اليمن تفك قيدها تدريجياً(3-1)
عبدالرحمن الرياني
رسالة إلى الكاتب العالمي بول فندلي
تحية الحرية والإنسانية والسلام ..
السيد بول فندلي عندما فكرت بالكتابة اليك نصحني أحد الرفاق الثوريين الرومانطيقيين العرب وهو بالمناسبة مناضل أممي من بلد عربي قاتل في صفوف حركة التحرر العالمي في أمريكا اللاتينية إبان مرحلة السبعينيات والشمانينيات قبل غروب شمس الثورة العالمية أن لا أفعل مبررا ذلك بالقول أن التجاهل سيكون هو المآل لما سوف يطرح عليكم من أفكار ومعللا ذلك بأن لديكم علاقات وثيقة الصلة مع مجموعة كبيرة من المثقفين والكتاب والسياسيين في العديد من الدول الخليجية والسعودية على وجه التحديد، لكن معرفتي بكم التي تأتت من خلال قراءتي لكتبكم الأربعة ابتداء ممن يجرؤ على الكلام ولا سكوت بعد اليوم والخديعة وأمريكا في خطر جعلني أثق فيكم ثقة لاحدود لها وأعي جيدا أنني أمام مناضل عالمي مقاوم للصهيونية وللإمبريالية العالمية وتملت أمامي كوكبة من الشخصيات المناضلة التي كافحت من أجل الحرية وفي سبيل نصرة القضايا الإنسانية التي عرفها العالم ، لا أدري كيف تذكرت روجيه جارودي وكشفه للأساطير الزائفة للحركة الصهيونية ، كما أنني تذكرت عنوان كتابكم الخديعة وخطر للتو في بالي أن أتذكر تيري ميتان الفرنسي الرائع صاحب كتاب الخديعة الكبرى وتذكرت في نفس الوقت فرانس فانون ومعذبو الأرض وومالرو دوبريه وعلاقته مع الرئيس ماوتسي تونغ وهربرت شيلر والمتلاعبون بالعقول وسيمور هيرش ومجزرة “ماي لاي “في فيتنام 1968م وغيرهم وقررت أن أقوم بمراسلة كتاب العالم لتعريفهم بالقضية اليمنية سواء كانو أحياء أو انتقلوا إلى العالم الآخر لعلي أجد العزاء في قرائكم، وأعتقد أيها السيد فندلي أنكم تتلقون الكثير من الرسائل على مستوى العالم لكنني كمواطن أممي عالمي ومؤمن بالاشتراكية الثورية “الفوضوية” لبرودوي ولباكونين ولمعمر القذافي حيث قضيت ثلاثة عقود من عمري الذي لم يصل الخمسين عاما وأنا ابحث عن الحقيقة فوجدتها في النظرية الاشتراكية الفوضوية التي تؤمن بسقوط جميع الأطر التقليدية للدولة التقليدية سواء الرأسمالية او تلك التي قامت على رأسمالية الدولة في النظم الشيوعية والدولة الماركسية اللينينية، حيث انني لا أومن إلا بقيام دولة الجماهير التي تقوم بالزحف على البنى التقليدية الاحتكارية للدولة وعلى هذا الأساس كان لنا كحركة فوضوية اتجاهنا الذي ينفصل مع حالة الزيف في عالم اليوم والتي أسس لها النظام الرأسمالي سواء من خلال رأسمالية الدولة النظم الشيوعية الآفلة أو من خلال رأسمالية أرباب العمل بقيادة أمريكا الساقطة لا محالة والتي تعيش آخر ثلاثة عقود لها في هذا العالم ـ انني اعي جيدا ان الخطاب الى مفكر انساني عظيم بهذه القامة وذلك الارث الإبداعي الخلاق المتجسد في إصداراتكم ذات القيمة ببعدها الإنساني يعد من الأمور الصعبة التي تشبه السير