في اليمن.. هذا غيرُ وارِد

صلاح الشامي

يابلاداً كل ما في الأرضِ
لا يرقى إلى عليائها
من تراثٍ وحضارة
من رجالٍ
شيدوا أرقى صروحِ العلمِ
للأجيالِ
تاريخاً يضيءُ الكونَ
ميلاداً لأسماءِ تفاصيلِ الرؤى الأولى
لبدءِ الخلقِ
سيلاً عَرِماً للضوءِ
سداً فاغراً للغزوِ
نيشاناً لمعنى حبِّ هذي الأرضِ لا يصدأ من دم الشهيد… ،
********
طاهراتٌ هذه القطْراتُ
حين اخضوضرَ الوعدُ الموشّى بالندى والأرض
لبَّيتَ النداء… ،
كانتِ النسوةُ في القريةِ يدعينَ بأن ترجعَ منصوراً ، فعدت..
كنتَ محمولاً ، ومنصوراً
ولكنكَ عدت… ،
لم يكن من نسوةٍ يبكينَ..
كانت نسوةُ القريةِ يطلقن الزغاريدَ
زغاريدَ يسابقنَ رصاصاتٍ عبرنَ الجَوْ… ،
والزغاريدُ معانٍ لشموخِ العزةِ القعساءِ
الزغاريدُ شظايا تقتلُ الأعداءَ
والعزةُ أن ترجعَ محمولاً وقد نَكَّلْتَ بالأعداءِ… ،
***********
مَرَّتْ طفلةٌ
قالت : متى جاء العريس ؟.
– جاءَ مثل الطلِّ يا (بنتي)
قبيلَ الفجرِ جاء..
جاءَ مثل الرمحِ مذ أطلقهُ قلبُ الرجاء..
جاء محمولاً ، ولكنْ….
حاملاً في قلبهِ أرضاً وشعباً
وطناً قد كادَ مِنْ حُكامِهِ يُغتال ُ
لولاهـُ ،
ولولا .. كلِّ من يحملُ في جنبيهِ إيماناً
وحباً للوطن.
ولهذا…
هكذا جاءَ..  ليروي قصةَ الحبِّ لهذي الأرضِ
وقد أروى ثراها
بالدمِ الطاهرِ
كي نحيا بعزٍ
أو سنمضي في كرامةْ
شهداءً سوف نمضي
بعد أن نكسر أنف الكِبرِ
في وجهِ القتامةْ… ،
سنضحي بدمانا
كي نظلَّ الدهرَ أحراراً
ولن يركعنا الغازيْ
ولن تعبرنا خيلُ اليمامة
سنخطُ الدربَ ميلاداً
ولو طالَ بنا الوعدُ
إلى يومِ القيامة..
حين نلقى اللَّهَ لن يَسألَنا
حين يرانا
قد خُضِبنا بدِمانا
واغتسلنا بدمِ الغازي
وحققنا منانا… ،
وتخيرنا لنا العزَّ فعشناهُ كما شاءَتْ مُنانا
ورفعنا كلَّ كَفٍّ بالتحايا العسكرية
وطناً نحميهِ نحيا فيهِ
أحراراً
وقد كانَ لنا أرضاً وإنساناً
مدى الدهرِ على الغزوِ عَصِيّا
وطني مقبرة ُ الغازي سيبقى
رغمَ خَــوَّانٍ وحاقد
لن يصوغَ الغزوُ ما شاء بأرضي
مثلما يصنعُ في شتى بقاعِ الأرضِ
ما دمتُ على الأرضِ أُجاهد
سأقول اليوم ما قالَ حبيبي
قائدُ الثورةِ :
(هذا غيرُ وارد)
في اليمن..
هذا غيرُ وارد..
في اليمن..
هذا غيرُ وارد..

قد يعجبك ايضا