هذه هي اليمن

 

عبد الوهاب محمد شمهان

اليمن بلد التاريخ والحضارات منذ القدم بلد الصبر والصمود بلد التعايش والنضال والثورة والإنسانية، اليمن الأرض الطيبة على مر التاريخ التي لاتنبت إلا الطيب وماشذ فإنها نبتة خبيثة تلفضها الأرض ولايبقى لها أثر، هذا البلد الذي شارك أبناؤه بقناعة ونزاهة وشرف في نهضة جميع بلدان الخليج العربي حبا لجزيرة العرب وأرض الحرمين .
– هذا اليمن الطيب أرض الإيمان والحكمة يتعرض اليوم لأسوأ عدوان يحدث في التاريخ المعاصر من أشقاء لا ننكر ارتباطنا التاريخي والاجتماعي والثقافي والمكاني بهم ، أغناهم الله وأوسع عليهم فتناسوا القربى وصلة الرحم ، وتناسوا العروبة والإسلام وعاثوا في أرضه فسادا، وماسفك الدماء اليمنية ، ومساندة الإرهاب بكل أشكاله وفتح النار على أهل الشام واليمن إلا أعظم الفساد الممارس وهم بتلك الحالة من القدرة والقوة التي تمكنهم من مساعدة العرب والمسلمين وتحويلهم إلى أمة ذات شأن عظيم ، لكن الانجرار نحو العدوان واختيارهم القوة لتركيع أمة الحضارات الأولى في هذه الجزيرة جنوبا وشمالا ، معلنين بداية مرحلة تغيير الأنظمة بالقوة عبر تأجيج الصراع الداخلي في سوريا للقضاء على الحكومة السورية تحت مسمى المطالبة بالديمقراطية والحرية ، من خلال المليشيات والعصابات والتنظيمات التي برزت بإمكاناتها العسكرية والمالية في أشهر معدودة وصارت توازي الدول تنظيما وإدارة وعددا وعدة وتدريبا بمساندة مفتوحة من دول مجلس التعاون الخليجي الداعم بدون تحفظ لتلك التنظيمات وبهدف خلخلة أمن واستقرار سوريا واستنزاف قدراتها العسكرية والاقتصادية وإرباك قيادة بلد يجتهد في الاعتماد على الذات ، إضافة لهدف أساس لحكومات التحالف في الحفاظ على تحالفها مع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، كعامل مهم لحماية أنظمتها من أي تغيير داخلي أو خطر خارجي ، وبالفعل تم لها ذلك بقوة الثروة التي ضاعفت الارتباط بحلفائها إلى الحد الذي وصل إلى تكوين جيش من المرتزقة الأوروبيين والأمريكيين وجنسيات أخرى، وهو الجيش الذي استخدم ويستخدم بقوة وتفاخر في ارتكاب المجازر داخل اليمن ، بعد إعلانهم العدوان تحت ذريعة الموالاة لإيران ، ووقف التوسع الشيعي وضرب الخطر الوهم القادم من جنوب المملكة في إطار مؤامرة عالمية تم تنفيذها على سوريا التي تعيش حرب مواجهة و مقاومة وصموداً مستمراً ما أزعج إسرائيل وحلفاءها العرب، الذين أسرعوا بتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة .
– إن التوجه الاستعماري لتحالف العدوان لايخرج عن تمكين إسرائيل من التوسع والخروج من عزلتها في المنطقة العربية بفرض تطبيع العلاقات معها بشكل علني بقوة السلاح واحتلال الأرض ، ولاستمرار هذا الحلف ليس أمام الدول المشاركة إلا المضي في تنفيذ مخطط تغيير خريطة الشرق الأوسط والتنسيق على أعلى المستويات مع إسرائيل ، بدعم الفوضى الخلاقة ، وزيادة الدعم الميداني المتواصل ، حتى حانت ساعة الصفر لإسقاط النظام السوري بعد سنوات طوال من المواجهة والمشاركة الجوية ،ليأتي التعزيز القوي والمباشر والسريع من قبل القيادة الروسية التي أدركت خطورة الموقف وعواقبه على بلدها، ليكون سدا مانعا أوقف كل عناصر المؤامرة وغير مجرى الأحداث والوقائع الميدانية ، فما كان من الحلفاء إلا الاتجاه نحو اليمن ، البلد الواقع تحت سيطرتهم ، والضعيف العاجز بعد تدمير اقتصاده وبنيته العسكرية ونمو نبتة الحزبية والطائفية والمناطقية التي زرعت برعاية أمريكية بريطانية خليجية وبأيد يمانية اتخذت من الدين مدخلا واسعا لأدء دورها بنجاح تكلل بأحداث 2011م جامعة في شباكها كل مناور ومتعاطف وصاحب مصلحة أو مظلمة إلى أن حانت ساعة الصفر مع تعاضم المليشيات العسكرية الحزبية والحراك