في وسط حقل من الألغام، ومع ذلك قررت ان أخوض التخاطب معك حتى يتسنى للعالم أن يتعرف عبرك على حقيقة مايجري في اليمن أو فيتنام الجديدة كما يحلو للبعض تسميتها ، ولكونكم أحد المفكرين والكتاب القلائل في الغرب الذين لديهم فكرة عن اليمن والوطن العربي الكبير منذ مايزيد عن أربعة عقود من الزمن وتحديدا منذ منتصف سبعينيات القرن المنصرم ،يومها كان لتلك المصادفة الغريبة دور مهم في تعريفكم بالوطن العربي وأعني بذلك حادثة الطائرة الأمريكية الشهيرة التي اضطرت للهبوط في مطار عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية وهي الحادثة التي حدثت تداعياتها عندما أقدم مواطنكم الأمريكي “فرانكلين” على التقاط عدد من الصور في مطار الدولة الماركسية سابقا الأمر الذي ادى بالسلطات اليمنية الى اعتقاله في ذلك الحين لمدة خمس سنوات وباقي القصة معروفة عندما قررت حكومة الولايات المتحدة اختياركم توسط لدى نظام عدن من أجل اطلاق سراح السيد “فرانكلين “وكسياسي قدير ونائب مخضرم في الكونجرس فقد نجحت مهمتكم في إطلاق مواطنكم المعتقل حينها بتهمة التجسس فبعد اجتماعكم بقادة الدولة والحزب حدثت عملية الأطلاق وحينها تأكد لكم ومن خلال حواركم مع قادة الدولة الماركسية الأكثر راديكالية في المنطقة أن الولايات المتحدة تمارس سياسة مزدوجة المعايير وتنحاز لأعداء العرب وبخاصة فيما يتعلق بقضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني ،في ذلك السياق التاريخي كانت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في أوج استعارها وكان العالم يعيش مداً يسارياً عالمياً أخذ يتنامى بقوة مدفوعاً بذلك الزخم العالمي الذي تحقق لليسار وللحركة الطلابية العالمية بفعل ثورة الطلاب في الثامن من مايو 1968وهي الثورة التي ساهمت بوصول العديد من الحركات الماركسية إلى السلطة ،كانت المرحلة حينها مرحلة الثورة الحمراء أو شمس الثورة العالمية كانت ساطعة ولم تكن هناك مؤشرات لأفولها بعد وهو ما جعل الحركات وقوى اليسار في العالم تسيطر على المشهد في معظم دول العالم من خلال النقابات العمالية ومن خلال اتحادات الطلبة ومنها اتحاد الطلبة العالمي في “براغ” وفي الوطن العربي كانت الظاهرة الاعتراضية اليسارية من القوة بحيث أن مختلف الحركات السياسية ذات الطابع اليساري باتت هي المتحكمة بالمشهد، فسمع العالم عن العمليات الفدائية النوعية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة المناضل جورج حبش والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وأعتقد ان ذاكرتكم الحية مثل ضميركم الحي لاتزال تتذكر تلك العمليات لعدد من المناضلين الثوريين منهم كارلوس ووديع حداد رئيس جهاز العمليات الخارجية في الجبهة الشعبية وليلى خالد والياباني أوكاموتوا بطل عملية مطار اللد الشهيرة ،لقد كانت مرحلة حية على الصعيد الإنساني فالفعل الأممي