إلى هادي الإرهاب وعاصفته اللعينة
علي الشاطبي
صنعاء المحتلة من وكلاء “إيران” كما تقولون أكثر أمناً, جهازا الأمن والمخابرات يعملان بشكل جيد, مسلحو “الانقلابيين” كما تسمونهم يـُؤمِنون إلى جانب قوات الأمن والجيش كل شِبر داخل عاصمة الوحدة.
الخوف والموت يتسللان من الجبهات التي تتقدم فيها جماعات الموت والانتحاريين من الجماعات التي سلمتُم “عدن” إلى أيديها والتي تسعى إلى محاصرة صنعاء بالسيارات المفخخة, والأحزمة الناسفة.
هل لكم أن تتصوروا كم أن المشهد يبدو قاتلاً حينما تخوض دولة بحجم مملكة آل سعود حرباً بربرية وحشية, وتحرق بلداً جاراً لأن أبناءه تمردوا على حكامها عليهم بحثا عن كرامتهم وحقهم في الحياة, فتعاقبهم بقسوة, وتحشد عشرات الآلاف من الإرهابيين وجماعات التكفير والجهاد لمساعدتها على استعادة سطوتها على بلدهم الفقير.
في اليمن وهنا في المحافظات الخارجة عن سيطرة تحالف آل سعود, لا يذبح المسنون, حوادث الاغتيالات لم تعد كما كانت في السابق, بعد أن فـر الرئيس التوافقي المنتهية ولايته إلى عدن التي كانت حينها محروسة بجيش وصمه بالعائلي, قبل أن يستدعي تحالفاً لتأمين عاصمته المؤقتة, ووطنه الذي قال بأنه محتل من المجوس.
في محافظات الشمال تهاوت قلاع الإرهابيين بفعل ضربات موجعة, في الوقت الذي كان هادي يشرعن لتحالف دموي لإعادة توطينهم في عدن, لقد نجح في ذلك, سلم عدن ومحافظات الجنوب لمسلحي تنظيم القاعدة الذين تقاطروا من كل أصقاع الأرض دفاعا عن شرعيته, وقد عادوا بالفعل, ولم تعد معهم شرعية دنبوعهم العظيم.
إنها مأساة حقا لن يتجرع الجنوبيون مراراتها إلا بعد حين, وهاهم الآن يتذوقون علقمها الذي ليس سوى البداية, والبداية فقط.
اليوم صباحاً فتحت ملخصاً إخبارياً لليلة دامية من الليالي التي يُسطر فيها الجيش واللجان صموداً أسطوريا .. قرأت خبراً في أحد مواقعهم يقول بأنهم قاب قوسين أو أدنى من صنعاء . لقد ارتعدت من الرعب, خفت كثيرا, الإرهاب يحاصر مدينتي, الانتحاريون يتخندقون حول حزامهم القبلي .. لم أكد أكمل الخبر حتى قرأت عاجلا يفيد بأن فرع إرهابهم في عدن اقتحم دار مسنين وقتل 17 مسنا بكل وحشية, وقبلها بساعات كنتُ قد قرأتُ عن اغتيال حسين الوحيشي رئيس لجان هادي الشعبية في جعار أبين وشقيقه صالح في حي المنصورة بصورة وحشية.
لا زالت صورتهما وهما مقتولان في سيارتهما يقشعر لها بدني, لم أرد تخيل أن شرعية هادي ستكون القطة التي تلتهم أبناءها, لكن ذلك حدث وبشكل مقزز جدا .
بعدها قمت بالتربيت على كتف ابني الصغير الذي لم يبلغ بعد عامه السابع, وأنا أغطي على عينيه أثناء مشاهدة أخبار القتل والاغتيالات في عدن حتى لا يرى بشاعة ما يحدث, أخبرته أن الإرهاب لم يهزمنا بعد .. ما زال أبطالنا يقاتلونه ببسالة، يتصدون له بكل قوة, ويضحون بِدمائهم الزكية التي تختلط بتراب هذه الأرض اليمنية الطاهرة.
هم لن يهزمونا يا بني.. هَمست في اُذنِيه وأنا المُثخن قلبي بخيانات الأخوة وبائعي الأرض .. قلت له إنها معركة لن تنتهي, وقدرنا فيها أن ننتصر أو نلقي ربنا شهداء قضية عادلة, ودفاع مقدس, وليس صرعى لإرهاب سلمنا له مفاتيح المدن ورقاب المواطنين.
