العنف في حرب اليمن آخذ في الاتساع. والجبهة الأمامية أكثر تعقيدا
لا يمكن تجنب تفاقم الوضع. و يا حبذا لو يكون هناك تدخل سياسي آخر
بقلم/ كريستن كنيب
الأطباء في عاجزون إلى حد بعيد عن فعل أي شيء. فمنذ أن فرضت المملكة العربية السعودية الحصار على البلد الواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية، لم تعد تصل أي إمدادات طبية إلى هناك. وبات البلد يفتقر إلى كل شيء: الأنسولين لمرضى السكري وحبوب منع الحمل وارتفاع ضغط الدم ومواد معالجة السرطان وحتى اللقاحات ضد مرض الإنفلونزا. فبعد أن أزهقت الحرب أرواح 6 آلاف شخص، ها هي تهدد الآن وبصورة مستمرة بالقضاء على أرواح مزيد من اليمنيين عن طريق الأمراض- فمنذ أن فرض الحصار غابت حتى أبسط إمكانيات العلاج.
السعودية تحظر توزيع المواد ، بل أيضا حكومة منصور هادي، تفرض الرقابة.
دور إيران
ما يزال غير مؤكد، إلى أي مدى تدعم إيران اليمن فوفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية (ICG) نشرت مؤخراً، تم فيها البحث عن حقيقة التدخل الإيراني في اليمن ومع ذلك: “يظل الدعم أقل بكثير من ذلك الذي تصوره دول مجلس التعاون الخليجي للحصول على معارضين.
كما جاء في الدراسة أن مقدار ذلك الدعم أيضا ليس بالأمر الحاسم بالنسبة للقدرة القتالية والأكثر من ذلك أن معظم الأسلحة المستخدمة من قبل الجيش ولجانه الشعبية هي من المخزونات الحكومية.
واستشهد مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية (ICG) بأقوال ضابط إيراني لا يرغب بالكشف عن هويته تؤكد أن هناك مبالغة في أن هناك تأثيراً إيرانياً في اليمن. حيث قال:” في الواقع، التأثير الإيراني في اليمن في أدنى حد وهذا أمر يعرفه السعوديون. فاليمن بعيدة جدا عن سواحلنا. ولم يكن هنا حاجة حتى قبل الحرب لإرسال الأسلحة إلى هناك. والآن أصبح الأمر مستحيلاً بصورة فعلية.” وتابع الضابط قائلا: ومع ذلك، لهذه الحرب فائدة استراتيجية تعود على إيران. فهذه الحرب كلفت المملكة العربية السعودية ضريبة دماء باهظة. كما انها كلفت المملكة سمعتها وأدخلتها في محنة مالية كبيرة.”
جبهات مختلفة
في الواقع، لم تحقق المملكة العربية السعودية خلال الإحدى عشر شهراً الماضية من الحرب على اليمن أي نجاحات تذكر.
وبالإضافة إلى ذلك هناك صراعات أخرى: ففي المناطق الجنوبية هناك ، تتواجد جماعات القاعدة وجماعات تنظيم ” داعش ” وبقوة. وهي هناك تسعى أيضا لتحقيق أهدافها الخاصة. فتنظيم الدولة الإسلامية يريد أن يجعل اليمن أيضا جزءاً من “الخلافة”، التي يعمل على إنشائها في الوقت الحالي في عدة مناطق في العالم العربي وعلى رأسها سوريا والعراق وليبيا.
فشل الدبلوماسية:
لقد امتدت شرارة الحرب من سوريا إلى اليمن. فهناك تقود المملكة العربية السعودية حرباً بالوكالة. ومن خلال ذلك، يتخذ العنف طابعاً طائفياً على نحو متزايد، كما جعل المعارك في اليمن تتخذ هذا الطابع أيضا بصورة متزايدة.
وتحمل الصحيفة اليومية العربية التي تصدر في لندن “الربيع الجديد” سياسة المملكة العربية السعودية قبل غيرها مسؤولية هذا التصعيد. حيث كتبت:” لو كانت الرياض ترغب فعلا في حل هذا الصراع، لكانت عملت على فصل الجبهات في البلد الجار عن بعضها البعض بكل عناية. ولكنها بدلاً من ذلك، بدأت في مارس من العام الماضي بشن الغارات الجوية.”
موقع دويتشه فيلله/