للعمل الفدائي كان نقيضا لذلك القصف الأممي على هانوي الذي تقوده الولايات المتحدة في فيتنام وفي ظل هيمنة جنون العظمة على نظام الرئيس ريتشارد نيكسون والرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض من قبله ، عندما جئتم إلى الوطن العربي حينها تسنى لكم الـتأكد من أن سياسة امريكا إزاء العرب وقضاياهم سياسة منحازة وغير ملتزمة بالحد الأدنى من المعايير والأسس الدبلوماسية السليمة والتي أكدت لنا دبلوماسية الامبراطورية الأميركية وافتقارها الكامل للمبادئ التي قامت على أساسها الولايات المتحدة ،في تلك المرحلة كانت عدن عاصمة الحركة الأممية في المنطقة العربية وكان من المألوف أن تشعر وأنت تتجول في شوارعها وكأنك في إحدى العواصم الأممية في بيونغ يانغ أو هافانا فالحافلات الروسية وعلى متنها جماهير الطبقة الكادحة من العمال والميليشيا والفلاحين البسطاء ،وكان مألوفا ان تلمح في مقاهي حي كريتر الشهيرة بعض الوجوه من رموز الحركات اليسارية في أوروبا بايدرماينهوف الألمانية والعمل المباشر الفرنسية وحركة المناضلين الشيوعيين في بلجيكا وبعض المجموعات الثورية في امريكا اللاتينية ،فلقد كانت في تلك الحقبة الزمنية أيقونة اليسار وأنشودة يتغنى بها الشيوعيون العرب فهي الملاذ الآمن لجميع المناضلين الأمميين في المنطقة فهي آخر المحطات لكارلوس يوم نفذ عمليته الشهيرة في فينا واختطف سفراء دول النفط ،كانت محطته الأخيرة لأنها القلعة الأخيرة التي يمكن أن يصلها القطار وبخاصة قطار العولمة الذي أضطرت إلى ركوبه مرغمة فاختارت لنفسها الجلوس في العربة الأخيرة منه وأخذت تنظر إلى الوراء بحسرة ، ويومها كانت عدن بتواضع إمكانياتها وبالإضاءات الخافتة لشوارعها إحدى عواصم الفكر وظلت عنوانا دائما في الجدل والديالكتيك فمعظم مفكري اليسار في تلك المنطقة زاروها وعرفوا أحياءها التي كانت أشبه بمجمعات فكرية حي الطبقة العاملة معهد باذيب للاشتراكية العلمية حي وديع حداد مدرسة كاسترو معهد الرئيس بومدين وغيرها من مسميات المرحلة ، اليوم باتت عدن مدينة أشباح بعد أن حلت الحركات الإرهابية الدينية المتطرفة بفكرها الماضوي المنغلق مكان اليسار الثوري التقدمي الذي بات في الذاكرة العربية جزءاً من الماضي الذي لايعود .
السيد بول فندلي أعتقد أنكم اطلعتم على ماجاء في مذكرات الرئيس نيكسون وتحديدا في تلك الجزئية المتعلقة باليمن والشطر الجنوبي منه على وجه التحديد حيث يؤكد الرئيس نيكسون في تلك الجزئية أن الولايات المتحدة في استراتيجيتها بعيدة المدى تنظر إلى اليمن باعتبارها ينبغي أن تبقى جزيرة معزولة عن العالم وحول العلاقات مع المملكة السعودية يشبه الرئيس نيكسون تلك العلاقات بأنها أي السعودية امرأة ثرية وبالغة الجمال محاطة بمجموعة من الصعاليك الفقراء الطامعين فيها فتأتي أنت كأمريكي وتحميها من الصعاليك وتطمئنها وتطبع قبلة على