الملايين من جمهوره ، حتى وهو يؤدي الأدوار الإجرامية.
وطرأ لي تساؤل بسيط : لماذا لا يأخذ الساسة العرب حكمتهم من ” الزعيم ” عادل إمام في الكثير من أعماله الفنية التي قام بأدوار المجرم فيها؟ وكيف يمكنهم التكفير عن ذنوبهم والتراجع عن الاستمرار فيها مع كسب المزيد من تعاطف الجمهور بل والتبرير له بشتى الوسائل طالما والكثير منهم يعتقدون فيه نبُلاً خفيّاً وظاهراً مهما تمادى – بنظرهم – في جرائمه ، وكيفية الخلاص منها بالمبادرة للإصلاح وحُسن النية حتى وإن دفع الكثير من الأثمان.
ينبغي الإشارة هنا إلى أنّ ما نشاهده من أعمال فنية خصوصاً في السنوات الأخيرة هو نتاج واقعٍ مضى.. أو احتمالات واقع سيأتي.. وهنا المحكّ.