ن…..والقلم…ما بالنا ؟ !

عبدالرحمن بجاش
● كان المساح والقباطي رحمه الله , إذا زوًدا با (المزاح) في مدرج الظرافي حين يكون شعب صنعاء طرفا في مباراة , فاعلم أنهما يهربان من السياسة !!! , إذ تأتي لحظة يكون عليك فيها أن تهرب من أردأ طريقة تمارس فيها السياسة في هذه البلاد , وهذين اليومين عليك أن تنأى بنفسك عن لحظة يبدو فيها الكثيرون وقد وضعوا عقولهم – على طريقة جحا حين كان ينسى رأسه في البيت ويخرج – في غرف نومهم وخرجوا يهرفون بما لا يعرفون , ويلقون الكلام على عواهنه , كذلك الذي قال بأنه (يلعن الناس بعد كل صلاة)!! . تبدأ الحياة أو هو جوهرها وتنتهي بالخلق , فإما أن تكون صاحب خلق رفيع أو فلتذهب إلى جهنم , أنا لا أدري كيف يستقيم القول انك (( تصلي )) وتقول أنا العن الناس بعد الصلاة !!! محمد بن عبد الله لم يقل انه بعث ليلاعن الكفار أو غيرهم , بل قال : (( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) . رئيس الوزراء الياباني وأنا هنا أكررها للمرة الثانية من ضمن أسرار المعجزة اليابانية وليس اليمنية قال: إضافة للعمل والعلم (( الأخلاق )) , وما لم تتسيد الأخلاق حياة أي شعب فعليه أن يحضر نفسه للذهاب إلى الجحيم . وأنا أقف انتظر الولد يمر علينا في شارع الخمسين وبنتي وبنت خالها بعد خروجنا من البسمنت ظهر السبت بعد أن حضرنا لحظات كانت أجمل ما في اليوم , بالطبع وفي الطريق الترابية الصغيرة , أحدهم مر مفحطا بسيارته وغمرنا نحن الثلاثة بالغبار , قالت ابنتي : هذا كان معنا !! , قلت : خلاص نسي الموسيقى وهدوء البيسمنت فقد انضم إلى حلبة المصارعين والملاعنين !! , تذكرت وأنا أشاهد فصولا ما يجري أمامي الحكمة الرائعة التي تقول : (( التخصص الوحيد الذي لن تجده يدرس في جامعات الدنيا هو « الأخلاق « , قد يحمله عامل النظافة !! ويرسب فيه الدكتور !! . الأخلاق تكتسب , ومن البيئة حيث الأساس , مرت الحكمة علي مع كل سيارة وقفت أمامنا , تاكسي يعرض عليك أن يوصلك ومن معك , سيارة فارهة ترى في عيني سائقها ألف مغزى وكذا من بجانبه , ولسان حالهما يقول : (ايش عليك ياعم علقت اثنتين مرة واحدة) , وذاك بشعره الأبيض يقف أمامك : (نوصلكم) تقول له وقد ابتسمت غصبا وتدرك المغزى من وقفته : (انتظر لابني بسيارته , فيرد: يا شيخ الناس لبعضها , فتتركه فيرميك بكلمة (مؤدبه) جدا ويفحط , والبعض الآخر يقف في الاتجاه الآخر يملي عينيه منك ومن (صيدك الثمين) , حفلة زار نظمت أمامي , ومنها أيضا سيارات تدرك من أرقامها أنها قدمت من الخليج يعرض عليك سائقوها غصبا عنك أن يوصلوك , تفهمهم عشرين مرة انك تنتظر سيارتك, ما عد باقي إلا أن يقولوا لك وبصوت واحد: (يا لعين تريد الصيد لك لوحدك , وبعدين اثنتين مرة واحدة , يا بختك يا أناني), مابالنا؟ فقد كنا مؤدبين , إذا شاهدنا امرأة خفضنا رؤوسنا احتراما, وأنا شخصيا اعمل اعتبارا مضاعفا للام الحامل , وتلك التي تحمل طفلها, وتلك التي تمشي مع زوجها في الشارع أو ابنها , ما رأيته أمس يقول بأننا ننحدر وهنا الخطورة حين تهدر قيم جميلة اكتسبتها عبر الزمن . لله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا