تمزيق الوطن وتشتيت الشعب

الحسن بن علي

الدعوة لتقسيم اليمن إلى أقاليم بقصد تفتيته وإضعافه وتدميره، ومن ثم، تسهيل غزوه واحتلاله والهيمنة عليه ………. جذورها في الماضي الأسود لقوى الاحتلال التركي والبريطاني لليمن شماله وجنوبه، كذلك احتلال المملكة السعودية الوهابية لمساحات شاسعة من الأراضي اليمنية وأهمها (نجران وجيزان وعسير والوديعة والشرورة).
لازمت دعاوى تقسيم اليمن على أسس مذهبية وعنصرية ومناطقية الاحتلال العثماني لشمال اليمن، والاستعمار البريطاني للجنوب، وتعمقت دعوات التمزيق والتفكيك تلك مع انتصار (إسرائيل) على (مصر) في حرب عام 1967م، وسعي الاستعمار العالمي والرجعية العربية لتجزئة الوطن العربي، وظهور السياسة الأمريكية المسماة (الفوضى الخلاقة)، كإطار سياسي واستراتيجي وأمني واقتصادي للعلاقات العربية – الأمريكية – الإسرائيلية، و(الشرق الأوسط الجديد)، حيث تم وضع خرائط أطلق على حدودها وصف (حدود الدم)، وأهم من ذلك استقرار تلك الدعاوى التفكيكية في وعي عدد كبير من عصابات الإسلام السياسي، وفي مقدمتهم (التجمع اليمني للإصلاح = الإخوان المسلمون) والجناح السعودي الوهابي من (حزب الرشاد السلفي)، كذلك الجماعات المرتزقة الانفصالية والمذهبية وتغلغل في خطابها السياسي كأصحاب خطاب (الجنوب العربي) برئاسة (عبدالرحمن الجفري) وحزبه (رابطة أبناء الجنوب العربي)، كذا دعاة (القضية الجنوبية) برئاسة (علي سالم البيض) و (حيدر العطاس) وآخرين من زعماء وقادة (الحزب الاشتراكي اليمني) المرتزقة السابقين والمعاصرين، الذين يطالبون بالانفصال عن اليمن الأم ونبذ الهوية اليمنية وكانوا ولا زالوا يعملون لذلك مع كل أزمة سياسية أو تهديد تتعرض لها مصالح عصابات الارتزاق السياسي في الحكم والمال والنفوذ … إلخ.
وقبل ذلك ظهر الطائفيون والمناطقيون من أدعياء الناصرية وأعوانهم الذين نادوا بإقامة دولة شافعية تضم (تعز) و (إب) لتشمل الجنوب اليمني بحجة عدم قابلية (الزيود) للتحديث. [فقرة من د. الشهاري].
وقد ترتب على التخطيط للحرب العدوانية وشنها على اليمن سقوط الأقنعة عن كل الوجوه الشائهة بانعقاد (مؤتمر الرياض) بتاريخ 17-19/5/2015م .
ومع استمرار الحرب العدوانية على اليمن ظهرت أيضاً دعوات أكثر خطورة من التفتيت والتقسيم تهدف إلى ابتلاع اليمن بكامله واجتثاثه من الوجود، حيث دعا بعض الكُتّاب المقربين من الدوائر الخليجية والأمريكية وبإيعاز منها إلى ضم اليمن إلى المملكة السعودية وسوريا إلى الأردن وذلك للقضاء على أهم وأخطر بؤرتين للتوتر في المنطقة حسب منطقه.

قد يعجبك ايضا