الجنوبي المتعدد الولاءات بإعلان الجبير العدوان على اليمن ومن البيت الأبيض، ويبدأ العدوان ويتمادى في عنفه الجوي والبحري والبري، وبجيوش من المرتزقة والمليشيات ومعهم جامعة الدول العربية المشارك الرئيس في تبرير الحملة العدوانية وتقوية مواقف العدوان في إطار المجتمع الدولي ، وهكذا تجاوزت الجامعة القيم والمبادئ والعلاقات العربية بين الدول الأعضاء وأصدرت القرارات المنحازة لخدمة العدوان ، في محاولة لحجب الحقيقة ، والمزايدة في قلب الأحداث بضحالة فكرية ، وبدون حياء ينشر الحقد على اليمن واليمنيين بكل لغات العالم ، لتساهم في كل الجرائم والمذابح في حق نساء اليمن وأطفال اليمن وتفاخر بأنها جزء لايتجزأ من العدوان، متباكين على عجز البلاك ووتر والجنجويد وشذاذ الآفاق في اقتحام تعز الأبية الصامدة ، مطالبة بفتح الطرق والمنافذ لاحتلالها وكل شيء وله ثمن مدفوع ، لقد ذهب من الوجوه الحياء واسودت بالفشل وبانت العمالة ، المتجاهلة آلاف القتلى وآلاف الجرحى ، وإبادة محافظات كاملة عن بكرة أبيها لم يحرك للجامعة ولا لمجلس الأمن ساكنا ، وفقا لرغبة الممولين للعدوان . – صار اليمانيون روافض ومجوساً ببصمة هادي وحكومته وألسن عملاء فقدوا مشاعرهم وانتمائهم لثلاثين مليون يماني حر وصامد ومقاتل دفاعا عن الأرض والدين والشرف والعرض ، إنهم يتحملون أمام الله والتاريخ والشعوب العربية مسؤولية تدمير اليمن أرضا وشعبا ، يتحملون كل قطرة دم أزهقها العدوان .
– إن مرارة موت الضمير العربي في عقر داره تعلن للعالم وللعرب انحيازها للحكام ضد الشعوب ، إنه موت الكيان العربي واندماجه في كيان العدوان .
– هذه هي اليمن المجروحة، هذه هي اليمن ياشعوب العالم تنتظر صوت ضمائركم ، تنتظر خروجكم كدعاة للسلام ضد حرب الإبادة، تنتظر خروجكم ضد العبث القاتل للشعب اليماني ، عبر الحصار الجوي والبحري والبري ، والقصف بكافة أنواع الصواريخ المنطلقة من البر والبحر والجو ، نريد سماع أصواتكم انتصارا لليمن وشعبه ، انتصارا لثلاثين مليونا خرجوا بعزم وإرادة للتحرر من الوصاية ، يطالبون بالحرية والسيادة لبلدهم ، يطالبون بكف العدوان عن وطنهم وأرضهم ، لايحملون العداء ولايسعون للعدوان ، يرجون منحهم حق الحياة في أرضهم واستغلال ثرواته أيا كانت قليلة أو كثيرة ، يريدون العيش بسلام ، لكن الإطماع تدفع الأعداء للسيطرة عليه بقوة السلاح والحصار الجائر لإخضاع أمة أبية لا تعرف المذلة والمهانة ، تتعايش مع العالم والطير في السماء ، جالياتها تملأ العالم في شرقه وغربه لم يعرف أن خرج منها إرهابي إلابعد تغلغل أشياع الوهابية في مفاصل الحكم الجمهوري وفي المجتمع اليمني ، و نشر مذهبهم بين العامة.
– يا شعوب العالم أيها الأحرار في كل مكان ، إن اليمانيين امة مسالمة تسالم من يسالمها وتعادي من يعاديها تمد يدها للعالم، لاتقبل المذلة والامتهان وتسعد بكل ازدهار وتقدم ورخاء تحققه الأمم والشعوب ، هذه هي اليمن أصل الإنسان وتاريخه وحضارته فلا تنسوها، نعم لاتنسوا اليمن البارز في معالم الأندلس( اسبانيا )، وفي شمال أفريقيا وفي شرق آسيا
اليمن بينكم من خلال جالياته في بريطانيا وأمريكا ، وفرنسا ، والمانيا ، وكندى وكل العالم ، جاليات عاشت واستقرت وساهمت معكم في كل خطواتكم نحو الحرية والديمقراطية والتقدم ، إنها تستحق وقوفكم لمساندتها ضد العدوان والإبادة ، هذه هي اليمن التي تدفع بيديها اعنف حرب وعدوان عرف في عصر دعاة الحرية وحقوق الإنسان في القرن الواحد والعشرين.
هذه هي اليمن موطن التاريخ والحضارات الإنسانية منذ القدم أرض تستحق أن تكون المزار السياحي الأول في المنطقة بلد يعشقه الكثير من سياح العالم ولا يستطيعوا زيارته لما يعانيه من مشاكل أتت إليه من أقرب أشقائه وجيرانه …

قد يعجبك ايضا