مساحة خضراء …البردُّوني الأديب الشاعر .. أين سيرته الذاتية

في لقاء أدبي نشر في مجلة “العربي” الكويتية مع الشاعر اليمني الكبير والموسوعة الثقافية عبدالله البردُّوني عام 2000م, لم أعد أذكر الشهر بالتحديد, أجرى المقابلة وجهاً لوجه الشاعر والروائي الرائع علي المقري.
كان اللقاء تحفة أدبية ثقافية, تمكن فيها المقري من أن يجعل الأستاذ يتحدث دون تحفظ في قضايا أدبية عديدة, وما جاء فيها بداياته مع الشعر, ورأيه في الشعراء العرب, بعضهم, وتطرق إلى فقدانه للبصر خلال طفولته وكيف كانت تلك المرحلة, وكيف تصرف وهو فاقد لبصره.
ولم ينس المقري أن يسأل البردُّوني عن مهنة المحاماة أو وكيل للشريعة, التي مارسها في بداية حياته العملية, وكان أظرف ما قيل خلال حديثه أنه كان يدافع أو وكيلاً للنساء المطلقات, قال إنه كان يأخذ قضايا النساء اللاتي يتعرضن للظلم, كأن يظلمن من أزواجهن أو إخوانهن في ما يتعلق بالميراث… إلخ.
وأشار البردُّوني – المبصر في الزمن الأعمى – إلى مذكراته التي يكتبها أو سيرته الذاتية, وهي بلا شك مذكرات أديب مثقف ستكون بلا شك سفراً ثقافياً ورحلة سياحية في المراحل السياسية التي مر بها الوطن وعاشها الشاعر, وقاد ربانها, عمله في الإذاعة، وعلاقاته بالأدباء والشعراء والسياسيين, يمنيين وعرباً, ومشاركاته في المهرجانات الشعرية والثقافية, واحتكاكه بالأدباء في تلك المهرجانات.
كثير من القضايا الهامة التي أحسب أو أزعم أن الأديب الشاعر سيتطرق لها, كنا سنعيش معها أجمل الأوقات ونعرف ما خفي من الأحداث.
بثقافته الشاملة ويراعه الجميل وتعبير يأخذ الألباب, هو ذاك المرحوم الشاعر الفذ البردُّوني.
السؤال : أين ذهبت تلك المذكرات؟ هل كتبها الأستاذ؟ أم لم يسعفه الوقت وسبقه السيف العدل؟ توفاه الله قبل أن يخطها, وإذا كان قد كتبها أين مصيرها؟
ليس هناك حل سوى الحديث مع الصديقين, توفيق عبدالله الحرازي والحارث بن الفضل, الاثنان كانا من كتَّابه ومن المقربين إليه, وأيضاً الشاطبي, لا شك أننا سنجد لديهم الخبر اليقين من عدمه, أين ذهبت المذكرات؟ كتبها أم لم يكتبها؟

قد يعجبك ايضا