وجنتها، هذه العلاقة بين الدولة الديمقراطية الأقوى وبين الدولة الأكثر أوتوقراطية في التاريخ الإنساني لم تكن ذات يوم تروق لمعظم المفكرين في العالم بما في ذلك الأنتلجنسيا الأمريكية وهي مرفوضة تماما من كل المكونات في المجتمع الأمريكي فالنظام السعودي لا يختلف كثيرا عن علاقة أمريكا مع الجنرال بينوشيه في تشيلي أو موبوتو سيسي سيكو في زائير، وحتى تستمر الولايات المتحدة في تطبيق سياسة العزل لليمن او جعلها جزيرة معزولة اعتمدت على سياسة الهدم لا البناء وبالنظرة إلى الخلفيات الثقافية لسفراء الولايات المتحدة في صنعاء سوف نكتشف أن جميع السفراء الأمريكيين من خارج وزارة الخارجية الأمريكية بمافيهم السيدة الوحيدة بربارا بودين التي جاءت من البوليس الفدرالي وخلال العقد الأخير كانت الـcia هي الخلفية الثقافية للسفراء والأدهى من ذلك هو ان معظم السفراء كانوا ضمن جهاز صناعة الأزمات والبعض منهم كان أحد صناع الربيع العربي ماثيوتولر السفير الأخير للولايات المتحدة في صنعاء بل وصل الأمر إلى استعانة سفراء أمريكا في اليمن بعدد من صناع الحروب “هانز ماهون” و”أرثرهيوز”وهي شخصيات معروفة بإشعال الحروب في أكثر من منطقة في الوطن العربي وبخاصة في لبنان اثناء الحرب الأهلية 1975-1989وفي إشعال الحرب اليمنية في عام 1994م إن السياسة الأمريكية إزاء اليمن تميزت بخلق حالة من عدم الاستقرار في هذا البلد فخلال مرحلة السبعينيات من القرن الماضي قامت المخابرات الأمريكية باستقطاب عدد من ضباط الجيش اليمني وإعطائهم دورات سرية متقدمة في العمل الاستخباراتي بهدف الاستيلاء على السلطة في اليمن الشمالي فيما عرف لاحقا بمجموعة أسمرا والتي قامت بإسقاط نظام الرئيس ابراهيم الحمدي وقتله حيث تمت عمليتا القتل وقبلها الاستقطاب بتنسيق مباشر مع المخابرات السعودية إلى الحد الذي جعل الأمير تركي الفيصل يقيم في اليمن لمدة ستة أشهر في منطقة القبائل المناوئة لحكم الرئيس الحمدي ويومها كان الفيصل مسىؤولا مهماً في جهاز الأمن السعودي قبلها بقرابة العقد الزمني قامت السعودية بتقديم الدعم المالي والعسكري إلى القوى الملكية الرجعية المناوئة للنظام الجمهوري وكان من نتيجة ذلك الدعم السخي مقتل أكثر من أربعمائة ألف يمني من الفريقين المتحاربين ، وفي أثناء مؤتمر الخرطوم في العام 1967م حدثت المصالحة التاريخية بين مصر عبدالناصر والملك فيصل ملك السعودية والتي قادت فيما بعد الى المصالحة اليمنية في نهاية العام 1970م وهي المصالحة التي جعلت من حلفاء الحكم في السعودية شركاء في السلطة وفي إدارة البلاد وكان لوجودهم القوي في الإدارة المحلية والسياسية للبلاد دور هام في تقوية النفوذ السعودي في اليمن الى درجة لم تحدث في أي بلد من بلدان العالم يكفي أن نذكر حادثة شهيرة تؤكد على الوصاية والهيمنة السعودية وهي حادثة شركة “سوناطراك الجزائرية ” التي أعلنت في