وأنا أشاهد الكابتن المهندس حسين علي الحبيشي نجم وحدة صنعاء في الثمانينيات يمارس هوايته مع معشوقته كرة القدم صباح يوم الجمعة على ملعب 22 مايو بسعوان لم أصدق أنه قد بلغ عقده الرابع.. لمساته للكرة كانت توحي لي بأنه لا يزال في ربيع العمر وكأنه لم يتجاوز العشرين عاماً.. ليراوغ ويمرر بمهارات عالية مذهلة.
نصف ساعة مرت ومتابعتي له لم تنقطع.. أسرني وشدني لمتابعته فعاد بي سنوات وسنوات إلى الخلف حينما كان يبدع ويصول ويجول مع فريقه وحدة صنعاء في عقد الثمانينيات.. ما شاء الله قلتها في نفسي مرات.. وتعجبت بعدها كيف حافظ على مستواه طيلة هذه الفترة التي ابتعد فيها عن الكرة.. وكلما قدم لمحات وفنيات جميلة ازدادت حيرتي، فمعظم رفاقه أو زملائه لم يعودوا يحملون أنفسهم فما بالك باللعب ساعات في أرض الميدان.. فاكتشفت بعدها أن كل ذلك لم يكن له ليبقى لولا عشقه وحبه للكرة.. وتأكدت فعلاً بعد أن سألته عن سر شبابه المتجدد فرد بالقول: عشقي للكرة وممارسة الرياضة لم ينقطع منذ تركت الكرة.
فأنا مؤمن بأن الرياضة غذاء الروح.. ولم يخف الحبيشي حسرته على انقراض المواهب، مؤكداً أن نجوم الزمن الجميل كانوا أكثر موهبة ونجومية، مشيراً إلى ملك النص طارق السيق والجنتل مان خالد العرشي ومرعب الحراس أحمد سعد العذري والجوكر المرحوم علي الأشول، فهؤلاء وغيرهم من النجوم لو توفرت لهم إمكانيات هذه الأيام لاستطاعوا الوصول بالكرة اليمنية إلى منافسة الدول الخليجية والعربية والتفوق عليها..
انتهى كلام الكابتن المهندس حسين الحبيشي وتبقى الإشارة إلى أن هذا العملاق كان مهندساً لخط منتصف الوحدة وغادر اللعبة مجبرا بحثاً عن مستقبله العلمي وهو في عز عطائه وشبابه ليصبح مهندساً معمارياً يشار إليه بالبنان.. خسرته الكرة اليمنية وكسبته اليمن مهندساً عملاقاً.
إيماءات:
أعرف أن الحديث عن نجم بوزن الكابتن خالد الناظري يحتاج لصفحات، بل لمجلدات لكن نوجز الحديث عنه بكلمات قليلة لا سيما ونحن في زمن القحط الكروي.. الناظري مهاجم هداف عرفناه زهراوياً.. حلّق في كوكب الزهرة وظل لسنوات محلقاً في سماء الكرة اليمنية.. قدم نفسه كنجم استثنائي فريد لا يشبه أحداً ولا يشبهه أحد.. وبعد أن غادر المستديرة لم يغير سحره ولم يكمل عطره.. بريقه مستمر.. نجومية وتواضع حجم ومكانة رفيعة.. هكذا هم غالبية نجوم الزمن الرياضي الجميل.
عبدالله بهيان القائم بأعمال وزير الشباب والرياضة مهما كان حجم المؤامرات عليك.. مكانتك محفوظة.. واصل مسيرتك في الوقوف بوجه الفاسدين والباحثين عن مصالحهم الذاتية الضيقة وثق أن الرياضيين أصبحوا يعرفون من أنت ومن أولئك اللاهثون خلف غرائزهم الدنيئة.
Prev Post