الضالع/ نبيل الجنيد –
لحظات زمنية ذهبية فارقة انتظرها اليمنيون كثيرا من اجل الجلوس على طاولة الحوار الوطني الشامل وهي اللحظات التي ستجمع كل الفرقاء السياسيين ليقفوا بكل جدية لترميم التصدعات السياسية عبر الحوار الوطني الشامل الذي سينطلق في الـ 18من مارس الجاري.
حول هذا الموعد الحاسم التقت “الثورة” عدداٍ من أبناء محافظة الضالع الذين أكدوا أن مسألة المشاركة في الحوار الوطني هي مسألة وطنية ليضع اليمنيون الأسس والمبادئ التي تؤكد أنهم أهل حكمة وأن الحوار هو انطلاق من الحديث النبوي الشريف الذي قال” إذا اشتدت بكم الفتن فعليكم بأهل اليمن”.
البداية كانت مع الأخ / أمين محمد قراضة مدير عام مديرية جبن محافظة الضالع الذي تحدث قائلا: الحوار هو الولوج إلى المستقبل الآمن لليمن الواحد الموحد لأن جماهير الشعب اليمني اليوم تعول كثيرا على مؤتمر الحوار الوطني الذي سينطلق في الـ18 من مارس الجاري والذي نأمل منه أن يخرج بحلول مرضية ولا ظالم لا مظلوم..
وأشار إلى أن نجاح مؤتمر الحوار يكمن في حال أحسنت الأحزاب السياسية اختيار من يمثلها في هذا المؤتمر وبشرط أن يكون التمثيل ممن لا يجعل الوطن خصماٍ له. وعلى كل الفرقاء أن يتركوا الخلافات خلف ظهورهم ويدخلوا الحوار بنفس وطنية خالية من أي أحقاد.
وقال: ما نريد أن نشير إليه انه حتى اليوم لم تقدم الأحزاب برنامجاٍ واضحاٍ يطمئن الجميع عن ماهي القضية الجنوبية وما حلولها وهو الأمر الذي دفع بعض فصائل الحراك الجنوبي السلمي أن يصنف القضية الجنوبية قضية فك الارتباط, بينما هي قضية سياسية ترتكز على اتفاقيات إعلان الوحدة اليمنية بين الشركاء, وهي قضية حقوقية مطلبية بامتياز يجب معالجتها معالجة صحيحة بما يرضي الأخوة بالجنوب وتعويضهم عن ما لحق بهم..
كما أن ليس من الغريب ان يجلس الإخوة للحوار والنقاش ويتفقوا على إيجابيات لا يمكن لأحد إنكارها وهي مفقودة ومغيبة تماما منذ صيف 94 التي طمست معالم الحياة المدنية المتمثلة بـ”التعليم المجاني, الصحة العامة, تقديم الرعاية الاجتماعية والإسكان, النظام المؤسسي وعلى وجه الخصوص الجانب الأمني والنيابة العامة. وهو ما أثر عليهم نفسيا واجتماعيا بسبب التحول السريع نتيجة الحرب التي تسببت في إحداث شرخ كبير في النسيج الاجتماعي.
الشراكة الحقيقية
سامي صالح الجحافي أشار إلى أنه لا يمكن حل أي قضية ما على وجه المعمورة لا يمكن حلها إلا عبر الحوار وكم شاهدنا من قضايا سياسية أو اجتماعية إلا عبر الجلوس والتفاهم ودخول الطرف الثالث الذي يمكن عبره الدخول إلى إيجاد الحل الوسطي والمناسب.
وأضاف: ما نريده اليوم ونحن على مشارف انعقاد المؤتمر الوطني للحوار الشامل أن تكون أسس الحوار واضحة ومنطقية مثلما شارك الجميع في تحقيق الوحدة يجب أن يكونوا اليوم شركاء بالحوار شراكة حقيقية لا كما يريده أصحاب المشاريع الضيقة, والانحيازات السياسية التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه.
