م. زكي حاشد*
ولكن العدوان وأياديه سيظل مستمراً لأن له مخططاً واستراتيجيات وأهدافاً لم تتحقق بعد ولم تكتمل كما خطط لها ، إضافة الى ان هذا العدوان مرتبط بمصالح استثمارية دولية ولدول عظمى هي من تدير هذا العالم وفقاً لخططها ومصالحها ، ويقوده اكبر الدول النفطية وأغناها في المنطقة وهي في نفس الوقت (الدول المعتدية) تمثل وترعى مصالح هذه الدول العظمى بشكل مباشر ، بالمقابل فإن اليمن وهي الدولة المعتدى عليها لأتمثل في حقيقة الأمر أي ثقل او مصالح في المنطقة (بنظر العالم) وهي دولة فقيرة ومحدودة الموارد اقتصاديا ولا ترتبط بمصالح كبيرة مشتركة مع كثير من دول العالم ، إضافة الى وضعها الراهن كدولة منزوعة السيادة وتفتقر لأبسط العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع العالم الخارجي وفي ظل غياب لمؤسساتها وهيئاتها الرسمية بعد ان تعرضت لخيانة وطنيه منها ومن قبل قيادات عميلة غير شرعية شرعنت لحرب وعدوان وحصار غير مشروع عليها.
حيث أصبح هذا العدوان على اليمن فقط يمثل قضية إنسانية مرتبطة بالإبادة الجماعية للشعب اليمني وارتكاب جرائم حرب لا إنسانية واستخدام أسلحة محرمة دولياً وفي فرض حصار لاإنساني جائر على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً ، والقضايا الإنسانية في عالم اليوم ليس لها أي قيمة او تأثير ، وتغيب في عالم وسياسة المصالح التي تحكم العالم …
من هنا وبعد مرور عام كامل من العدوان حري بنا ان نقف وقفة للتأمل
“في استراحة محارب” من خلال القراءة والتحليل لاهداف وإستراتيجية العدوان وتقييم نتائجه (سلباً وايجاباً) ، وكذا تقييم ادارة معركتنا خلال فترة عام في مواجهة هذا العدوان ، واستنباط مكامن القوة والضعف فيها والاستفادة منها في تعزيز الإنجازات والنتائج التي تحققت وكذا سد ومعالجة اي ثغرات او سلبيات برزت خلال هذه الفترة من العام الذي مضى.
فالجميع بات يعلم يقينا ماهي أهداف واستراتيجية العدوان الحقيقية الأساسية وهي باختصار :
* الهدف الأول :
ضرب وتدمير اليمن دولة وشعباً وتدمير كل مقدراته وبنيته التحتية حتى تظل اليمن كدولة منزوعة السيادة وتحت السيطرة والهيمنه لحكام آل سعود
* الهدف الثاني :
تقسيم اليمن على أساس مناطقي ومذهبي لغرض خلق صراع دائم ومستمر بين أبناء الوطن الواحد …
وهذا ما يؤكده طبيعة الصراع وتعكسه عمليات المواجهة في الجبهات ( جبهة الجنوب – عدن وحضرموت ، جبهة تعز ، جبهة مارب … ) وما يرافقها من شحن إعلامي طائفي ومناطقي موجه يغذيه العدوان عبر مكنته الإعلامية واقلامه المأجورة وأدواته في الداخل والخارج ..
* الهدف الثالث :
يأتي في إطار استعراض القوة العسكرية للعدوان السعودي لفرضها وإظهارها كقوة عسكرية ومحورية في المنطقة ( كقوة بديلة عن القوة المصرية) ، وكقوة محورية موجهة ضد توسع القوة (الإيرانية) -البعبع- الإيراني في المنطقة …
– وهذا ما يؤكده تشكيل الحلف العدواني الذي يشن الحرب والعدوان على اليمن.. الآن تحت هذا المسمى.
– تشكيل تحالف آخر تم الإعلان عنه أيضا تحت اسم ( التحالف الإسلامي ) يضم عدد من الدول الإسلامية المنضوية فيما يعرف بمنظمة الدول الإسلامية التي تقودها المملكة السعودية ، وقد أسس (إعلامياً) هذا التحالف ودعى له حكام ال سعود وتم إعلانه بشكل انفرادي.
– بالإضافة إلى المناورة العسكرية التي نفذت مؤخرا وعرفت باسم (رعد الشمال) .. وحضرها بعض زعماء هذه الدول …
كل هذا يصب في إطار هذا الهدف … والذي عززه أيضاً التوجه الإعلامي والخطاب السياسي الواضح للعدوان في خلق محور- وهمي – (سني) موجه لمحور آخر – وهمي – (شيعي) ضد ايران ….
* الهدف الرابع :
وهو مرتبط بالوضع الداخلي وبالأخص بين إفراد الأسرة الملكية – آل سعود – في محاولة لتنصيب وفرض ابن الملك سلمان – محمد بن سلمان -(وزير الدفاع حالياً) ملكا بدلا عن أبيه او ان يرثه من بعده مباشرة، بالمخالفة لنظام البيئة الذي يحدد كيفية نقل السلطة بين الإخوة في الأسرة الملكية … وذلك من خلال إبرازه في هذا العدوان كرجل عسكري قوي ومسيطر … هذه هي أبرز وأهم الاهداف الاستراتيجية للعدوان ،،،،
اما ما يرافق هذا العدوان من تضليل إعلامي وزوبعة وشعارات ما درج وصفه بـ”إعادة الشرعية” إنما هو مجرد تغطية لتمرير هذا العدوان لتحقيق اهدافه…
ومن هنا يمكننا ان نستخلص الموقف بالقول بأنه بات الآن على الطرف الوطني اليمني الذي يتصدى للعدوان وحقق انتصارات وصموداً عسكرياً لايستهان به ، وبعد كل هذا التلاحم والصمود الشعبي والوطني الملحمي وما قدم من تضحيات جسيمة حتى الآن، ان يتعامل بحرص ومسئولية في دراسة وتحليل كل المواقف والمحطات السلبية منها والإيجابية ، التي مر بها وواجهها خلال عام الصمود والاستفادة منها في إعداد الخطط والاستراتيجيات المناسبة (سياسيا ، عسكريا ، إداريا) ، والاستعداد لمواجهة العدوان في عام الحسم والنصر الأكيد الموعود بإذن الله لشعبنا اليمني الصابر والمكافح وتحقيق الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في ربوع وطننا الغالي والعزيز .
………………
رئيس تكتل مهندسون ضد العدوان ..