تعز.. الوجه الآخر لصعدة!!
حسن شرف الدين
لازالت صعدة القضية.. وكلما تحاول تنفس الصعداء والتحرر من الظلم والضيم والتهميش.. يأبى الظالمون تركها وفك قيودها من سلاسل الانعزال والاستهداف.
صعدة رغم ما مورس عليها من بشاعة في التعامل ودونية في أخذ نصيبها من التطور ومواكبة كل جديد منذ عشرات السنين.. كوفئت بحروب ظالمة وعبثية شنها النظام السابق.. وبمجرد قيام ثورة 11فبراير حاول الوطنيون من الشعب مسح غبار الظلم من على كاهل صعدة فكان اعتذار الحكومة من الحروب الست.. ومع انتصار ثورة ?? سبتمبر تدخل المبغضون للتاريخ والمتوجسون من القادم من صعدة كفكر مقاوم للظلم ومتطلع لدولة مدنية فعرقلوا السلام والاعتذار وصنعوا نزاعاً دامياً.. وعندما تساقطت أوراق مخطط موت صعدة البطيء حاول أعداؤها إعدامها بشن عدوان غاشم عليها وعلى أخواتها من محافظات الجمهورية.. في دلالة واضحة لمدى حقد وبشاعة جارة السوء المملكة السعودية.. فقد اتسع عدوانها ليطال الأخضر واليابس.
لقد تمادى العدوان السعودي وأفرط في عدوانه على الشعب اليمني عامة وأبناء محافظة صعدة خاصة.. فهي اليوم -صعدة- تتعرض لعملية إبادة ممنهجة وجرائم مصحوبة بالقنابل العنقودية والأسلحة الكيميائية والمحرمة دوليا.. في رسالة واضحة من قيادة تحالف العدوان والمتمثلة في النظام السعودي.
يحاولون طمس صعدة وأهلها وتدمير بنيتها التحتية ظنا منهم بأنها لن تقوم لها قائمة.. لكن ما نشاهده عبر شاشات التلفزة وما نسمعه من إذاعات الأثير تتجلى فيها صور الصمود والإباء لدى أبناء هذه المحافظة متحدين الترسانة العسكرية التابعة للنظام السعودي في رسالة واضحة لهم بأننا لن نترك أرضنا وتاريخنا لأشباه الرجال ومرضى الزهايمر.
تعز.. صورة مؤلمة أخرى لصعدة ترسمها طائرات العدوان ومرتزقة النظام السعودي بصواريخهم وقذائف الهاون.. لا يزال الشارع اليمني مصدوماً لما وصلت له تعز “الثقافة” وجعلها مدينة منكوبة إلى جوار محافظة صعدة.. لم يستطع مثقفو هذه المدينة دفع الضرر عنها.. لقد انتصر الريال السعودي على مبادئ المدنية والديمقراطية.. لقد استطاع إرهاب العدوان استجرار الخلاف إلى نزاع دام استهدف المدنيين وجعلهم ينزحون من منازلهم ومساكنهم ليبحثوا عن مأوى آخر.
الخلاصة.. عندما تتجه أصابع الاتهام نحو العدو الحقيقي للشعب اليمني مناطق ومذاهب ستشخص المشاكل وتحدد الأولويات.. وما لم نعرف أن المستفيد الوحيد من النزاع اليمني-اليمني هو النظام السعودي ومن ورائه قوى الاستكبار أمريكا وإسرائيل فلن نستطيع حماية مدننا من الدمار وحماية أنفسنا من الموت.
ومع استمرار العدوان السعودي يوما بعد يوم تنكشف كثير من الأقنعة البشعة.. ويوم بعد آخر تتقارب وجهات نظر القوى اليمنية الوطنية وليس التي باعت نفسها وأرضها مقابل مصالحها الشخصية وإرضاء ولية نعمتها.. وما هو إلا وقت بسيط ليتخلص الشعب اليمني من الوصاية الخارجية ويستعيد قراره السياسي.. وعندها سيندحر العدوان ويطرد الغزاة الجدد ومرتزقتهم من الجماعات الإرهابية والإجرامية من كل الأراضي اليمنية التي دنستها.