العام 1972م اكتشافات هامة في مجال الغاز وعلى الفور تدخلت السعودية بقوة وأوعزت إلى حلفائها بالتحرك وانعقد مجلس الشورى الذي كان يرأسه وقتذاك أحد أقرب الشخصيات القبلية للمملكة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وفي جلسة واحدة قرر المجلس إنهاء خدمات شركة سوناطراك ووقف جميع عمليات الاستكشافات الواعدة في ذلك الحين وبالطبع استلم النواب حينها مبالغ مالية ضخمة من السفير السعودي في صنعاء نظيراً لهذه الخدمة التي قدموها للمملكة ، هذا نموذج للتدخل السعودي في الشأن اليمني وخلال المدة الزمنية الطويلة التي قضتها شركة هنت الأمريكية في اليمن قامت الشركة بالتواطؤ مع المملكة السعودية عندما قامت بعملية تشغيل وهمي للقطاعات النفطية مقابل منعها للاكتشافات النفطية الواعدة والتي تقدر بمليوني برميل يوميا وقد استلمت الشركة نتيجة ذلك التواطؤ مبالغ مالية ضخمة حتى تتمكن من تعطيل الإنتاج وتأجيل الاكتشافات النفطية المهولة والتي يرى النظام السعودي أنها يجب أن تبقى تحت سيطرته، ولهذا عمد مؤخرا إلى تقسيم اليمن بينه وبين القوات الغازية إلى ثلاث مناطق عدن للإمارات والحديدة لدولة قطر ومارب وحضرموت والجوف للسعودية حيث يقع البئر النفطي المكتشف والذي عجل بالحرب الأخيرة على اليمن ، ومن الأمثلة على التدخل السعودي في الشأن اليمني ماحدث في أواخر حكم الرئيس ابراهيم الحمدي عندما جاء الملحق العسكري بقائمة أسماء تضم عدداً من العملاء للسعودية وطلب بصورة فاضحة من الرئيس الحمدي أن يتم ضم تلك الأسماء الى الحكومة المزمع تشكيلها وهو مارفضه الرئيس اليمني وكان أحد الأسباب التي عجلت في الإطاحة به بتلك الصورة الدموية البشعة ويقال أن اللواء صالح بن علي الهديان الملحق العسكري السعودي كان حاضراً عملية تصفية الشهيد إبراهيم الحمدي ، فلقد وصل الأمر بالنظام السعودي أن يتدخل في الكثير من التعيينات لمسؤولين يمنيين من رئيس الحكومة إلى وكلاء الوزارات وقيادات الأجهزة الأمنية ، لم يتوقف الأمر كذلك بل تجاوزه بعدة مراحل فعلى سبيل المثال أرادت المخابرات السعودية تغيير الخارطة المذهبية عندما عملت على الدفع بعدد كبير من السلفيين لتكوين جيوب سنية سلفية وهابية متطرفة في عمق الزيدية سواء في صعدة التي أوجدت فيها جيباً وهابياً في منطقة دماج والتي تعد من مواقع تجديد الفكر والمذهب الزيدي عبر التاريخ أو من خلال إقامة جيب آخر في منطقة معبر بمحافظة ذمار التي تعد بمثابة كرسي الزيدية في اليمن وهي منطقة عرفت عبر التاريخ بالتزمت المذهبي ، والهدف السعودي على الدوام كان هو خنق وتطويق الزيدية وبما من شأنه أن يقود إلى حالة من الاحتقان الطائفي والمذهبي في اليمن وهو ماهو حادث الآن ،والسؤال لماذا تواجدت جميع المعاهد السلفية الوهابية الكبرى في المناطق الزيدية “دماج”وكتاف وذمار؟! الإجابة ببساطة لخلق حالة من الانقسام الاجتماعي.