الحوار هو الطريق الصحيح
الأخ/ عبده مسعد قايد احد ابناء مدينة الضالع تحدث بالقول: إن فتح باب الدخول والمشاركة بالحوار بحرية وسقف مرفوع أمام الجميع هذا شيء نستطيع من خلاله الوصول إلى النتيجة الحقيقية لأن المصارحة ستكون علنية ولا غموض فيها من قبل كل الأطراف على اعتبار ان الحوار هو الطريق الصحيح في كل زمان ومكان على طاولة واحدة وخروج برؤية واضحة وشفافة وعلنية أمام الرأي العام.
وأردف: إن الحوار الذي سيعقد بصورة علنية لا يمكن لأحد أن يبيت في نفسه شيئاٍ ويقوم بالالتفاف على فكر الآخر وإن هذا الخيار يضع الجميع أمام المنهج الديمقراطي في القبول بالرأي والرأي الآخر الذي نسعى إلى تأصيله للقبول بالآراء في الغد الذي تنتظره الأجيال القادمة.
وأشار إلى أن ما يريد أن يلمسه أبناء الجنوب من القيادة السياسية هو إصدار القرارات الصارمة التي تلبي جميع مصالح الجنوب التي تعرضت إلى النهب وإعادتها كي يشعروا الآخر بأن هناك نوايا صادقة لإعادة الحقوق ولا يمكن مجاملة القوى المتنفذة.
وليس عيباٍ أن يكون الحوار كما يطلبه البعض من أبناء الجنوب حواراٍ ندياٍ شمالياٍ جنوبياٍ وهذا يكون تنوعاٍ في الرأي بل يسهم بالخروج من الأزمة إن كان سيفضي لفض النزاع وعليهم (أبناء الجنوب) أيضا الجلوس للحوار وتوحيد الرأي الجنوبي وطرحه بقوة أمام الطرف الآخر.
القضية المحورية
* المعلم والتربوي القدير محسن عبدالله حسين من أبناء مديرية الأزرق قال: إننا جميعا نبارك ونؤيد انعقاد الحوار الوطني الذي يعد الوسيلة المثلى للخروج من الأزمات السياسية القائمة على مستوى اليمن ومنها القضية المحورية والأساسية القضية الجنوبية التي نعتبرها قضية كل ابناء الوطن لتحقيق العدالة الوطنية.
وأشار إلى أن الحوار هو أساس المصالحة الوطنية الأساسية وعلينا أن ندرك أن الله سبحانه وتعالى رب كل شيء كان خلق إبليس وتحاور معه وعلينا نحن بني البشر أهل الاختلاف علينا أن نجلس لنتحاور وهذا ليس عيباٍ بحقنا أن نختلف فالعيب تكرر الخطأ فالاختلاف ظاهرة صحية كي نصحح كل ما اختلفنا عليه في الماضي, ومن منطلق الحوار والجلوس مع بعضنا نستطيع أن نصل إلى بوابة مفتوحة للخروج مما نحن فيه, حتى الذي ينادي اليوم بفك الارتباط من ابناء الجنوب عليه أن يجلس إلى طاولة الحوار لأنه كيف سيحصل على حقه إذا لم يستجب للحوار ليقنع الطرف الآخر أنه لا يطيق الجلوس معه بطريقة الوحدة في صيف 1994م الظالمة, والتي أقرت جميع القوى أن الجنوب قد تعرض لحالة من الظلم والجور من قبل قوى استحوذت على الأراضي والثروة وحرم أبناء الجنوب كثيرا.
مع الحوار
* احمد محمود الشاعري هو الآخر يقول: نحن مع الحوار الوطني الشامل ولكن الحوار البناء الذي سيضمن حق الآخر وأن لا يكون الحوار مجرد التفاف على الحقوق وإجهاض مشروع القضية الجنوبية التي خرج من اجلها ابناء الجنوب في عام2007م وحتى اليوم بحراك سلمي علم العالم عملية مواجهة الظلم واستعادة الحقوق والمظالم.
وأضاف : إن المشاركة بالحوار برعاية دولية واجب لكي نقنع العالم أن الجنوب تعرض لعملية نهب وسلب غير مسبوقة من قبل قوى لم تراع مشاعر أبناء الجنوب وجعلتهم يشعرون بغبن شديد وصاروا لا يحصلون على حقهم في العيش.
