بين مطرقة العدوان .. وسندان السياسة
عبدالسلام الحربي
إن الأحداث التي تمر بها بلادنا جراء العدوان السعودي وتحالفاته تجعلنا نقف بجدية أمام كل هذه الأحداث لنقرأ ما يدور قراءة صحيحة دون تهويل أو تهوين.. ومن هذه الأحداث تصرفات القوى السياسية وأطراف الحوار.
وعلى الرغم من الظروف اليومية والاقتصادية الصعبة .. وتواصل قصف ودمار العدوان السعودي على اليمن .. إلا أن تمسك كل حزب برؤاه والتمترس خلف هواه قد ساعد على تفاقم المعاناة .. وما يزيد من مخاوف أبناء شعبنا أن بعض الجماعات السياسية تنفذ أجندة خارجية وتتلقى توجيهاتها من خارج الحدود وهذا شيء مؤسف وخطر حقيقي يتهدد الوطن.
مؤسف جداً حين تتحول القيم والمثل العليا لبعض القوى والأحزاب السياسية إلى بضاعة رخيصة وعملة تباع وتشترى بها مطالبنا واحتياجاتنا وتطلعاتنا إلى التغيير نحو الأفضل .. إلى مسارات ضيقة وخلافات منكفئة على ذواتنا.. والانجرار وراء مصالح لا يؤمن بها إلا من ارتهنوا للخارج وارتموا في أحضان المطامع والجشع. أن ما نشهده من واقع يمني صعب وغاية في الخطورة .. جعلنا نعترف أننا لم نصر الشعب الذي كنا نريد ولم نعد حتى الأمة التي انطلقنا منها صوب مشاريعنا وأحلامنا الجديدة في الدولة المدنية الحديثة..
وما تقوم به السعودية وتحالفاتها من عدوان سافر منذ تسعة أشهر ولا يزال يواصل جرائمه الوحشية على بلادنا بمبررات واهية أنها من أجل حماية الشرعية لمن خانوا اليمن وباعوا أنفسهم للخارج وهم في السلطة ومن دمروا مؤسسات الوطن وجيشه وأمنه بذرائع إعادة الهيكلة نزولاً عند رغبة العدو السعودي الأمريكي كل ذلك ما هو إلى ذريعة لإضعاف المؤسسة العسكرية والأمنية.
ومهما راوغ الغزاة والأعداء وقدموا التبريرات والأعذار الباطلة لعدوانهم وتحالفهم على بلادنا فأن ما يقومون به من قصف متواصل ودمار للأرض اليمنية هو اعتداء على دولة ذات سيادة وشعب أصيل رفض الخضوع والوصاية لقوى الخارج ونظام أسرة آل سعود.
ومن يتواجدون على أرض الرياض من القوى والأحزاب المؤيدة للعدوان ما هم إلا الوجه الآخر لهذا العدوان أدخلوا الوطن والشعب في أتون المجهول .. ولا يزالون يراوغون حتى أصبحوا مضغوطين بين مطرقة العدوان وسندان السياسة الفاشلة .
ومن كل هذا فإن الدفاع عن الوطن وسيادته ضد الغزاة المحتلين ومرتزقتهم لا يحتاج إلى تفكير أو تردد ونحن اليوم أمام عدو حقيقي يتوجب الوقوف في وجهه بقوة وشجاعة .. فاليمن واليمنيون عبر تاريخهم الطويل هم أصل الشجاعة والصمود والفداء والتضحيات البطولية ومقبرة الغزاة والطامعين والخونة والعملاء والمرتزقة والصخرة التي تتحطم عليها وتتكسر كل المؤامرات والأحقاد والدسائس أيا كانت من الداخل أو الخارج.. وما الانتصارات اليمانية على أولئك الغزاة إلا دروس كافية على أن اليمن سيظل هكذا وإلى ما شاء الله.