بمقدورنا أن نقهر الحرب .. !

نبض

كعادتنا نفكر في خطوط التماس ونكابر ..! ولا نملك جرأة الإفصاح عن الضياع وعن الضربات القاسية التي تسددها هذه الحرب في خاصرة الإنسان اليمني ونسيجه الاجتماعي.
الحرب مستمرة ولا شيء يتحرك فيها سوى الموت والدخان الكثيف للحقد والكراهية ، يمضي الوقت وتتكرر مشاهد التنكيل والحصار والقتل لتترك ثقوباً واسعة في الذاكرة ، فيما نبدوا منهمكون في استقبال التسريبات القادمة من أرض المعركة ، وآخرون يتفننون في صنع مجموعة من الأكاذيب محاولين إقناعنا بها كحقائق ، فتيل آخر يشتعل كل يوم .
أفكر بذلك وفي داخلي يقين أن موجة من الكراهية والحقد أخذت تتسرب على نحو مخيف ، مخيف جداً ، هذا وحده كفيل بإحداث وجع غائر وشرخ فادح في النسيج الاجتماعي ، سندفع ثمنه لعقود قادمة ، ومن يفكر بمداواته لاحقاً كمن يفكر في مكاسب يجنيها من هذه الحرب ..!
أغلبنا يكتب عن الحرب غير آبهين لأجيالنا الناشئة التي تكره الحروب ولا علاقة لها بتلك الأحقاد التي تتوغل في أعماق نسيجنا الاجتماعي الواحد ، للحرب قدرة شيطانية في إشعال نزعة الانتقام وجعل الضغينة تتربى في الطرقات وفي الظلام ، وسنبقى عالقين في حرب تحولت لما يشبه العمل اليومي الطائش ، وفي نهاية المطاف سنلتفت على بلد تهدم ولم تعد فيه ساحة واحدة تجمعنا ونؤدي فيها النشيد الوطني بحماس .
ليس معقولاً أن تتحول الأغاني الوطنية وما تعلمناه في المدارس إلى أكذوبة كبيرة ، كأننا ننتظر أعجوبة ما كفيلة بإنهاء هذا الكابوس اللعين ..! وأن نفيق على صباح نظيف ، وبلد يتنفس الصعداء ، يؤمن بوجودنا ، ويكفر بنتواءات الخارج وبكل شيء يتواجد فيه التدخل الخارجي أيا” كان موقعه على الخارطة الجغرافية.. .
الآن.. هل تبقى لدينا بقية من عقل واحترام لآدميتنا ولأصالتنا الضاربة في أعماق التاريخ للجلوس معاً..؟  بمقدورنا أن نقهر الحرب ، ومن حقنا أن نشعر بالانتعاش صباحاً ، وأن نتذوق قهوة البن ونحن نتحدث عن أيام ممتلئة بالحياة والخضرة والضوء والحركة والاقتصاد كبقية البشر في أرجاء المعمورة ..
يجب أن يتوقف هذا الآن ..!!

قد يعجبك ايضا