الشباب والفراغ
إبراهيم طلحة
كثير من شبابنا هذه الأيام مرتبك مضطرب ضائع مضيّع قلق غير مستقر..
لا شغل ولا مشغلة ولا عمل ولا دراسة ولا راتب ولا وظيفة ولا غاز ولا بترول!
ليس الشباب والفراغ والجِدَة بل الشباب والفراغ والفاقة.. بالإضافة إلى انتشار أشكال غريبة من التحشيش بين مجاميع شباب هذه الفترة!
الذي يحشش بحبوب بانادول والذي يحشش بحبوب منومات والذي يحشش بحبوب غير معروفة المصدر والذي يحشش – والله أعلم – بحبوب منع الحمل!
فراغ قاتل، وشباب عاطل، وزد على ذلك حرب و”حراف”، فلا بد من التنبيه على من له أدنى مسؤولية أن يساهم في تحمل مسؤوليته.. الشباب هذه الأيام مظلوم، رغم توافر وسائل التكنولوجيا؛ فالتكنولوجيا في جهة وهموم الحياة وغمومها في جهة مقابلة لا تنفك تدمّر وتؤخّر كل منجزات التكنولوجيا، إن وُجِدَت!
قال الشاعر قديمًا:
إن الشباب والفراغ والجِدَة
مفسدةٌ للمرءِ أيّ مفسدَة
فما عساه يقول اليوم لو رأى حال شبابنا ومفسدة ما هم فيه من غير أن يتوفر لهم حتى وقت الفراغ الكافي ولا جِدَةَ لأحدهم ولا لجدّة جدَّته!!