الولايات المتحدة مسؤولة عن عمليات الإبادة ضد المدنيين
عادل شامو
لماذا تستمر الولايات المتحدة في دعم التدخل السعودي في اليمن؟
بالرغم من أن السعودية قد وعدت بتشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في مقتل مدنيين نتيجة الغارات الجوية في اليمن، إلا أنهم مستمرون في ضرب الأهداف المدنية التي تتسبب في عدد لا يحصى من القتل والخراب.
فعلى سبيل المثال، كان من بين من قتلوا بغارة جوية على مصنع اسمنت مهجور اشخاص كانوا على متن سيارة واقفة، صاحب بقالة، صيدلي ومتسوقون.
لقد تسببت الحرب على اليمن، التي تفاقمت بسبب الغزو السعودي، في نزوح 2.3 مليون شخص. كما خلفت الآلاف القتلى من المدنيين ناجم عن غارات جوية. 82% من السكان بحاجة للمساعدات والمواد الطبية. وتخشى الولايات المتحدة بأن 14.4 مليون يمني معرضون لـ ” لمجاعة”.
إلى جانب البؤس الذي يعيشه الشعب اليمني، وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على بيع أسلحة للسعودية بقيمة 1.3 مليون دولار. من بين تلك الأسلحة منظومة صواريخ جو – أرض التي تحتوي على 22.000 قنبلة. من العام 2010م حتى 2014م، باعت الولايات المتحدة أسلحة للمملكة العربية السعودية بما قيمته 90 مليون دولار. من بين الأسلحة الأمريكية التي تم بيعها للسعودية القنابل العنقودية المحرمة دوليا.
تخشى السعودية من اليمن منذ فترة طويلة أن الخوف من فقدان سلطتهم هو سبب قيام الأسرة السعودية المالكة، بمساعدة غالبية الانظمة السنية في الخليج، بشن حرب جوية وبرية على اليمن. تأمل الرياض في إعادة الحكومة السابقة عبدربه منصور هادي وجعل اليمن بلد تابع للسعودية. ولأنها تواجه هجمة شرسة من قبل القوات السعودية المجهزة تجهيزا عاليا بمساعدة أمريكية، اضطر الشعب اليمن، للدفاع عن بلدهم. على الرغم من الدعوات لإجراء محادثات لم يسفر عنها شيء، يجري حاليا بذل جهود جديدة لإجراء مفاوضات جديدة في أوروبا تحت رعاية الأمم المتحدة.
لقد حصلت السعودية على دعم هزيل زاعمة أنها تخوض حرب وكالة مع إيران في اليمن. لسوء الحظ، تردد ببغاوات إدارة أوباما هذه الاكاذيب في تصريحاتها الرسمية، التي تكررها بعدئذ وسائل إعلام بارزة. تستحضر السعودية ودول الخليج تورط إيران من أجل تبرير حربهم على اليمن. في غضون ذلك، يسعى تنظيم القاعدة إلى تعميق جذوره وتوسيع انتشاره في جميع أنحاء البلاد.
لقد استمر الدعم الأمريكي للنظام السعودي بالرغم من الغزو وما نجم عنه من كارثة إنسانية. حيث تزود الولايات المتحدة السعودية بمعلومات استخباراتية وتساعد في فرض الحصار البحري الحالي. علاوة على ذلك، في يناير الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري” أن علاقتنا المتينة بالسعودية، تحالفنا الواضح وصداقتنا القوية مع المملكة العربية السعودية أكثر من أي وقت مضى ولا شيء قد تغير”. يتناقض مستوى دعم كيري اللامحدود للسعودية مع مزاعم الولايات المتحدة في دعم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
تعد اليمن واحدة من افقر دول العالم. وتعد السعودية ودول الخليج من أغنى دول العالم . مع ذلك تقوم السعودية ودول الخليج والأمم المتحدة بتدمير اليمن، التي كانت نقطة محتملة للديمقراطية في المنطقة. ومرة أخرى، خرجت الولايات المتحدة عن مسارها لخدمة النظام الشمولي، المملكة العربية السعودية.
تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الأخلاقية والقانونية لتسهيل حدوث عملية إبادة محتملة في اليمن الناجمة عن الحرب الحالية وافتقار السكان للمواد الغذائية والصحية الأساسية والصرف الصحي. مع ذلك تواصل الولايات المتحدة تساؤلها عن سبب استمرار سكان المنطقة في اللجوء إلى أحضان الإرهابيين. يكمن السبب في جزء منه أن الولايات المتحدة قد اختارت التحالف مع الأنظمة الديكتاتورية من أجل النفط واستقرار الأنظمة الفاسدة.
موقع هوف بوست بوليتكس الأمريكي
ترجمة: صادق الأرحبي
Prev Post