قلت له بأننا لن نكون فخورين حين نسأل بين يدي الله عما فعلناه في مواجهة هؤلاء المتوحشين, نحني رؤوسنا, ونحن العارفين بأننا هللنا لهم كثيراً, دعوناهم كفاتحين, ومجدناهم ليحررونا من “مجوسيين” لم تطأ قدمهم تراب بلدنا, ولم نرهم إلا عناوين على شاشات التلفزة, رغم أننا لم نشاهد أحدهم يقاتل بجانب رجالنا على جبهات الشرف, ولم يحدث أيضاً أن أمدونا بجيش يناصرنا في مواجهة هذا التحالف الإجرامي الذي يقتلنا بدم بارد.
في محافظات الشمال التي لم تُـصب بعد بِـداء الإرهاب يسكن الأمان, نسافر ليلاً ولا يستوقفنا سوى مشاهد الخراب الذي خلفته صواريخ طائراتهم اللعينة, ورجال يقاتلون صقيع برد قارس لتأمين الطرقات والمدن, حينها تغادرنا الدعوات إلى الله ليحكم بيننا وهم بالحق, ويمدنا بنصر من عنده, وصبر ينزل على قلوبنا المدمية وجعاً.
نحن باقون.. لن نغادر.. أطلال منازلنا يقف عليها حلم لم يُـلطخ بعار الخيانة, أطفالنا يرتادون الجبهات كما لو أنهم ذاهبون إلى فصولهم المدرسية, يجيدون الضغط على الزناد والقنص، يفجرون رؤوس الغزاة وشرعية إرهابهم، ويعودون لمدارسهم طلاب نجباء ليكملوا تحصليهم العملي.
قبل أيام تحدث هادي شرعية الإرهاب لصحيفة سعودية عن خونة كُـثر, عن طلاب احتلال ومرتزقة، عن بضعة إيرانيين وجهاز إرسال بصحبتهم، لكنه تناسى أن الخائن هو من استدعى تحالفاً لتدمير وطنه وقتل مواطنيه.
إن الخائن هو من استقدم السفن والبارجات الحربية وأعطى الشرعية والضوء الأخضر لتقصف الطائرات كل شيء, وإن الخائن سيادة رئيس شرعية فندق “النارسيس” هو من يتسول الشرعية من كل دولة ومنظمة, ومجلس دولي إلا من أبناء شعبه.
أيها الرئيس الكارثة جرم الحوثيين الذي لا يغتفر أنهم أرسلوا بضعة منهم للدراسة في “قم” أو تلقى زعيمهم رسالة تضامن من حزب الله أو حركة أمل، أو حتى جماعة أبو العباس, في حين من حقك وحق زمرتك أن تستدعي تحالفاً عسكرياً وتفتح المطارات والموانئ لاستقبال المرتزقة ومن كافة الجنسيات .. من حقك وأنت الأكثر دراية بمن هم الخونة والأوغاد أن تقدم لمملكة العدوان كل المبررات لتهلك الحرث والنسل، لأنك لم تبق رئيسا, ولأن خوفا كاد يـفجر رأس ملك الزهايمر من القدرة العسكرية اليمنية.
أتعرف أمراً أيها الدنبوع .. نحن هنا .. خيار الفِـرار ليس في قاموسنا .. الأرض تمدنا بالقوة والصبر .. وكل الأوطان والملاجئ لا تليق بنا .. أنتم فررتم كالجبناء.. خَسِرتم فشكلتم تحالفاً .. هُـزِمتُم فأسرفتم في القتل والتدمير.. أما نحن فباقون على أرضنا.. يفترش جنودنا الخوف أرضاً, ويلتحفون السماء نصر.. وما بيننا وحكم جماعات القتل والإرهاب باروداً ونار.. ساحات قتال.. وعزيمة لا تلين.
صنعاء لن تكون عدن يا هؤلاء, دار الرئاسة هنا لن يكون معاشيق أخرى تتصارع عليه جماعات الإرهاب, وعطان لن يكون جبل حديد .. أبناء العاصمة لن يُغتَالوا في الشوارع ودور العبادة على أيدي مسلحيكم, وإرهاب جماعات التحرر الرجعي سيرتد على مموليه جحيما يزلزل عروشهم.