المعركة لم تبدأ بعد..
(الحرب مع السعودية لم تبدأ وحزبنا لم يدخل المعركة بعد وإن استمرت السعودية في غيها سندخل الحرب وسنكون في خط المواجهة الأول)..
هناك من سيقول ما الذي يمكن أن يضيفه صالح وحزبه؟ وآخرون سيقولون مرت تسعة أشهر على العدوان وإذا كان يستطيع أن يقدم شيئاً لشعبه ووطنه لماذا تأخر؟ أمور كثيرة يمكن قولها وهذا ليس ما نود طرحه الآن.
من يعرف الزعيم صالح يدرك تماماً بأن الرجل لا يمزح وأنه يستطيع الوفاء بما يقوله, وأن شكل المواجهة في قادم الأيام سيتغير تماما, كيف ومتى هذه أمور سيرقبها المتابعون والمهتمون.
من عرفه ومن لم يعرفه سيخرج بنتيجة واحدة مفادها بأنه لم يعلن خياراته وبهذه القوة والوضوح, بشكل اعتباطي دون دراسة وتحليل لكل ما مرت به اليمن وما أنتجته الحرب العدوانية (السعودية الأمريكية) الظالمة.
حين يقول الزعيم (حوارنا القادم مع المملكة السعودية .. وهذا موقفنا ولن نذهب إلى أي مكان للتحاور إذا لم توقفوا الحرب العدوانية الظالمة وغير المبررة على الشعب اليمني .. ويقول مؤكداً (الحرب مع السعودية لم تبدأ بعد) وضعوا تحتها عدة خطوط عريضة, له دلالة كبيرة ورسالة واضحة للمجتمع الدولي وعلى رأسهم الأمم المتحدة أن لا تغاضي ولا مسايرة بعد اليوم لأي كان على حساب اليمن وشعبه, وينتقل في فقرة أخرى لمخاطبة المرتزقة من أبناء اليمن مقرعاً وساخراً من غبائهم وأنانيتهم )) تأتي لتحاور أبناء سام من الرياض .. هذا عيب استحوا على أنفسكم).
من يعرف الرئيس السابق (صالح) ومن يعرف مسيرته وما مرت به من أحداث وكيف تعامل معها, وكيف كانت خطاباته, في وقت السلم والحرب, يدرك أن خطابه الأخير مغاير شكلا ومضموناً لكل ما صدر منه طوال مرحلة حكمه, لم أقف على وضوح مثل الذي لمسته وأحسسته في خطاب اليوم – الأحد 27 ديسمبر 2015م.
فهل كان هذا الأمر إجبارياً من حيث المسئولية الأخلاقية والوطنية؟ أم أن موقعه اليوم قد أبعد عنه الكثير من الحرج وحرره من خلطة الدبلوماسية والموقع الرسمي, أم أنها الضرورة نتيجة الصلف والتعالي الذي واجه به النظام المراهق لآل سعود صبر وحرص صاحب الخبرة والتجربة على صلف وجور هؤلاء المراهقين, بالنسبة لي أعتقد أن كل ما أشرت إليه كان حاضراً في هذا الخطاب.
اكتملت فترة ومهل المراجعة والتقييم للمواقف, انتهى وقت الفسحة التي منحت لعقلاء هذا النظام الذي أسقط كل قيم وأخلاق الجوار والتعايش الذي حث وأكد عليها ديننا الإسلامي, انتهت مهلة من كانوا يظهرون غير ما يبطنون من العائلة الحاكمة في الرياض وبأنهم يرفضون العدوان وسيوقفون الطائشين ويعملون على معالجة ما ارتكبه أطفالهم.
انتهت فرصة زعامات وقادة الأنظمة العربية والإسلامية لتلافي ووقف عنجهية نظام آل سعود, انتهت المهل للمجتمع الدولي وهيئاته للقيام بواجبه, أقيمت الحجة على المعتدي وشركائه وعلى الهيئات الدولية, فكان واجباً على أي كان أن يحزم أمره ويعلن خياره, فما بالكم بشخصية خبرة وعاشت المئات من التجارب والأحداث وتمرست ووعت الدروس, شخصية حكمت شعبها 33 عاماً تعرف ما لديها وما يمكن لشعبها أن يفعل.
ذهب وشركاؤه إلى جنيف الأولى والثانية, وهو يدرك أن لا فائدة مع هذا العدو المهووس بالعظمة ولكنه كشريك ومعني بالمواجهة مع قائد ثورة 21 سبتمبر السيد عبدالملك الحوثي أراد أن يقيم الحجة على الجميع, وأن يعطي أكثر من فرصة لألئك المغرر بهم والمرتمين في أحضان المعتدي كي يثوبوا إلى رشدهم ويعوا نتيجة أعمالهم ومواقفهم ومصيرهم المحتوم في حال لم يدركوا الجريمة النكراء التي يشاركون فيها.
أراد أن يعطي الفرصة تلو الأخرى للعقل والمنطق, وحين أيقن أن لا فائدة ولا أمل كان وجوباً ومن منطلق الدفاع عن النفس والأهل والوطن أن يحسم الأمر ويدخل المواجهة بكل قوة وبحسابات مؤداها أن لا تسليم ولا خضوع ولا تفاوض مع الأذيال والأدوات ولا قبول للإملاءات والأعذار والوساطات ما لم توقف الحرب ويرفع الحصار ويعترف المعتدي والمجتمع الدولي بجريمتهم في حق الشعب اليمني.