إنتهاكات وجرائم في حق الوطن

علي محمد قايد
قد يرتكب الإنسان جرما في حق نفسه أو في حق غيره وهذا شيء طبيعي لكن عندما يتم إرتكاب جرائم في حق الوطن فهنا الكارثة الكبرى لأن الوطن يعتبر ملكا عاماً فهو أشبه بمنزل تعيش فيه أسره فماذا لو قام شخص ما بوضع متفجرات في هذا المنزل دون علم أهله وتم تفجيره بمن فيه بدون شك سيتهدم المنزل ويموت كل من فيه وكذلك الوطن عندما يتحول إلى ساحات عنف وسفك دماء ومواجهات مسلحة دامية بين أبنائه ويتم فيه تنفيذ العمليات الإرهابية من قبل الجماعات المتطرفة فكل ذلك يعتبر جرائم فادحة ترتكب في حق الوطن والمواطن
يعتبر الوطن البئية الآمنة والمستقرة التي تتوفر فيها عوامل الحياة والعيش الرغيد والبقاء وتتعدد تلك العوامل منها العوامل الطبيعية مثل وجود بيئة طبيعية تتوفر فيها عوامل الحياة مثل سقوط الأمطار ووجود الأرض الزراعية وينابيع المياه والحيوانات الأليفة وغير ذلك وهناك عوامل بشرية يقوم بها من ينتمون للوطن ويعيشون عليه مثل الشعور الجماعي بالمسؤوليات والواجبات تجاه الوطن والإيمان بالحقوق والواجبات تجاه الوطن فالوطن لايبني نفسه كذلك من تلك العوامل وجود دولة ورئيس وحكومة وجيش وأمن وقضاء وتنمية وأمن واستقرار بحيث يعمل رئيس الدولة على تسيير أمور البلاد والحفاظ عليه من التفكك والتمزق والقيام بمسؤولياته تجاه المواطن من توفير الخدمات والمشاريع وتحقيق العدالة والمساواة والاهتمام ببناء الإنسان أو المواطن حتى يقوم بواجباته في بناء الوطن كذلك هو دور الحكومة ممثلة برئيسها ووزاراتها بمافي ذلك وزارة الداخلية التي يجب أن تقوم بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة وضبط الجناة حتى يضمن المواطن حياته ويتمكن من ممارسة حياته وأعماله دون خوف كذلك هو دور وزارة الدفاع في الحفاظ على سيادة الدولة وحماية الوطن من أي إعتداءات خارجية وكذلك هو دور باقي الوزارات ماذكرته سابقا يعتبر كأمثلة بسيطة ولو حدث إختلال لكل تلك العوامل لحدث للوطن مثلما حدث لذلك المنزل الذي تم تفجيره ومع الأسف الشديد فقد حدث في بلادنا إختلال لتلك العوامل منذ العام 2011م وماحدث من ثورات الربيع العربي والتي أثرت تأثيراً سلبياً على الوطن بشكل عام ووصلنا لمراحل قاسية جدا منها مرحلة الفراغ الدستوري وغياب رئيس الجمهورية والحكومة واختلال الأمن وتصدع لأركان ومقومات الأقتصاد الوطني وتحول اليمن إلى ساحات عنف وبيئة خصبة للإرهاب والواقع المعاش يتحدث عن نفسه ويكفينا أنه تم إنتهاك سيادة الدولة وتم اختراق أجوائها وضربها بالطائرات وتصدع البنية التحتية بسبب القصف من قبل عاصفة الحزم وكل ذلك إنما هو ناتج عن تصدع تلك المقومات مما يعني أن الوطن والمواطن كانا ضحية العبث والفوضى والتنصل عن المسؤوليات والواجبات تجاه الوطن وكذلك المؤامرات الخارجية التي انكشف الستار عنها وظهرت الحقائق للجميع.

قد يعجبك ايضا