هذه ليست ثقافة تعز

أحمد يحيى الديلمي

كيف لمن لا يحترم  نفسه ولا يعتز بذاته ولا يمتلك  إرادة أن يحترم إرادة الآخرين  ويراعي حقهم في الحياة بعزة وشرف وكرامة .
بهذه  العبارات  أختزل أحد المواطنين الأوفياء من أبناء تعز مشهد القتل والسحل والتنكيل والأعمال الإجرامية التي طالت أبناء المدينة الشرفاء مضيفاً : مثل هذه الأعمال الإجرامية  البشعة المجردة من البعد الروحي والصفات الإيمانية والقيم الإنسانية لا تمت بصلة لثقافة  وقيم وأخلاق أبناء تعز .
توقف عن الكلام برهة يمسح الدموع المترقرقة بعينيه أطلق نفساً عميقاً  نفث عبره الحسرة والأحزان  التي ألمت به بعد انقضاء  سبعين عاماً من عمره  قضاه متنقلاً بين تعز وعدن وصنعاء  يفاجأ بمثل هذه الأعمال البشعة . ثم أضاف :  طوال السنوات التي انقضت من عمري لم أسمع عن مثل هذه الخزعبلات والموجات الطائفية والمذهبية وما ترتب عليها من جرائم قذرة . حتى في وجود الاستعمار البريطاني  ، ظل أبناء اليمن أخوة متحابين يعبرون عن هوية وطنية واحدة يرفضون معها الانزلاق إلى مجاهل المناطقية أو الطائفية للأسف هذه المظاهر وجدت المناخ الملائم بعد أن توفر المدد من الدول التي تتاجر بالمبادئ  وتشتري  الضمائر كلما وجدتها  معروضة  في سوق النخاسة بغية الاستتباع والإلحاق وإدخال  الإرادات المهزومة في حيز فراغات ذهنية  مخيفة تنحدر بالأشخاص  والكيانات السياسية  إلى مزالق  العمالة والخيانة والتحول إلى عصابات إجرامية  تخضع لإرادات  من يدفع أكثر وهذا هو حال المرتزقة  والجماعات التي ترتكب أبشع الجرائم  في تعز . الهدف واضح يسعى إلى تعميق الشرخ الاجتماعي  واستدراج المحافظة إلى مربعات العنف والاقتتال  الطائفي  بأساليب مكشوفة  عكست نهج وثقافة وأخلاق وقيم العدو الأساسي  المتمثل في نظام بني سعود .
ما يحمد لهذا العدوان أنه اسقط أقنعة الزيف عنه وأماط اللثام عن الوجه الحقيقي القبيح وما يكنه لليمن كل اليمن من حقد هستيري لم يشهد له التاريخ مثيل فلقد أوغل في التوحش  وأفرط في استعمال القوة التدميرية سواء عبر الضربات الجوية أو  من خلال جموع المرتزقة ممن يراهنون على كرامة الوطن ويمثلون غطاء لترجمة رغبات العدو التاريخي  المزمنة في سبيل استعادة الهيمنة وإخضاع الإرادة  والقرار اليمني  لسطوة وتحكم بني سعود ، وهو ما أسقط المرتزقة في وحل الارتهان والتبعية المهينة . فماذا ننتظر من هذه الجماعات  وقد تجردت من أحاسيس الانتماء للوطن ومشاعر الولاء لمسقط الرأس ؟ ما أجزم به أن أمثال  هؤلاء  غرباء على ثقافة أبناء تعز  وعلى ثقافة الانتماء والمواطنة بكل تفاصيلها وان من يمدهم بالسلاح  والمال ملأ رؤوسهم بأقنعة الزيف  وعواطف التشدد والتطرف المعزز بكم هائل من الأفكار الظلامية التي تستخف بحياة البشر وتقدس ثقافة الفناء  . انتهى كلام العم  عبد الله احد تجار شارع جمال بصنعاء كان الرجل صادقاً وهو يعبر عن مشاعره تجاه المظاهر الشاذة التي تعني الإصرار على سفك المزيد من الدماء وتعميق الجراح  ، كلهم أدعياء خانوا الوطن وباعوه بأبخس الثمن ويتباهون بانتصارات وهمية يغطيها ويسوق لها التضليل والزيف الإعلامي الواسع.
مما يثير السخرية  والدهشة أن هناك في الداخل من يدافع عن هذه الجماعات الجانحة ويبشر بقوات التحرير القادمة من خلف الحدود ، أليست الصورة مخجلة ومقززة ؟ أن نجد يمنياً يتعاطى مع الواقع بهذا السخف يغطي على الجماعات الإرهابية  ويمنحها صك الشرعية  بإلباسها ثوب المقاومة  ويعتبر الغازي المحتل محرر صاحب  قضية والجيش الوطني واللجان الشعبية  محتلين ، أليست قمة المهزلة ؟ ورائحة الموت لا تفارق سماء الوطن والطائرات لا تبرح سماء كل  مدينة وتقتل الأطفال  والنساء وتدمر الحياة  نجد يمنياً يبرر هذه الممارسات  الإجرامية  ويعتبرها أفعالاً محمودة ، لا شك انه تخطى ثقافة  الولاء والانتماء وأصبح عدواً متربصاً بالوطن وكل مواطن فيه ومن الله  نسأل الهداية .. لأمثال هؤلاء وللمدعو عز الدين الأصبحي على وجه الخصوص .
أقول له لا تفرح أن الله لا يحب الفرحين كل مؤامرات وخطط الأعداء ستتهاوى أمام عظمة وصمود وإرادة أبناء الوطن الشرفاء وفي المقدمة أبناء الجيش واللجان الشعبية الذين أذهلوا العالم بالصمود وقوة الإرادة من نصر إلى نصر إن شاء الله .

قد يعجبك ايضا