الإدارة المدرسية المتطورة
عصام حسين المطري
المدرسة قلعة إشعاع ومصباح نور يرسل أشعته لينير القلوب المظلمة التي أكل عليها الدهر وشرب، وهي مصنع للرجال والكفاءات التي تزود بهم المجتمعات، فمن بين يدي المدرسة يتخرج الصحفي والطبيب والضابط والمهندس والطيار، فهي تصقل المواهب، وتعد القدرات وترفع من معنويات الكوادر في مختلف الميادين والحقول والمدرسة ترجمان للمناهج والمقررات الدراسية السنوية فهي زاد لذيذ على طريق العلم والثقافة والمعرفة، وهي أداة من أدوات الرقي والانبلاج والتحديث والتطور، كما أنها وسيلة من وسائل الازدهار والتمدن.
* إن للمدرسة وظائف عديدة، ومهام جزيلة، لا تتمكن بالقيام بها خير قيام إلا من خلال إدارة مدرسية كفؤة ومتطورة ذلك لأن الإدارة المدرسية هي منح العمل التعليمي والتربوي، فكلما كانت المدرسة متطورة وراقية لابد وأن تكون الإدارة المدرسية متطورة وراقية ذلكم لان الثانية قد أوجدت الأولى لذلك فنحن نسعى سعياً حثيثاً من أجل إيجاد الإدارة المدرسية المتطورة كخطوة صائبة على طريق التصحيح والبناء في الحقل التعليمي والتربوي, إضافة لكونها نقلة متقدمة في اتجاه ايجاد المدرسة المتطورة التي تقوم بوظائفها ومهامها خير القيام.
* فالإدارة المدرسية عبارة عن طاقم مترابط ومتكامل من القادة التربويين كالمدير أو المديرة والوكلاء والسكرتارية وبعض الإداريين حيث ينبغي علينا أن نعدهم ونؤهلهم إعداداً وتأهيلاً مناسباً وسليماً في مختلف جوانب العمل الإداري المتنوع عن طريق تكثيف الدورات التأهيلية في مراكز مختلفة في المديريات والمناطق التعليمية والتربوية في العديد من محافظات الجمهورية اليمنية على أن يكون هنالك مراعاة وخصوصية لمدارس ومديريات الريف مثلما أشرنا في الحلقة السابقة إذا أردنا تجويداً رائعاً وراقياً للتعليم فإنه يتوجب علينا مسبقا الاهتمام بالإدارة المدرسية والعمل الجاد والمثمر بغية تطويرها، بما لا يتعارض مع الفلسفة التربوية السائدة في البلاد وبما يتماشى مع القوانين واللوائح التربوية المنظمة، وبما يتواكب مع روح العصر، والنأي بالمدرسة والإدارة المدرسية عن الحزبية ومهاتراتها النتنة، والابتعاد التام والقاطع بالإدارة المدرسية عن الفساد المالي والإداري والأخلاقي، وتمثل النزاهة ودماثة الأخلاق.
* ويحسن بنا ونحن في معرض حديثنا عن تطوير الإدارة المدرسية أن نشير وبشيء من الايجاز إلى ضرورة ايجاد المدرسة النموذجية التي يتوافر فيها مقومات المدرسة النموذجية كالإدارة المدرسية المتطورة إلى جانب تشجيع الطلاب في الصفوف العليا من التعليم الأساسي والثانوي على الاطلاع الخارجي المكثف حيث يجب ألا تخلو المدرسة من المكتبة الحديثة المزودة بأرقى قصص الأطفال وعناوين الكتب الشيقة إضافة إلى مكتبة الفصل التي تحوي أيضا على كتب ممتازة وقصص للأطفال عظيمة من الصف الرابع الأساسي حتى يتفتق ذهن الطلاب.
* وتبرز الحاجة من تطوير الإدارة المدرسية بمصفوفة متكاملة من العطاء التعليمي والتربوي الذي يشجع الطلاب على النشاط المدرسي الممنهج، وجعل النشاط المدرسي قرين المنهج التعليمي والتربوي بحيث تتولى الإدارة المدرسية ومن خلال المعلمين والمعلمات وظائف ومهام تشكيل الجماعات المختلفة في المدرسة كجماعة الكشافة والمرشدات وجماعة الإعلام المدرسي وجماعة الهلال الأحمر وجماعة النظافة وغيرها الكثير من الجماعات.
* وحتى نمتلك عصا سحرية لتغيير الواقع التعليمي والتربوي من مدخل تطوير الإدارة المدرسية فإنه ينبغي علينا الانفاق بسخاء على التعليم والتربية صوب رفع رواتب المعلمين والمعلمات والتربويين والتربويات واعتماد التأمين الصحي الذي تتكفل به الدولة لجميع منتسبي السلك التعليمي والتربوي مع ضرورة صرف حافز وبدل انتقال وثمن العلاج شهريا من ميزانية وزارة التربية والتعليم شهريا وذلك لجميع المعلمين والمعلمات والتربويين والتربويات من أجل تغيير واقع التربية والتعليم إلى الأفضل.
* فالاهتمام بالتعليم والإنفاق عليه بسخاء بوابة مشرعة إلى رحاب النهوض والتقدم في مختلف مجالات الحياة العامة فأمريكا على الرغم من ضلالها غزت سبق الاتحاد السوفيتي عليها في ارتياد الفضاء إلى قصور في التعليم على أن خبير أمريكي اقتصادي أرجع سبب الأزمة الاقتصادية التي منيت بها الولايات المتحدة الأمريكية ذات مرة إلى قصور في وظائف ومهام التعليم فوثبت أمريكا واهتمت بالتعليم وأنفقت عليه بسخاء حتى نهضة في جميع مجالات الحياة والله المستعان على ما يصفون.
*الإعلام التربوي بديوان وزارة التربية..