الغريب في الأمر ان التحركات السعودية في هذا الجانب كانت مرضية للجانب الأمريكي المهتم بالشأن الديني في اليمن الى درجة أن باربرا بودين السفيرة الأمريكية السابقة في اليمن كانت مهتمة بمعرفة نسبة الشباب الذين يؤدون صلاة الفجر من بين أوساط المصلين ووصل اهتمامها الى اختطاف رجل الدين اليمني الشيخ المؤيد بواسطة أحد عملائها محمد العنسي وطالبت مرات عدة بتسليم عبدالمجيد الزنداني لكن نظام الرئيس علي عبدالله صالح رفض ذلك بشدة وطالب الولايات المتحدة بإعادة الشيخ المؤيد إلى ذويه ، لقد كان التطويع، تطويع اليمن مشروعا مشتركاً للمخابرات السعودية وللمخابرات الأمريكية ولهذا عملت السيدة باربرا بودين على تنفيذ عدد من الدورات التدريبية ومن خلال المعهد الديمقراطي الأمريكي ولشرائح واسعة من المجتمع من الإعلاميين وقطاع المرأة في مؤسسات المجتمع المدني من منظمات وأحزاب وقوى ليبرالية ويسارية وبما في ذلك المشائخ رجال القبائل الخط الأحمر لدى نظام الرئيس صالح وأصبحت السفارة الأمريكية المكان المفضل لدى العديد من قيادات الأحزاب القومية والإسلامية واليسارية التي لم تعد تتحرج من أن يصمها البعض بعملاء الأمبريالية الأمريكية كما كان يحدث في الزمن الثوري ولا أخفيك سرا سيد فندلي ما كانت تقوم به السفارة الأمريكية في اليمن من تدجين وغسل دماغ للشباب اليمني المنبهر خطأ بالولايات المتحدة فكثير منهم كان يحضر “البارتي” الذي تنظمه السفارة للجنسين آخر يوم أحد من كل شهر عندما تقوم بجمع الجنسين في حفلات مشتركة يتم فيها تعاطي الكحول والرقص حتى ساعات متأخرة من الصباح بهدف كسر الحاجز النفسي لدى الجنسين .وفي إطار سياسة التطويع ذاتها كانت السفارة السعودية ومن خلال ماعرف باللجنة الخاصة تقوم بدعم قرابة الـ60 ألفاً من رجال القبائل وقيادات الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها السياسية كما أنها كانت تقوم سنويا بإرسال عدد كبير من الأكاديميين اليمنيين لزيارة المملكة يكفي أن تعلم أن السفارة السعودية قامت ذات يوم بتوزيع أكثر من أربعمائة جهاز لابتوب لإعلاميين يمنيين يعتبرون ممثلين لها وأن السفير العربي الوحيد الذي جرى تكريمه في اليمن من نقابة الصحفيين كان السفير السعودي محمد بن مرداس القحطاني والذي جاء إلى اليمن بنفس الطريقة الأمريكية فهو ضابط مخابرات سعودي كان يعمل في نيروبي قبل مجيئه الى اليمن والكل يعي جيداً ويعرف مدى تواجد الموساد والـCIA في هذا البلد وفي عهده تم زيادة العملاء في اليمن إلى الضعف عما كان عليه في مرحلة جميع من سبقوه ،السيد بول فندلي لقد عملت سياسة التطويع للعقل الجمعي اليمني مالم يحدث في تاريخ اليمن خلال عدة عقود ماضية يكفي أن نعلم بأن شبكات التجسس الإسرائيلية في اليمن والتي تعمل تحت يافطة عدد من السفارات الغربية باتت تمتلك أكثر من ستة آلاف جاسوس من الجنسين ، وليس سرا ولم يعد خافيا أن السعودية لديها جيشاً رديفاً أعني جيشاً يمنياً رديفاً تأسس في الستينيات من القرن المنصرم ولم تتوقف ميزانيته الشهرية منذ ذلك الحين بل إن البعض منهم لديه تواجد في الجيش الرسمي اليمني ولديه تواجده في الجيش الآخر العميل الذي يتلقى الدعم من السعودية وتجد الضابط برتبة مقدم في اليمن وعقيد في السعودية أو العكس ويتسلم راتبين هنا وهناك وهذا من أغرب ماحدث ويحدث في تاريخ العلاقات الدولية، كما أن هناك جهازاً للأمن عناصره يمنيون يتبعون المخابرات السعودية وهذا مايؤكد على تلك الاختراقات الكبيرة من قبل السعودية أما الجيش فهو بقايا القوات الملكية ومجاميع من القوات التي كانت ضد حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وللأسف اعتقد الحوثيون خطأ ان تلك المجاميع من المرتزقة جرى تجنيدها وتأطيرها في حرب العام 2015م.