وأنا كواحد من أبناء الجنوب أقول وبصريح العبارة لكل أبناء الجنوب نحن مع الحق وندعوهم جميعا إلى المشاركة والتفاعل مع الحوار الذي ترعاه قوى دولية وإقليمية والتي نرجوا منها أن لا تخذل الجنوب الذي تعرض لخذلان كبير لم ولن نتوقع أن يرتكبه المنتصرون على الجنوب في حرب صيف 1994م, وهو الأمر الذي خلف جرحاٍ كبيراٍ في النفوس الجنوبية التي كانت تواقة إلى تحقيق الوحدة أكثر مما يتصوره أبناء الشمال وهم يدركون ذلك, وأوضح بالقول: لا نعتقد أن الدول الراعية للحوار لا تدرك ما حصل في الجنوب وما هو الحل في حال أنها وجدت لها القناعات التامة لإخراج اليمن من الأزمة الحالية لأن أمن المنطقة لم يكن إلا بتوفير أمن اليمن الذي يعد الخاصرة لشبه الجزيرة العربية.
الخروج من الفوضى
منصور حمود الشيخ مدير عام الشباب والرياضة أشار إلى أن المشاركة في الحوار الوطني باتت ضرورة حتمية يتوجب على اليمنيين ككل دعمها لأن بالحوار نستطيع الخروج من الفوضى التي عمت اغلب مدن الجمهورية اليمنية والتي يقف وراءها متطرفون لا علاقة لهم بالسياسة وهؤلاء المتطرفون هم المستفيدون من الانفلات الأمني على مستوى المحافظات ولا هم لهم سوى الفوضى التي تعكر الصفو العام.
وأكد قائلا: الحوار الوطني هو البوابة الرئيسية التي سيدخل من خلالها اليمنيون إلى البناء وإعادة كل ما خلفته الحرب وتصحيح السوء الإداري الذي خذل أبناء الجنوب خصوصا أنهم لم يعتادوا عليه في السابق حتى عام 1990م.
وأدعو القيادات السياسية في الداخل والخارج إلى إبداء حسن النوايا وترك المكايدات السياسية التي اعتادوها طوال فترة حكمهم وعليهم الجلوس إلى طاولة الحوار وإيجاد حلول مناسبة لكل قضايا الوطن بما فيها القضية الجنوبية التي تعد أهم القضايا وعليهم ترك السلطة وحكم البلد لشباب المستقبل الذين انتفضوا بجميع المدن اليمنية, وفي المقدمة شباب الحراك الجنوبي الذي يعد من خرج إلى الساحات وأن لا يستحوذ قادة الأحزاب على مستقبل الشباب.
* علي أحمد مقبل صوحل رئيس اتحاد شباب اليمن بمحافظة الضالع قال من جهته: إننا في اتحاد شباب اليمن فرع محافظة الضالع نؤيد ونبارك انعقاد الحوار الوطني الشامل للخروج من المآزق السياسية التي تكاد تعصف بالوطن الواحد بسبب الخلافات السياسية بين القوى المتصارعة على السلطة دون مراعاة المصالح التي تخدم العامة من الناس المغلوبين على أمرهم بسبب الأزمات المؤسفة. والحوار هو طريقة مثلى يجب الالتزام به من قبل القوى السياسية التي نطلب منها صدق القول والعمل في المشاركة لأنه في حال صدقت النوايا بالتأكيد كل القضايا سوف تحل وبدون شك لأن من يقف أمام مصالح الناس هم أصحاب النوايا المبيتة.
وأضاف أن الحوار الوطني سوف يكون لحظة فارقة لليمن على مدى التاريخ في حال غلب اليمنيون المصلحة العامة وجلس الجميع لتبادل الآراء ونقاش بناء والاعتراف بالأخطاء التي حدثت هنا وهناك خصوصاٍ الأخطاء المجحفة بحق الجنوب. وما يعول عليه من الحوار هو تنفيذ الـ”20″ بنداٍ التي أقرتها اللجنة الفنية للحوار الوطني وتنفيذها تنفيذاٍ فعلياٍ على ارض الواقع.