مارس .. آلامٌ وآمال
عبدالرحمن غيلان
كل عامٍ وشهر ” مارس ” يمثّل لنا ذكرى الاحتفاء بنصف المجتمع ، وذكرى الابتهاج باستشعار روح الأمومة ، وذكرى الانتشاء بعالم المسرح .. لكنّ العدوان السعودي الأمريكي أبى إلا أن يجعل من شهر مارس ذكرى أليمة يندى لها جبين الإنسانية ، ويقشعرّ من جرائمها كل حرّ . في ذكرى يوم المرأة العالمي 8 مارس قتل العدوان السعودي الأمريكي نساء اليمن ، وفي ذكرى عيد الأم 21 مارس قصف العدوان السعودي الأمريكي أجساد وأرواح أمهات شهداء اليمن ، وفي ذكرى شهداء مجزرة الكرامة 18 مارس ابتدأ العدوان شمولية قبحه باغتيال المثقف الموقف الشهيد / عبدالكريم الخيواني ، وفي اطمئنانه البلد غدر العدوان السعودي الأمريكي في 26 من مارس ببلدٍ بأكمله ، وفي ذكرى يوم المسرح العالمي 27 مارس يستمر العدوان السعودي الأمريكي في حصاره الغاشم على كلّ منافذ العيش الكريم في اليمن التعيس بعمالة وخنوع بعض أبنائه الذين جعلوا أنفسهم وقوداً لعهرٍ أخلاقيّ وإنسانيّ واجتماعيّ حين أباحوا وطنهم لأقذر مخلوقاتٍ على وجه الأرض . ورغم كلّ تلك العنجهية المقيتة ، والعدوان القميء ، برزت انتصارات هذا الوطن كأروع ما يكون ، ولم يعرف العصر الحديث صموداً أسطورياً أمام جحافل العدوان وتحالفاته وأدواته في الداخل والخارج كصمود هذا الوطن الذي نراه اليوم متألقاً في مواجهته للغزو ، ومدركاً لعوامل النصر ،ومعتزّاً بانتمائه لهذا الوطن الأبيّ أكثر من أيام العدوان الأولى .. ذلك لأنه وطن الصبر ، وأرض العطاء ، وميدان تفتيت المؤامرات المشبوهة مهما تفنّن منظّروها ومنفذوها في توجيه واستيراد عوامل التدمير لهذا الوطن . نعم ، هذا هو شهر ” مارس” الذي استمرأ الحاقدون فيه عدوانهم العسكري رغم عدوانهم المتعدد الوجوه عبر عقودٍ سابقة من الزمن ، إلا أنه سيظلّ شهر الانطلاقة الكبرى نحو القضاء على منابت العدوان ، وكسر شوكة الهيمنة الخارجية على اليمن الكبير .